15-مارس-2023
getty

أوضحت أنقرة أن اعتراضها على انضمام السويد للحلف يفوق اعتراضها على انضمام فنلندا ()

في تطور جديد لملف انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، فتح رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون أمس الثلاثاء الباب أمام انضمام فنلندا للحلف بشكلٍ منفرد، بقوله: "احتمالات انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي قبل السويد في تزايد"، منوّهًا إلى أن ذلك لا يعني استمرار عرقلة ملف ستوكهولم التي اعتبر أن عضويتها في الحلف "ليست سوى مسألة وقت".

فتح رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون أمس الثلاثاء الباب أمام انضمام فنلندا للحلف بشكلٍ منفرد، بقوله: "احتمالات انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي قبل السويد في تزايد"

وجاءت تصريحات كريسترسون خلال مؤتمر صحفي عقده في ستوكهولم قبيل مغادرته إلى ألمانيا، حيث من المتوقع أن يستأثر ملف الانضمام إلى الناتو على أجندة زيارته. 

وخلال المؤتمر الصحفي قال كريستورسون إنّ "ما واجهناه في الأسابيع الأخيرة خلال المحادثات مع مختلف الأطراف هو أن احتمال انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو في وقتين مختلفين قد زاد. في النهاية، لا يتعلق الأمر بما إذا كانت السويد ستنضم إلى الحلف أم لا، ولكن بموعد الانضمام"، حسب قوله.

وأردف رئيس الوزراء السويدي قائلًا إن "تركيا لم تغير موقفها بعد"، مما يعني أن البلدين الاسكندنافيين قد لا ينضمان للحلف معًا كما يأملان. حيث قامت كل من السويد وفنلندا في العام الماضي بتقديم طلب للانضمام إلى حلف الناتو بشكلٍ متزامن. إلا أنّ مسعاهما جوبه باعتراض تركي، بسبب أن البلدين الاسكندنافيين يعدّان "مأوى لأعضاء من جماعات تصنفها أنقرة بأنها إرهابية"، ولا سيما حزب العمال الكردستاني، وازداد الأمر تعقيدًا بشأن ستوكهولم بعد حادثة إحراق المصحف أمام السفارة التركية في السويد. 

getty

إلا أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت جولات من الحوار بين البلدان الثلاثة "تركيا والسويد وفنلندا" أسهمت في تقريب الآراء وتهدئة الأجواء، وفي هذا الصدد شهد الأسبوع الماضي، استئناف الدول الثلاث محادثاتها بشأن الانضمام للناتو في بروكسل، حيث أوضحت أنقرة أن اعتراضها على انضمام السويد للحلف يفوق اعتراضها على انضمام فنلندا. إلا أنّ الخارجية التركية ثمّنت ما وصفته باتخاذ كل من فنلندا والسويد "خطوات ملموسة للتعامل مع النقاط التي تثير قلقها". 

وفي هذا الصدد أعلن في وقتها المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن اجتماع الآلية المشتركة الدائمة بين البلدان الثلاثة "جرى في ظل أجواء إيجابية"، مشيراً إلى أن الوفد التركي المشارك في الاجتماع "ضم مسؤولين من وزارات العدل والخارجية والدفاع والداخلية وجهاز الاستخبارات".

وقال قالن حينها: "بشكل عام أستطيع أن أقول إن الاجتماع جرى في أجواء إيجابية، وقد أكدنا بشكل خاص لنظرائنا السويديين والفنلنديين مرة أخرى هواجس تركيا الأمنية وتطلعاتها التي نعبر عنها حتى اليوم". 

مشيرًا إلى أنّ "مخاوف تركيا الأمنية هي في الوقت ذاته مخاوف الناتو الأمنية، منوهًا إلى أنّ الاجتماع ناقش مرة أخرى في هذا الصدد نشاط تنظيمي "بي كي كي/واي بي جي" و"غولن" في السويد وفنلندا".

وأفاد قالن أيضا أم الوفد التركي "طرح من جديد تطلعات أنقرة بشأن اتخاذ السويد وفنلندا الخطوات القضائية والإدارية والاستخبارية اللازمة لمنع تمويل الإرهاب والترويج له والتجنيد والتحريض على العنف على وجه الخصوص"، على حد قوله. واتفقت العواصم الثلاث على عقد مزيد من الاجتماعات في إطار مساعي الانضمام للحلف.

getty

يشار إلى أن الجانب التركي، سبق وأن قام في كانون الثاني/ يناير الماضي بتعليق المحادثات التي انطلقت ضمن "اتفاق مدريد عام 2022"، بهدف تسهيل عملية انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وتزعم السويد أنّها أوفت بالشق المتعلق بها من "اتفاق مدريد"، بما في ذلك تمرير تشريعات جديدة في البرلمان السويدي لمكافحة الإرهاب تأخذ بالاعتبار مخاوف تركيا حول من "تصفهم بالإرهابيين"، مع الإشارة إلى أن أنقرة تطالب ستوكهولم بتسليم بعضهم وهو ما ترفضه الأخيرة.

أوضحت أنقرة أن اعتراضها على انضمام السويد للحلف يفوق اعتراضها على انضمام فنلندا

يذكر أنّه بجانب تركيا تتحفظ المجر أيضا على المصادقة على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي.