وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته جيل بايدن إلى المملكة المتحدة يوم السبت، لحضور جنازة الملكة إليزابيث وتشييعها إلى مثواها الآخر في قلعة ويندسور، وهي الجنازة التي سيحضرها أكثر من 500 شخصية بارزة من القادة والمسؤولين من مختلف دول العالم.
وفق البروتوكول المحدد للمشاركة في الجنازة، فإنه لن يتم السماح لقادة الدول باستخدام سياراتهم الخاصة للتنقل بين نقاط التجمع ومراسم الجنازة
وقد ألقى الرئيس الأمريكي وعقيلته الأحد، نظرة الوداع على نعش ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية في قاعة "وستمنستر" في لندن، وكان برفقتهما سفيرة الولايات المتحدة لدى بريطانيا جين هارتلي، علمًا بأن الدعوة الرسمية لحضور الجنازة الملكية اقتصرت على بايدن وزوجته، ولم تشمل أي رؤساء سابقين للبيت الأبيض.
بروتوكول معقّد وصارم
تم استدعاء أكثر من 10 آلاف رجل أمن للمشاركة في تأمين مراسم تشييع الملكة إليزابيث الثانية اليوم الإثنين، وذلك في عملية أمنية توصف بأنها الأكبر والأكثر تعقيدًا في تاريخ شرطة لندن، وقد اشتملت على ترتيبات خاصة لحماية كبار الشخصيات المشاركين في الجنازة، وضمان عدم اختراق الصفوف وصولًا إليهم على نحو يمثل تهديدًا لسلامتهم.
ووفق البروتوكول المحدد للمشاركة في الجنازة، فإنه، ولأغراض أمنية، لن يتم السماح لقادة الدول باستخدام سياراتهم الخاصة للتنقل بين نقاط التجمع ومراسم الجنازة، من القاعة في لندن وحتى كنيسة ويستمنستر، حيث سيتم نقلهم بحافلات مخصصّة لهذا الغرض، وهو الأمر الذي أثار تحديًا دبلوماسيًا كبيرًا للبريطانيين، وخلق بالفعل عددًا من المشاكل التي لا مفرّ منها.
لكن ورغم صرامة البروتوكول الناظم لمثل هذه الفعالية المعقّدة أمنيًا ودبلوماسيًا، في جنازة رأس دولة عمّرت 96 عامًا، قضت منها سبعين على العرش، والتقت فيها أجيالًا من قادة بعض الدول من الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات، إلا أن الاستثناءات كانت واردة، ولو ظلت محدودة.
فقد نص البروتوكول على منع أي مرافقات شخصية للزعماء، من مساعدين أو أطباء أو أعضاء في بلاطهم أو حكوماتهم، لكن الاستثناء الأبرز في ذلك كان في وفد الرئيس الأمريكي، الذي سيضم مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، وكلًا من نائبة كبير الموظفين في البيت الأبيض جين أومالي ديلون، ومديرة العمليات في مكتب الرئيس، آني توماسيني.
ومن بين الاستثناءات الأخرى على هذا القيد المترجمون المرافقون، والذين سيكونون إلى جانب نائب الرئيس الصيني، الذي يشارك في الجنازة ممثلًا عن تشي جينبينغ، والذي طلب أن يكون برفقته مترجم في حفل الاستقبال، إضافة إلى الرئيس البرازيلي بولسونارو، الذي لا يتحدث الإنجليزية.
هذا ويعمل فريق من مئات الموظفين في خدمات المراسم في بريطانيا بالتعامل مع دفق يكاد لا ينتهي من الطلبات من ممثلي كبار الضيوف المشاركين في الجنازة، ولاسيما كبار السنّ منهم، إذ طلب البعض إحضار الطبيب الشخصي، أو تخصيص غرف خاصة قريبة للاستراحة. فقد اشتملت قائمة كبار الضيوف على ملك إسبانيا فيليب السادس، والملكة ليتيزيا، إضافة إلى الملك السابق خوان كارلوس الأول (84 عامًا) وزوجته صوفيا (83 عامًا)، وقد تم تلبية بعض طلباتهم بالنظر إلى وضعهم الصحي، والعلاقة الشخصية المتينة التي كانت تربطهم مع الملكة إليزابيث.
زعماء عرب في جنازة إليزابيث
سيشارك عدد من الزعماء العرب في جنازة الملكة إليزابيث الثانية اليوم الإثنين، 19 أيلول/سبتمبر، ومن بين القائمة التي تأكد حضورها من يلي:
- أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
- العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني
- سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد
- الأمير السعودي تركي بن محمد آل سعود
- ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح
- ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن
- رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي
- رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية
- عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني
استثناء سيارة بايدن
يقضي البروتوكول الخاص بمشاركة زعماء وقادة الدول في جنازة إليزابيث بعدم استخدام السيارات الخاصة للتنقل أثناء الزيارة، وذلك لدواع أمنيّة. هذا البروتوكول كان سببًا في اعتذار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن المشاركة في الجنازة، رغم تصريح سابق له بعزمه على حضورها، وكونه حاضرًا في قائمة المدعوين.
رغم ذلك، فإن استثناء على ذلك قد منح للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سيتنقل في مركبته الرئاسية المصفحة، التي تنفرد في تصنيعها لصالح البيت الأبيض شركة كاديلات الأمريكية.
مواصفات سيارة الرئيس الأمريكي المصفحة
هيكل السيارة المصفحة الخاصة بالرئيس الأمريكي، والمعروفة باسم "الوحش" (The Beast)، مصنوع من مواد تستخدم في التصنيعات العسكرية، ومصممة بنظام تصفيح خاص لتحمل الرصاص والانفجارات، بما في ذلك خزان الوقود فيها. أما الأبواب فمدرعة بالكامل، ولها نوافذ مصنوعة من الزجاج المضاد للرصاص.
منح الاستثناء للرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ، لاستخدام سياراتهم الخاصة في الجنازة
كما تم تصميم مقصورة الركاب، حيث يجلس الرئيس ومرافقوه، على نحو يحمي من أي هجوم كيماوي، وفيها مصدر للأكسجين للحفاظ على سلامة من فيها في أية حالة طارئة. كما تشتمل السيارة على نظام ارتباط عبر الأقمار الصناعية بالبنتاغون ومكتب نائب الرئيس. ولا يقود السيارة سوى عدد محدد من الأفراد المدربين تدريبًا خاصًا من جهاز الخدمة السريّة الأمريكية.
