31-أغسطس-2017

مقطع من غلاف المجلة

في العدد الجديد من مجلة "الرجل" السعودية، التي تعتبر – كما يبدو في صفحتها الأولى من النسخة المطبوعة والصفحة الرئيسية على الإنترنت – محمد بن سلمان الرجل الوحيد في العالم، أعدّت ملفًا عنه استكتبت فيه عددًا من الشخصيات العربية، والأجنبية، التي لها علاقة بولي عهد السعودية، الذي صعد إلى منصبه بانقلاب ناعم على الأمير محمد بن نايف.

تحت عنوان "محمد بن سلمان.. قصص النجاح تبدأ برؤية"، كتب عبد ربه منصور وسعد الحريري وحلمي النمنم مدائح رخيصة

حمل ملف مجلة الرجل عنوان "محمد بن سلمان.. قصص النجاح تبدأ برؤية"، وأبرز من كتبوا شهاداتهم، التي بدت مدفوعة الأجر، فيه هم سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان، وسلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد البحرين، وحلمي النمنم، وزير ثقافة مصر، وسفير أمريكا السابق لدى الرياض، والتر كتلر، والرئيس اليمني، عبد ربه منصور، المتآمر مع السعودية فيما يسمّى بـ"عاصفة الحزم"، وعدد من أمراء المناطق، ووزراء حكومة الرياض.

اقرأ/ي أيضًا: ترامب في إعلام السيسي.. ارتباك موسم التجميل الرخيص بعد قطع المعونات الأمريكية

يوصف محمد بن سلمان بـ"ورم الشرق الأوسط الخبيث" بسبب طموحه الذي أدى إلى وقيعة بين دول الخليج، وسبّب ارتباكًا في العلاقات بين كل الدول التي تتواصل مع السعودية، بينما تراوحت عناوين مقالات تجميل وجه الأمير الشاب بين واجهة التغيير الاقتصادي ونموذج جديد للقيادة العربية، وأنع قائد استثنائي، ويسابق الزمن ويدفع المملكة إلى التطوير بخطى واثقة، دون اختلاف معه في نقطة واحدة فيما بدا ردًا للجميل، فأحد كتاب المقالات تحترق بلاده بحربٍ أهلية ضحاياها يمنيون ووقودها سعودي، بينما هو يمدح صانع المعركة بمقال رخيص، الغريب إنه رئيس تلك الدولة عبد ربه منصور.

وآخر سحبت السعودية دعمها لبلاده، الذي كان مقدّرًا بخمسة مليارات دولار سنويًا، بغرض تجويعها في إطار حربها مع حزب الله وإيران، إلا أن محمد بن سلمان أبقى على "عمولته الشخصية" فكتب مادحًا الأمير لأنه "نموذج جديد للقيادة"، وهذا هو سعد الحريري، الذي اكتسب شرعيته في بيروت على جناح الرياض.

الثالث، الذي أثار موجة من السخرية والتشكيك، قضى حياته كاتبًا صحفيًا مناهضًا للوهابية والسلفية والأصوات المحافظة عبر مقالاته بصحيفة المصوّر، التي تصدر بالقاهرة، حتى وصل إلى منصب وزاري باعتباره معارضًا للتيارات الإسلاميّة وفي مقدمتها السلفيون والإخوان، وأصبح مسؤولًا عن الثقافة في دولة إشعاع ثقافي ثم انقلب فجأة ليبيع شعارات سنوات بـ"دعوة عشاء"، كما وصفته عدّة تعليقات على السوشيال ميديا. وهذا هو حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري.

