11-أكتوبر-2019

قد تؤدي أزمة الوقود في اليمن إلى كارثة إنسانية (ألتراصوت)

بات الحصول على كمية قليلة من البترول أو الديزل، أو الحصول على أسطوانة غاز بسعر مناسب، حلم الكثير من اليمنيين في الوقت الراهن، فالحرب والحصار المستمرين جعلا أحلامهم وآمالهم بسيطة ويومية، لا تتجاوز في كثير من الأحيان لقمة العيش والمستلزمات الضرورية للبقاء على قيد الحياة.

تقف السيارات في الشوارع في طوابير طويلة تصل إلى مئات الأمتار، أمام محطات الوقود في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى، وينتظر سائقو المركبات من يومين إلى أسبوع 

تقف السيارات في الشوارع في طوابير طويلة تصل إلى مئات الأمتار، أمام محطات الوقود في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية الأخرى الخاضعة لسلطة الحوثيين، وينتظر سائقو المركبات من يومين إلى أسبوع أمام المحطات، من أجل الحصول على 40 لتر من البترول، أو الديزل، في معاناة إنسانية لطالما تكررت خلال السنوات الماضية بسبب الحرب والحصار الذي يفرضه التحالف السعودي الإماراتي على المنافذ البرية والبحرية والجوية للبلاد.

اقرأ/ي أيضًا: أرض الألغام.. اليمن ساحة مفتوحة على الموت

يفاقم انعدام المشتقات النفطية من معاناة السكان في وسائل المواصلات، ويقطع مصدر عيش الآلاف من سائقي مركبات الأجرة. وتتكرر تحذيرات دولية ومحلية، من أن استمرار منع التحالف لدخول سفن النفط إلى ميناء الحديدة، البوابة الغربية للبلاد، سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية لملايين السكان، بالإضافة إلى  تهديد حياة الملايين من المرضى.

"سيؤثر نقص الوقود  في شمال اليمن على مئات الآلاف من الأطفال وعائلاتهم المنكوبة بالفعل بأزمة إنسانية دامت خمس سنوات". تقول منظمة "أنقذوا الأطفال" في بيان لها اطلع عليها "ألترا صوت".

الوضع الصحي

كما "ستؤدي أزمة المشتقات النفطية، إلى تفشي وباء الكوليرا والعديد من الأمراض الأخرى، التي تنقلها المياه، لأن أنظمة فلترة المياه غير قادرة على العمل والشاحنات التي تحمل مياه آمنة تنتظر الوقود"، تضيف المنظمة.

ويواجه اليمن تفشيًا مستمرًا للكوليرا حيث تم تحديد أكثر من 62 ألف و34 حالة مشتبهًا بها خلال العام الجاري، منها 25 بالمئة كانت لأطفال دون سن الخامسة. وتؤكد المنظمة أن نقص الوقود سيؤدي إلى زيادة في أسعار المواد الغذائية، وأزمة صحية متفاقمة، حيث "تستغرق عمليات توصيل المواد الغذائية والمستلزمات الطبية وقتًا أطول وتحتاج المستشفيات إلى الديزل لتشغيل مولداتها". كما أن الارتفاع الكبير في أسعار النقل يجعل الآباء غير قادرين على تحمل تكاليف نقل أطفالهم إلى المستشفيات وعلاجهم. 

جماعة الحوثيين التي تسيطر على المنطقة من سنوات، هي الأخرى حذرت من كارثة إنسانية جراء احتجاز التحالف العربي لسفن المشتقات النفطية، وانتهاء مخزون الوقود خلال عشرة أيام. وبحسب تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة في صنعاء يوسف الحاضري فإن أكثر من 120 مستشفى و3000 مركز صحي ومستشفيات خاصة وصيدليات ومختبرات وبنوك دم مهددة بكارثة إن استمر التحالف في منع وصول المشتقات النفطية.

ولا يمثل انعدام المشتقات النفطية تهديدًا على حياة المرضى فقط، بل سيؤدي إلى توقف سيارات النظافة، ما يجعل القمامة مكدسة في الشوارع، لتشهد المدن اليمنية انتشارًا جديدًا للأوبئة والأمراض. وبحسب المدير التنفيذي لصندوق النظافة في صنعاء، محمد شرف الدين، فإن انعدام المشتقات النفطية سيؤدي إلى كارثة بيئية نتيجة توقف 400 إلى 450 سيارة نظافة عن العمل.

وبحسب منظمة أنقذوا الأطفال فإن الخدمات العامة الأخرى بما في ذلك محطات معالجة مياه الصرف الصحي سوف تتأثر، مما يخلق إمكانات لمخاطر كبيرة على الصحة العامة، مثل تدفق مياه المجاري. وكان وزير النفط في حكومة الحوثيين أحمد دارس، قد أكد تزايد عدد سفن المشتقات النفطية المحتجزة عرض البحر قبالة موانئ الحديدة، من قبل التحالف السعودي الإماراتي. 

اقرأ/ي أيضًا: 4 سنوات على حرب اليمن.. ماذا حقق حلف الرياض-أبوظبي؟

من جهته أكد مدير منظمة أنقذوا الأطفال "تامر كيرلس"، أن هناك انخفاضًا بنسبة 60 بالمئة في كمية الوقود القادمة عبر ميناء الحديدة، بسبب قرار صادر عن الحكومة الشرعية يشترط دفع الرسوم الجمركية في عدن قبل السماح للسفن بالتصريف في الحديدة. وطالب "كيرلس" المجتمع الدولي العمل مع الحكومة اليمنية للتنازل عن هذا المرسوم على الفور حتى يمكن تجنب هذه الأزمة.

 أكد مدير منظمة أنقذوا الأطفال "تامر كيرلس"، أن هناك انخفاضًا بنسبة 60 بالمئة في كمية الوقود القادمة عبر ميناء الحديدة

وتشهد صنعاء والمحافظات الخاضعة للحوثيين أزمة وقود كبيرة نتيجة الصراع بين الجماعة وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، على عملية استيراد المشتقات النفطية، مما قد يؤدي لشلل شبه كامل على حركة الحياة في تلك المحافظات. ويبلغ سعر عبوة البترول من سعة 20 لتر في المحطات المرخصة، 7300 ريال (15 دولار)، لكنه غير متوفر، في الوقت الذي يتوفر في السوق السوداء بأسعار مرتفعة يصل سعر العبوة فيها  إلى 24 ألف ريال يمني، نحو 50  دولار.

 

اقرأ/ي أيضًا:

القمامة.. كل ما تبقى لنازحي "الحديدة" في اليمن