27-نوفمبر-2022
gettyimages

جاءت رغبة فنلندا والسويد بالانضمام إلى حلف الناتو بعد الحرب الروسية على أوكرانيا (Getty)

في ختام اجتماعات الآلية المشتركة الدائمة، التي عقدت، يوم الجمعة الماضية في العاصمة السويدية ستوكهولم، أعلنت تركيا أن السويد وفنلندا، أحرزتا تقدمًا بخصوص انضمامها لحلف الناتو. ورحّبت الدول الثلاث في بيان صادر عن الاجتماع بـ"تكثيف التعاون، وبالتقدّم الذي أحرزته فنلندا والسويد في إطار احترام المذكّرة الموقّعة على هامش قمة مدريد في حزيران/ يونيو الماضي".

في ختام اجتماعات الآلية المشتركة الدائمة، التي عقدت، يوم الجمعة، في العاصمة السويدية ستوكهولم، أعلنت تركيا أن السويد وفنلندا، أحرزتا تقدمًا بخصوص انضمامها لحلف الناتو

ووفقا للبيان فإن السويد وفنلندا ستبدآن التحقيق في أنشطة جمع الأموال وتجنيد مقاتلين لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة "تنظيمًا إرهابيًا". وغرد المسؤول السويدي في المفاوضات، أوسكار ستينستروم، عبر حسابه على تويتر، وكتب "بعد الاجتماع الذي أعلنه الرئيس رجب طيب أردوغان في بداية الشهر، إنّ السويد احترمت إلى حدّ كبير المذكّرة الثلاثية، وتحرز تقدمًا نحو الانضمام إلى الناتو".

من جانبه، أكد رئيس الوزراء السويدي، أولف كريستيرسون، إن بلاده "ستفي بالوعود التي قدمتها لتركيا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب"، واعتبر كريستيرسون في تصريحات صحفية إن "ما تم توقيعه ليس مذكرة، بل اتفاق يتضمن تعهدات أمنية مقدمة لتركيا"، وأشار رئيس الوزراء السويدي إلى أن "ستوكهولم تتواصل مع أنقرة فيما يخص قانون الإرهاب الجديد، المتوقع دخوله حيز التنفيذ في السويد، خلال ربيع العام القادم"، متابعًا، "بات هذا الوضع يعكس حقيقة انضمامنا إلى مكافحة الإرهاب مع الناتو".

وحول تأخر تركيا بالتصديق على انضمام السويد إلى الناتو، قال كريستيرسون إن "الأمر الآن بيد تركيا، وأنا أحترم رأيها"، وأوضح أن "الاتفاق الذي وقعته السويد وفنلندا مع تركيا يدل على أن البلدين يأخذان أمن تركيا على محمل الجد".

وخلال قمة الناتو التي عقدت في العاصمة الإسبانية مدريد، وقعت تركيا مذكرة تفاهم ثلاثية مع السويد وفنلندا في حزيران/ يونيو الماضي بخصوص مكافحة الإرهاب. ووفقًا للمذكرة، فإن الدول الثلاث ستعزز التعاون فيما بينها لمنع أنشطة "التنظيمات الإرهابية".

وفي إطار المذكرة، تم تشكيل آلية مشتركة دائمة عقدت ثاني اجتماع لها في ستوكهولم، يوم الجمعة، فيما استضافت مدينة فانتا الفنلندية الاجتماع الأول، في 26 آب/ أغسطس الماضي.

وشكل الغزو الروسي لأوكرانيا هاجسًا، دفع فنلندا والسويد للتخلي عن عدم الانحياز العسكري والذي استمر لعقود، وسارعتا إلى التقدّم بطلب العضوية لحلف شمال الأطلسي في أيار/ مايو الماضي. وصدّق جميع أعضاء الحلف، على انضمام البلدين، باستثناء تركيا والمجر، ما عرقل انضمامهم، إذ يحتاج الأعضاء الجدد في الحلف إلى موافقة جميع أعضائه.

وتتّهم تركيا كل من السويد وفنلندا بالتساهل مع تواجد أنصار حزب العمال الكردستاني، وباقي التنظيمات الكردية، ومن ضمنها وحدات حماية الشعب على أراضيهما.

وخلال زيارة رئيس الوزراء السويدي لأنقرة مطلع الشهر الحالي، تعهّد كريسترسون بمعالجة المخاوف التي أعربت عنها تركيا في إطار مكافحة الإرهاب من أجل إزالة أي عقبات أمام عضوية السويد في الحلف. من جانبه، قال الرئيس التركي أردوغان في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء السويدي إن "السويد تريد الانضمام للناتو من أجل أمنها، وأن تركيا العضو في الحلف الأطلسي تريد منها في المقابل أن تزيل مخاوفها الأمنية".

خلال زيارة رئيس الوزراء السويدي لأنقرة مطلع الشهر الحالي، تعهّد كريسترسون بمعالجة المخاوف التي أعربت عنها تركيا في إطار مكافحة الإرهاب

بدوره، أقرّ البرلمان السويدي في منتصف الشهر تعديلًا دستوريًا، تم تمريره بأغلبية 278 صوتًا في البرلمان السويدي المؤلف من 349 نائبًا، ويسمح بإدخال قوانين جديدة "للحدّ من حرية تكوين الجمعيات عندما يتعلق الأمر بالجمعيات التي تشارك أو تدعم الإرهاب"، وبحسب اللجنة الدائمة للشؤون الدستورية في البرلمان السويدي، التي أوصت النواب بالموافقة على الاقتراح، فقد بات من الممكن "تجريم أوسع للمشاركة في منظمة إرهابية أو حظر تنظيم إرهابي".

وأشار خبراء إلى أن التعديل الدستوري الجديد سوف يسهل محاكمة أعضاء حزب العمال الكردستاني الذي أدرجته أنقرة ومعظم حلفائها الغربيين على قوائمهم "السوداء"، ومن المقرر أن يدخل التعديل حيّز التنفيذ في كانون الثاني/ يناير القادم.