20-مارس-2023
Credit Suisse

أعلنت سويسرا أن بنك يو بي إس سيستحوذ على بنك كريدي سويس الذي يعد أضخم البنوك السويسرية من ناحية حجم إجمالي الأصول. (GETTY)

أعلنت سويسرا يوم الأحد، 19 آذار/مارس أن بنك يو بي إس السويسري متعدد الجنسيات سيستحوذ على بنك كريدي سويس الذي يعد أضخم البنوك السويسرية من ناحية حجم إجمالي الأصول، وذلك لحماية الأخير من الانهيار وتجنب أزمة مصرفية كانت لتطال قطاع المصارف في العالم وتحدث أزمة اقتصادية عالمية.

الصفقة التي بلغت قيمتها 3 مليارات فرانك سويسري، أي 3.24 مليار دولار، جاءت بعد أسبوعين من التكهنات حول مصير بنك كريدي سويس بعد انهيار ثلاثة بنوك أمريكية وإعلان كريدي سويس عن اكتشافه نقاط ضعف جوهرية لديه.

يعد بنك كريدي سويس واحدًا من أهم 30 بنكًا في العالم من الناحية التنظيمية، كما أنه الأضخم في سويسرا من ناحية حجم أصوله الإجمالي.

يبلغ عمر كريدي سويس 167 عامًا، وهو يعد واحدًا من أهم 30 بنكًا في العالم من الناحية التنظيمية، كما أنه الأضخم في سويسرا من ناحية حجم أصوله الإجمالي، فكيف أصبح على شفا الانهيار؟

ضربات متتالية

تعد الأزمة التي نتجت عن انهيار بنك سيليكون فالي الضربة القاصمة بالنسبة لبنك كريدي سويس، إذ عانى البنك طوال السنوات الأخيرة الماضية من سلسلة من الأحداث المتتالية التي هزته وامتحنت قدرته على الصمود.

بدأ البنك ببيع أسهمه عام 2021، وذلك بعد خسائر أصابته نتجت عن فضائح تتعلق بتدهور قيمة الاستثمارات في شركة غرينسيل كابيتال وصندوق أرشيغوش كابيتال. ولم يغلق ملف الحادثة إلا في أواخر شهر شباط/ فبراير الماضي، إذ خلص تحقيق أجرته هيئة الرقابة السويسرية إلى أن كريدي سويس "انتهك بشكل خطير التزاماته الرقابية"، وهو ما ترتبت عليه العديد من التدابير التصحيحية.

تعد الأزمة التي نتجت عن انهيار بنك سيليكون فالي الضربة القاصمة بالنسبة لبنك كريدي سويس، إذ عانى البنك طوال السنوات الأخيرة الماضية من سلسلة من الأحداث المتتالية التي هزته وامتحنت قدرته على الصمود.

وفي مطلع عام 2022 ضربت البنك فضيحة أخرى اتصلت بمديره أنتونيو هورتا أوزوريو، وتعلقت بخرقه لإجراءات السلامة التي فرضت خلال جائحة كورونا، وكان ذلك بعد ثمانية شهور فقط من توليه المنصب لانتشال البنك من المشاكل المتلاحقة التي أصابته.

بعد ذلك تم تعيين أولريش كورنر مديرًا عامًا لكريدي سويس لكن محاولاته  لإصلاح الأوضاع من خلال إعلانه عن خطة لإعادة هيكلة البنك تمتد على مدار ثلاث سنوات، باءت بالفشل، إذ انتشرت شائعات عن انهيار وشيك للبنك أدت إلى إحجام المستثمرين وتوجههم إلى بنوك أخرى.

في مطلع هذا العام اعترف كريدي سويس أن عملاءه سحبوا 110 مليون فرانك سويسري، أي 119 مليون دولار أمريكي، في الربع الرابع، في حين كشف البنك أن ودائع تقدر بقيمة 10 مليارات فرانك سويسري سحبت في يوم واحد الأسبوع الماضي، وهكذا فقد مني البنك بخسائر قدرت بنحو 7.29 مليار فرانك سويسري منذ انتهاء الأزمة العالمية عام 2008، في حين خسرت أسهمه أكثر من 75% من قيمتها خلال العام الماضي.

تشير التقديرات إلى أنه سيتم إلغاء 10 آلاف وظيفة في بنك كريدي سويس على الأقل بعد تمام صفقة الاستحواذ.

ما الذي سيحدث الآن؟

ذكرت رويترز نقلًا عن مصدر مطلع أن بنك يو بي إس السويسري طلب 6 مليارات دولار من الحكومة السويسرية في إطار صفقة للاستحواذ على بنك كريدي سويس، وأضاف المصدر أن ذلك يغطي تكلفة تصفية أجزاء من البنك ورسوم التقاضي المحتملة.

كما أشارت تقارير إلى احتمالية إلغاء 10 آلاف وظيفة في أقل التقديرات في حال تم الاستحواذ على البنك الذي يقدر عدد موظفيه بما يزيد عن 50,000 موظف يعملون في أكثر من 150 مكتبًا موزعًا على 50 دولة حول العالم.