22-نوفمبر-2022
gettyimages

عقد قادة الناتو اجتماعًا طارئًا بعد سقوط صاروخ في لولندا | gettyimages

بعد سقوط صاروخ في بولندا، تسبب في مقتل شخصين، وإثارة الحديث حول إمكانية أن يكون مصدر الصاروخ من روسيا بداية الحدث، تزايد الحديث عن إمكانية تفعيل البند الخامس من اتفاقية حلف شمال الأطلسي، ما هو هذا البند؟

تزايد الحديث عن إمكانية تفعيل البند الخامس من اتفاقية حلف شمال الأطلسي

يُعدّ البند الخامس في الاتفاقية المؤسسة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"  العامل الأكثر جذبًا في الحلف حيث ينصّ على أن أعضاء الناتو يتفقون "على أن أي هجوم مسلح ضد دولة واحدة أو أكثر منهم في أوروبا أو أمريكا الشمالية يعتبر هجومًا ضدهم الكل". لكن بقدر ما يشكل هذا البند عنصر جذب إلى الحلف، بقدر ما يشكّل تحديًا أساسيًا لعمله خاصةً عند لحظات الاختبار، حيث تلجأ الدول إلى تأويلات مُتعددة للبند بين من يراه ضمانةً للدفاع العسكري عن دول الحلف وبين من يراه إلزامًا فقط للدولة العضو بتقديم "المساعدة" واتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية لاستعادة أمن منطقة شمال الأطلسي أو الحفاظ عليه، وقد لا تشمل تلك الإجراءات أو لا تعني بالضرورة اللجوء للقوة المسلحة والحرب المباشرة.

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوّل من أبدى التشكيك في البند الخامس من اتفاقية الناتو حول أن "الهجوم على عضو بالحلف يعني الهجوم على كل الحلفاء"، وجاء تشكيكه ذاك في سياق اعتبر فيه أن الحلف في حالة موت سريري نظرًا لعدم التنسيق حول القضايا الأمنية التي تمثل تحديًا لأوروبا وعدم القدرة على التنبؤ بسياسات بعض الحلفاء، في إشارةٍ حينها إلى سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومواقفه المخيّبة لآمال الحلفاء في الناتو بشأن الحلف، وعلاقته مع روسيا التي نُظر إليها كتهديد للأمن الأوروبي من ناحية ثانية.

لم تتلاشَ المخاوف جميعها، فما زال التشكيك قائمًا في بعض الأوساط، على الرغم من أن الناتو يعد التحالف العسكري الأبرز في العالم، وكان العامل الرئيسي في ترجيح كفة المحور الغربي في الحرب الباردة وتأمين أوروبا حينها أمام الاتحاد السوفييتي.

أشارت الكثير من التحليلات إلى أن واحدًا من أبرز دوافع روسيا لغزو أوكرانيا هو خوفها من انضمامها إلى حلف الناتو

وطيلة الفترة الماضية تزايدت أعداد الدول المنضمة إليه حيث ارتفعت من  12 دولةً في عام 1949 إلى 30 دولةً عضوًا حاليًا، آخرها  مقدونيا الشمالية، وتطرق دول أخرى مثل فنلندا والسويد باب الانضمام إليه. فيما أشارت الكثير من التحليلات إلى أن واحدًا من أبرز دوافع روسيا لغزو أوكرانيا هو خوفها من انضمامها إلى حلف الناتو وهي المحاذية لروسيا التي ترى في الحلف تهديدًا أمنيًا لأمنها القومي.