وكشف حلمي النمنم في مقاله، الذي أثار جدلًا بالأوساط المصرية، أن المقال نتاج دعوة عشاء من محمد بن سلمان للمثقفين والكتاب والمفكرين والفنانين في محاولة من الأمير الشاب لمحو الصورة الذهنية لدى العالم عن رجعية بلاده واحتقارها للثقافة وحقوق الإنسان، كان حلمي النمنم واحدًا من الحضور، وقال إن "محمد بن سلمان قيادة جديدة تحاول التأكيد أن المملكة على أعتاب رؤية حضارية جديدة، ومختلفة تماماً عما سبق وسمعت عنه". ورغم إنه اتّهم من جانب تيارات بالإلحاد لأنه معروف برؤيته وأفكاره ومقالاته، التي تعارض كل ما هو إسلامي، تراجع عن ذلك في حضرة محمد بن سلمان، فراح في حضرته يشدّد على ضرورة "الانفتاح على الآخر، والنهل من كل ثقافات العالم مع التمسك بالهوية والتراث العربي والإسلامي".

ووصف حسام الحداد، الباحث والناشط الثقافي، مقال حلمي النمنم بـ"جيل جديد من التزييف مقابل حفنة ريالات تضاف إلى الحساب البنكي"، متسائلًا: "هل يعي حلمي النمنم ما يقول؟".

وُصِفَت تلك المقالات بـ"مدفوعة الأجر مقدّمًا"؛ إذ أن عبد ربه منصور اعترف بفضل محمد بن سلمان عليه، وسعد الحريري أصبح رئيسًا للوزراء ولا يزال بفضل الدعم السعودي الشخصي له، وحلمي النمنم أخذ نصيبه دعوة عشاء، فابن سلمان، الذي يحكم المملكة الآن لظروف مرض وسفر والده، تجري عملية لتجهيزه للحكم عربيًا، وقلة ثقته في نفسه دفعته إلى اجتياح اليمن فيما عرف بـ"عاصفة الحزم" لكي يكتسب منها شرعية كوزير للدفاع لكنه فشل في تحقيق أي مكسب على الأرض أمام جنرالات الحرس الثوري الإيراني، الذين خططوا للحوثيين، فأراد أن يصنع حملة دعائية تقدّمه ملكًا للسعودية كانت تلك مقدمتها عبر عدّة مسؤولين يعبّرون عن أطياف مختلفة في الفكر والثقافة.

العدد الذي احتفت به مجلة "الرجل" بولي العهد السعودي، واجه نقدًا وسخرية عربية واسعة

العدد الذي احتفت به مجلة "الرجل" وحشدت عشرات ممّن تجمعهم مصالح بولي العهد السعودي، واجه نقدًا وسخرية عربية واسعة؛ إذ أنه دعاية رخيصة لوليّ عهد يريد أن يصنع نفسه باعتباره الأهم والأفضل والأكثر جرأة وحداثة في السعودية، فهو الملك المقبل، ولذلك احتلت إعلانات المجلة السعودية المغمورة حيزًا واسعًا في شوارع الرياض، في محاولة للدعاية لإصلاحات الأمير الشاب، التي وعد بها ويحاول أن يؤكد للجميع أنه نفذ وعوده ولكن بلا جدوى، فلا شيء يغطي "الوجه القبيح" لحكمه.

ولذلك فضحت بعض الحسابات السعودية الإعلام المأجور، الذي يتبناه محمد بن سلمان، في تدوينات على موقع تويتر، فتحول وَسْم #محمد_بن_سلمان_مجلة_الرجل  إلى منصة لإطلاق الصواريخ على ولي العهد، الذي يحب أن يقرأ مديحه في مجلة يطبعها على نفقته. وقال أحد الحسابات: "الإعلام المأجور والمطبلين هما الوجه الآخر للسلطة. هما أسباب انحراف السفينة وهلاك الركاب".

اقرأ/ي أيضًا: مؤسس ويكيليكس: "العربية" تنشر الأخبار المفبركة يوميًا

 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد التحفظ على "مصر العربية".. رئيس التحرير لـ"ألترا صوت": القرار فاشي!

جو شو.. جرعة سخرية يغص بها إعلام السيسي وممولوه