21-مايو-2021

انتشار أمني في بيروت بعد فض أحد الاشتباكات (Getty)

شهد لبنان أحداثًا متسارعة طوال يوم الخميس 20 آيار/مايو 2021، على خلفية مشاركة عدد من اللاجئين السوريين في لبنان في الانتخابات الرئاسية السورية، بعد قيام مجموعات تنتمي بمعظمها إلى حزب القوات اللبنانية، بمهاجمة مواكب سيارة للاجئين سوريين متوجهين إلى مراكز الاقتراع وهم يحملون صور رئيس النظام السوري بشار الأسد ويطلقون الهتافات المؤيدة له عبر مكبّرات الصوت.

تباينت الآراء في لبنان بين من رفض الخطاب العنصري ضد اللاجئين، وأدان الاعتداء عليهم، وبين من اعتبر أن رفع صور بشار الأسد هو أمر مستفز، فيما طالب البعض بإعادة اللاجئين المؤيدين للأسد إلى سوريا

وقد تباينت الآراء وانقسمت بشكل كبير في لبنان حول المجريات، وأعادت الحديث عن قضية اللجوء السوري في لبنان إلى الواجهة مجددًا، بين من رفض الخطاب العنصري ضد اللاجئين، وإدانة الاعتداء عليهم، وبين من اعتبر أن رفع صور بشار الأسد هو أمر مستفز، فيما طالب البعض بإعادة اللاجئين المؤيدين للأسد إلى سوريا، على اعتبار أن صفة اللجوء سقطت عنهم، وبإمكانهم العودة بما أنهم موالون للنظام، وبالتالي لا خوف عليهم من أن يواجهوا مشاكل مع نظام يعلنون الولاء له، ويقترعون له في انتخابات نتائجها محسومة مسبقًا، في وقت هُجر ملايين السوريين إلى مشارق الأرض ومغاربها، بسبب الحرب الدائرة منذ عام 2011، ويتحمّل الأسد المسؤولية الرئيسية عن تهجير السواد الأعظم منهم. 

وقد احتل الحديث عمّا رافق العملية الانتخابية في السفارة السورية، مساحة واسعة من اهتمام ناشطي وسائل التواصل في لبنان. الإعلامية ديما صادق رفضت الاعتداء على الناخبين حتى وإن أرادوا انتخاب بشار الأسد، بالرغم من كونه "طاغية حقير" بحسب توصيفها، واعتبرت أن الاعتداء على اللاجئين بهذه الطريقة يُعدّ عنصرية. 

فيما رأت الإعلامية والوزيرة السابقة مي شدياق، أن مشهد توجه بعض اللاجئين في لبنان إلى انتخاب الأسد هو مشهد هزلي بعيد عن الديمقراطية في انتخابات صورية وشكلية، وطلبت من اللاجئين الذي هتفوا بالولاء لبشار الأسد عند أبواب السفارة السورية بالروح والدم، العودة إلى سوريا طالما أنهم ليسوا مهددين هناك. 

وقد استنكر عدد من كبير من الناشطين تغريدة الوزير السابق ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، التي أدان فيها الاعتداء على الناخبين الذين وصفهم بالمسالمين الذاهبين لممارسة حقهم الديمقراطي، وذكّروا بمواقف باسيل العنصرية السابقة ضد اللاجئين، ومطالبته المستمرة بإعادتهم إلى سوريا، بدون الأخذ بعين الاعتبار الأذى الذي قد يلحق بهم والانتقام الذي قد يمارسه نظام الأسد بحقهم. 

بينما قام الناشط هشام بتذكير باسيل بموقف بلدية الحدث التي يتبع رئيسها للتيار الوطني الحر، والتي طالبت اللاجئين السوريين بمغادرة المنطقة في السابق، فيما ردّ عليه الناشط طارق مغبغب بتذكيره بمادة في اتفاقية جنيف للاجئين، والتي تنصّ على أن اللاجئ تسقط عنه هذه الصفة، في حال لم يعد يخاف من العودة إلى موطنه الأصلي، الأمر الذي ينطبق على اللاجئين المؤيدين لبشار الأسد، والداعمين لتولّيه الرئاسة لولاية جديدة بحسب تفسيره.

وضمن السياق نفسه، وفي ردّ على النظرية التي راجت حول أن بعض اللاجئين اضطروا للذهاب والاقتراع لصالح الأسد، قال أحد الناشطين أن أضعف الإيمان كان في أن يقوموا بهذا بصمت، لا من خلال عراضات ومسيرات مؤيدة للأسد، تستفز شرائح كبيرة من اللبنانيين، ورأى أن ما حدث فيه احتقار لمشاعر للبنانيين الذين تأذوا بسبب نظام الأسد. 

على المقلب الآخر، رأى الإعلامي سالم زهران أن الاعتداء على المواطنين السوريين على الطريق هو جريمة إنسانية وقانونية، فيما خالفته الرأي الإعلامية في قناة إم تي في نبيلة عواد، وقالت إن التخوف من عودة اللاجئين إلى بلادهم بسبب بطش الأسد، يسقط عن أولئك الذين صوّتوا لصالحه وبالتالي فهي تطالب بعودتهم.  

 

اقرأ/ي أيضًا: 

انتقادات واسعة لـ"زيارات نيل رضا" السفير السعودي في لبنان

اعتقال شاب في إندونيسيا بسبب نشره مقطع فيديو مسيء لفلسطين