11-أغسطس-2023
gettyimages

ضغوط من إيكواس، وواشنطن لا تفضل خيار التدخل العسكري في النيجر (Getty)

تتواصل ضغوط "إيكواس"، تجاه قادة الانقلاب في النيجر، وذلك ضمن خطة لثني الانقلاب وإعادة الرئيس محمد بازوم إلى الحكم، وتحصل هذه الضغوط على دعم من قبل فرنسا والولايات المتحدة. بالتزامن مع ذلك، شكل قادة الانقلاب حكومة جديدة، مكونة من 20 وزيرًا.

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الخميس، دعم بلاده جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" لمعالجة الأوضاع في النيجر.

وخلال مؤتمر صحفي عقده مع وزيرة خارجية المكسيك، قال بلينكن: "أوضحنا للقادة العسكريين في النيجر أننا نحملهم مسؤولية سلامة الرئيس بازوم". 

"الولايات المتحدة تقدر إصرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على استكشاف جميع الخيارات من أجل حلّ سلمي للأزمة"

وتابع بلينكن أن "الولايات المتحدة تقدر إصرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على استكشاف جميع الخيارات من أجل حلّ سلمي للأزمة"، في إشارة إلى عدم دعم الحل العسكري للأزمة.

بدورها، أعربت فرنسا عن "دعمها الكامل" لكل القرارات التي تبنتها قمة قادة المجموعة "إيكواس" بشأن النيجر، ومنها نشر "القوة الاحتياطية" للمنظمة لاستعادة النظام الدستوري هناك.

وجاء في بيان وزارة الخارجية الفرنسية، تجديد  باريس "إدانتها الشديدة لمحاولة الانقلاب الجارية في النيجر، وكذلك احتجاز الرئيس محمد بازوم وعائلته". 

بودكاست مسموعة

قمة دول "إيكواس"

وكان قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، قد اجتمعوا، أمس الخميس، في العاصمة النيجيرية أبوجا، وقرروا نشر "القوة الاحتياطية" التابعة للمنظمة لإعادة النظام الدستوري في النيجر في أقرب وقت.

ولم تحدد "إيكواس" في قمتها بأبوجا، أي جدول زمني أو عدد الجنود الذين يشكلون هذه القوة الاحتياطية"، مع التشديد على أن المجموعة لا تزال تأمل التوصل إلى حل سلمي للأزمة.

ودان البيان الصادر عن المجموعة "الانقلاب والاعتقال المستمر للرئيس محمد بازوم"، كما جاء في البيان أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن النيجر، بما في ذلك استخدام القوة خيارًا أخيرًا".

وأكد البيان أن المجموعة ستفرض "إجراءات، منها إغلاق الحدود،  وتجميد أصول من يعرقلون استعادة النظام الدستوري بالنيجر"، داعين الاتحاد الأفريقي إلى تأييد جميع قرارات المجموعة بشأن النيجر.

من جهته، أكد الرئيس النيجيري بولا تينوبو، أن المجموعة التي يتولى رئاستها لا تستبعد أي خيار بشأن الوضع في النيجر، وضمن ذلك استخدام القوة "كملاذ أخير"، وأضاف تينوبو "مع الأسف، لم يتمخض الموعد النهائي الذي وضعناه خلال القمة الأولى عن النتيجة المرجوة"،  وذكر "علينا إشراك جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك قادة الانقلاب، في محادثات جادة لإقناعهم بالتخلي عن السلطة.

دعوة ساحل العاج إلى سرعة التدخل

وكشف رئيس ساحل العاج الحسن واتارا، لدى عودته إلى أبيدجان بعد مشاركته في القمة، أن قادة "إيكواس" منحوا الضوء الأخضر لبدء "العملية العسكرية في أقرب وقت ممكن". 

وصرح واتارا  لوكالة "فرانس برس"، أن "رؤساء الأركان سيعقدون مؤتمرات أخرى لضبط التفاصيل، لكنهم حصلوا على موافقة مؤتمر قادة الدول لبدء العملية في أقرب وقت ممكن". 

وأشار الرئيس العاجي، إلى أن بلاده ستساهم بـكتيبة من 850 إلى 1100 جندي، إلى جانب نيجيريا، وبنين، وأن دولًا أخرى ستشارك في قوة التدخل.

وشدّد واتارا،  على أن "قادة الانقلاب يمكنهم أن يقرروا المغادرة صباح الغد، ولن يكون هناك تدخل عسكري، كل شيء يعتمد عليهم"، وتابع "نحن مصممون على إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه".

التهديد بقتل الرئيس المعزول

إلى ذلك، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤولين غربيين، قولهم إن "أعضاء بالمجلس العسكري في النيجر، قالوا لدبلوماسي أمريكي كبير إنهم سيقتلون الرئيس المعزول محمد بازوم، في حال تدخلت دول الجوار عسكريًا".

زكي وزكية الصناعي

وتحدث دبلوماسي أمريكي للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف، أن "ممثلين عن المجلس العسكري أبلغوا وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، بالتهديد الذي سيتعرض له بازوم خلال زيارتها للبلاد هذا الأسبوع".

كما أكد هذا الكلام، مسؤول أمريكي آخر، رفض الكشف عن هويته.

من جانبها، قالت المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية والمتخصصة في الشؤون الأفريقية أنيليسي برنارد، وهي الآن مديرة "مستشارو الاستقرار الاستراتيجي"، إن "التهديدات من كلا الجانبين تصعد التوترات، لكن نأمل يحدث حوار  فعليًا".

أعربت فرنسا عن "دعمها الكامل" لكل القرارات التي تبنتها قمة قادة المجموعة "إيكواس" بشأن النيجر، ومنها نشر "القوة الاحتياطية" للمنظمة لاستعادة النظام الدستوري هناك

وحذرت الدبلوماسية الأمريكية السابقة، قائلةً: "ومع ذلك، فقد صعد هذا المجلس العسكري من تحركاته بسرعة كبيرة لدرجة أنه من الممكن أن يفعلوا شيئًا أكثر تطرفًا، حيث كان هذا هو نهجهم حتى الآن".

كما تحدث مسؤول سابق في الجيش البريطاني عمل في نيجيريا لوكالة "أسوشيتيد برس" عن أن بيان مجموعة "إيكواس"، يمكن "اعتباره بمثابة الضوء الأخضر لبدء تجميع قواتها بهدف نهائي هو استعادة النظام الدستوري في النيجر".

وبما يتعلق باستخدام القوة، قال المسؤول البريطاني، إنه "لا توجد حاليًا سوى القوات النيجيرية"، وأضاف المسؤول: "بدون عناصر التمكين ودعم الجيوش الإقليمية الأخرى، فمن غير المرجح أن يحدث تدخل عسكري".