05-أغسطس-2020

صورة تظهر آثار الدمار الذي تسبب به انفجار بيروت (Getty)

الترا صوت- فريق التحرير

اهتزّت بيروت مساء أمس الثلاثاء، في الساعة السادسة مساءً بعد انفجار مدمّر في مرفأ المدينة، نجم عنه حتى الآن وفاة أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 4 آلاف لبناني، وألحق أضرارًا هائلة في المباني والبنية التحتية على مسافة واسعة حول المنطقة المحيطة بالانفجار.

أحاط الغموض في الساعات الأولى بأسباب الحادثة المروّعة التي أذهلت العالم أجمع بسبب مقاطع الفيديو الكارثيّة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت في البداية انفجارات لمواد بدا أنها مفرقعات عادية، لكن حجم الانفجار المدمّر ومداه الهائل كان كافيًا لإقناع المحللين والخبراء بأن الأمر يتجاوز مجرّد انفجار في مخزن للمفرقعات، ليتبين لاحقًا وبحسب تصريحات رسميّة بأن ما حصل كان انفجارًا لشحنة من نترات الأمونيوم تقدر بحوالي 2700 طن على الأقل، كانت مخزنة في أحد المستودعات القديمة في المرفأ منذ حوالي 7 سنوات.

 

 

ما هي نترات الأمونيوم؟

نترات الأمونيوم هي مركب كيميائي يحمل الصيغة NH4NO3، ويتم تصنيعه على شكل بلورات صغيرة مساميّة وهو من أكثر الأسمدة الصناعية شيوعًا في العالم باعتباره مصدرًا جيدًا للنتروجين للمزروعات، كما أن له استخدامات في العديد من مواد التفجير المستخدمة خصيصًا في المناجم والمحافر، حيث يتم خلطها مع الوقود وتفجيرها عبر شحنة تفجير خاصة، ولأن بلورات نترات الأمونيوم معروفة بكونها من المؤكسدات الشديدة التي تجلب الأكسجين إلى الاحتراق لزيادة فعاليته، فهي فعالة بشكل خاص في التفجيرات الخاصة بالمناجم حيث تنخفض نسبة الأكسجين.

أمثلة على كوارث تسببت بها انفجارات نترات الأمونيوم

شهد القرن العشرون العديد من الانفجارات التي تسبب بها احتراق كميات من نترات الأمونيوم، ومن أقدمها ما يعرف باسم "الانفجار العظيم" في أحد المصانع في المملكة المتحدة عام 1916، والذي يعدّ أسوأ انفجار في تاريخ مصانع المتفجرات في بريطانيا، حيث انفجر مخزن من المواد المتفجرة التي يبلغ حجمها 200 طن ووصل أثر الانفجار بعدها إلى مخازن نترات الأمونيوم، وأدى إلى مقتل 115 شخصًا.

لكن الحادثين الأبرز في تاريخ انفجارات حمولات نترات الأمونيوم هما ما حدث في الولايات المتحدة عام 1947، في مدينة تكساس، في الحادث المعروف باسم "كارثة مدينة تكساس"، بعد أن اشتعلت النيران على متن سفينة على متنها 2300 طن من نترات الأمونيوم، مسببة انفجارًا هائلًا أودى بحياة أكثر من 581 شخصًا، بعد أن وصل أثر الانفجار إلى سفينة أخرى بعيدة عن موقع الحادثة 250 مترًا وكانت محمّلة أيضًا بحوالي 1000 طن من الكبريت وحوالي 1000 طن من نترات الأمونيوم. وقد تسببت الموجة الصدمية الناجمة عن الانفجار بدمار على مساحة شاسعة من المرفأ، حيث تحطم زجاج النوافذ على بعد أكثر من 60 كم، وسقطت طائرتان صغيرتان كانتا تحلقن على ارتفاع 460 مترًا فوق مكان الانفجار.

أما الحادث الثاني فهو انفجارات ميناء تيانجين شمالي الصين عام 2015، حيث انفجر حوالي 800 طن من نترات الأمونيوم المخزنة قرب مستودع للمواد الكيميائية الخطرة، ما أدى إلى سلسلة من الانفجارات التي عادلت في قوتها ثلث قوة قنبلة هيروشيما النووية، ونجم عن الحادثة مقتل 173 شخصًا، من بينهم 104 من رجال الإطفاء، إضافة إلى إصابة أكثر من 800 شخص بحسب الأرقام الرسمية الصينية.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مستشفيات بيروت تفقد قدرتها الاستيعابية ومخاوف من كارثة

بيروت مدينة منكوبة: انفجار "رهيب"