22-أغسطس-2017

رئيس تحرير مصر العربية (فيسبوك)

بعد حجب أكثر من خمسين موقعًا إلكترونيًا مصريًا وعربيًا، تستمر حملة السلطات المصرية التي تقودها على الصحافة المستقلة في مصر، حيث قامت ما تسمى بـ"لجنة حصر وإدارة  أموال الإخوان" بالتحفظ على 16 شركة مصرية استنادًا إلى الحجة القائلة إنها شركات إخوانية وكان من بين المتحفظ عليهم موقع مصر العربية.

عادل صبري، رئيس تحرير مصر العربية: قرار التحفظ على الموقع غير قانوني وسنلجأ للقضاء

"مصر العربية" هو من المواقع الصحفية المستقلة في مصر. يرأس تحريره عادل صبري وهو صحفي مصري، وكان عضوًا سابقًا بحزب الوفد. المفارقة أن الموقع بتوجهاته الحالية والسابقة، كان محل هجوم من قبل الإخوان المسلمين حين كان الرئيس السابق محمد مرسي في الحكم لكنه اليوم ضمن المتحفظ عليهم بدعوى "إخوانيته".

على مدى شهور وسنوات سابقة منذ تأسيسه في 2013، تعرض الموقع لمضايقات عديدة واقتحامات من قبل الأمن المصري، كان أحدها في كانون الثاني/ يناير العام الماضي حين اقتحمت قوات الأمن مقرهم وتحفظت على ثمانية حواسيب، واعتقلت مدير مصر العربية أحمد عبد الجواد، ثم أخلت سبيله لاحقًا. تعرض الموقع للحجب أيضًا مما أثر كثيرًا على نسبة مشاهداته، ثم وأخيرًا جاء قرار التحفظ ليزيد الطين بلة، وليمثل تهديدًا جديدًا للإعلام الحر في مصر. في هذا السياق، تحدث عادل صبري، رئيس تحرير موقع مصر العربية لـ"الترا صوت" عن الأزمة الأخيرة وعن مستقبل الموقع والصحافة المستقلة في مصر.

اقرأ/ي أيضًا: حجب المواقع في مصر.. البروكسي في مواجهة النظام

لماذا محاربة موقع مصر العربية وهذه الحرب المتواصلة للآن؟

نحن أحد الأصوات المستقلة في الساحة المصرية اليوم، ونحن صوت كل التيارات، لكن هناك من يريد أن يحصر هذا الصوت في الحديث عن إنجازات النظام فقط، رغم المأساة التي نعيشها وارتفاع الأسعار وازدياد الفقر وكل الوضع المصري السيئ.

هل توقعتم التصعيد الأخير؟

توقعنا مضايقات عديدة، وهي مستمرة منذ أن قلنا إن موقفنا كان واضحًا مما حدث في الثالث من يوليو وقلنا عنه إنه انقلاب صريح على السلطة، توقعنا تفتيشًا مستمرًا، حاولنا الاستمرار في ظل الحجب، لكننا لم نكن نتوقع أن يصدر قرار فاش كهذا يضعنا ضمن لائحة "أموال الإخوان"، التي يعرف الكل أنها تهمة غير صحيحة".

عادل صبري، رئيس تحرير مصر العربية: عندما حاولنا استخراج جريدة ورقية، تعرضنا لمساومات كثيرة لنكون تابعين لا مستقلين

هل ستتخذون أي قرار إزاء التحفظ على الموقع؟

طبعًا. القرار باطل من الأساس ولجنة حصر الأموال تلك مشكوك في شرعيتها، سوف نتخذ الإجراءات القانونية اللازمة، وسوف نتحصن بالقانون، تحدثنا مع مستشارينا القانونيين، وبالبحث في أصل التحفظ القانوني لم نجد سوى قرار التحفظ فقط، ونفهم من هذا أنه قرار إداري من الإدارة السياسية وليس قانونيًا.

علاقتكم بالإخوان .. كيف تردون على كل ما يقال حولها؟

هناك قيادات أمنية تعرف جيدًا أننا لسنا إخوان، وأنني لست إخوانيًا، والكل يذكر كيف انتقدت "مصر العربية" الإخوان أيام تواجدهم في السلطة، وخط الموقع التحريري موجود ويمكن للكل أن يراه. أما عن نفسي فقد كنت عضوًا في حزب الوفد ومحررًا للبرلمان المصري، ومحررًا في جريدة الجمهورية المصرية وأرشيفنا موجود.

كيف ترى مصير الصحافة المستقلة في مصر اليوم؟

الصحفي في مصر مهدد في حياته الخاصة وفي سلامته، كثيرًا ما تعرضنا لتهديدات مباشرة وغير مباشرة، في مصر العربية مثلًا، عندما حاولنا استخراج جريدة ورقية، تعرضنا لمساومات كثيرة لنكون تابعين لا مستقلين للأسف.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هدايا أبوظبي للقاهرة.. نظام جديد للتجسس على الإنترنت

من حجب المواقع إلى اختراقها.. هذه قصة خالد البلشي وعمرو بدر