05-يناير-2016

سيطلق الوايفاي من أكشاك الهواتف في نيويورك (أندري بروكوبنكو/Getty)

ابتداء من هذا الأسبوع، أعلن المسؤولون في مدينة نيويورك عن توفر خدمة "الوايفاي" مجانًا في جميع شوارع وأنحاء المدينة. المبادرة التي تم إطلاقها منذ عام 2012، لمساعدة سكان المدينة والسياح على الوصول إلى خدمة الإنترنت سريعًا، لها قصة صغيرة.

في عام 2012 أطلقت المدينة مناقصة للبحث عن الطريقة الأمثل من أجل توفير هذه الخدمة الرائدة في العالم، وتزويد مدينة نيويورك -مدينة العالم- بالإنترنت المجاني، توالت الأفكار والعروض على إدارة المدينة. لكن الفكرة الباهرة والتي حازت على إعجاب المسؤولين أتت من أقصى الشرق، من كوريا الجنوبية، من "الديجيتال سيتي"، مركز أبحاث العملاق "سامسونغ". الفكرة تتلخص في تحويل شبابيك الهاتف المهملة إلى نقاط بعث لترددات الوايفاي، واستغلالها كواجهات إشهارية في نفس الوقت، مما يجعلها مصدر دخل للمدينة أيضًا. حصلت الفكرة على موافقة الجميع وبدأت المدينة في تطبيقها فعليًا في 7500 شباك للهاتف العمومي، لتوفير شبكة الإنترنت الأوسع والأسرع في العالم. ستطلق الخدمة في مرحلة أولى في 500 شباك نموذجي على أن تتسع أكثر بداية من حزيران/يونيو المقبل.

المهندس الجزائري الذي يترأس الفريق البحثي بسامسونغ الكورية هو سمير بن غداش الذي هاجر من الجزائر

حسب مسؤولي مدينة نيويورك فالمشروع يوفر خدمة مجانية للجميع، وإيرادات الإعلانات الإشهارية التي ستعرض على تلك الشبابيك، سيبلغ أكثر من 500 مليون دولار على مدى السنوات الاثني عشر الآتية. والجميل في الأمر أن الفريق الكوري الذي فاز بالمناقصة، يترأسه مهندس جزائري، كان صاحب فكرة استغلال مخادع الهاتف لبعث ذبذبات الوايفاي، وتزويدها بمداخل لشحن الهواتف. سمير بن غداش، يعمل كباحث في مدينة ديجيتال سيتي لدى سامسونغ، هو من مواليد الجزائر العاصمة، تحصل على شهادته الجامعية من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا. واصل بعد ذلك تعليمه في العاصمة الروسية موسكو، إلى أن تحصل على شهادة الدكتوراه وعاد مجددًا إلى بلده فاصطدم بجملة من المشاكل والعراقيل البيروقراطية. رفضت وزارة التعليم العالي الإعتراف بشهادته بحجة التعامل بالمثل مع رفض روسيا للشهادات الجزائرية. لم يجد سمير حلًا غير الهجرة، فقرر الذهاب إلى كوريا الجنوبية. هناك، تدرج في عديد الشركات، إلى أن وصل إلى "سامسونغ" حيث عين كمستشار في الشركة عام 2006، ورئيسًا لفريق البحث في مشروع "وايفاي نيويورك" عام 2012.

سمير، نموذج غير منفرد، لعديد الأدمغة التي تضطر للهجرة من بلدانها، هربًا من المعوقات، وعدم منحهم الفرص الكافية من أجل الإبداع والمساهمة في تطور أوطانهم في جميع المجالات. فالكثير من الكفاءات الجزائرية تتولى مسؤوليات ثقيلة في أكبر الشركات والهيئات العالمية، بعد أن عانوا كثيرًا في الجزائر بحثًا عن فرصة عمل مناسبة وآفاق لطرح أفكارهم وتجسيدها، فصار رحيل هؤلاء أمرًا اضطراريًا. وهكذا، منحت لهم الفرص في بلدان غير بلدانهم. الوايفاي اليوم في نيويورك، لها بصمات جزائرية.

اقرأ/ي أيضًا:
شاب تونسي يكتشف ثغرات في فيسبوك ويكافأ
سامسونج تطارد آيفون بالـ S6