20-مايو-2021

صورة متداولة من خيمة السفير السعودي

توقف عدد كبير من الناشطين والمغرّدين في لبنان، عند ردة الفعل التي تلّت تصريح وزير خارجية لبنان شربل وهبة المهين بحق الشعب السعودي وشعوب دول الخليج العربي، فبالرغم من أن الغالبية العظمى من اللبنانيين رفضت كلام الوزير وطالبت باستقالته أو إقالته فورًا، إلا أنهم رفضوا السلوكيات التي ظهرت في اليوم التالي للحادثة، بداية من قيام سفير السعودية في لبنان وليد بخاري بنصب خيمة قرب مبنى السفارة، واستقبال ساسة لبنانيين فيها نهار الأربعاء 19 أيار/مايو، أتوا لتقديم الاعتذار للمملكة السعودية، الأمر الذي اعتبره الكثير من المتابعين مهينًا، ولا يليق بأدبيات العمل الدبلوماسي، أسوة بتصريحات وزير الخارجية، ووصولًا إلى البيانات التي صدرت عن سياسيين، إعلاميين وفنانين لبنانيين، أعلنوا خلالها تأييدهم للسعودية، بطريقة طغت عليها المبالغة في الشكل وفي المضمون بحسب الكثير من أراء الناشطين والمغردين.

انتشرت إدانات واسعة في لبنان لتصريحات وزير الخارجية شربل وهبة العنصرية، ولتصرف الكثير من "رموز" الطبقة السياسية ونجوم الفن والغناء بخصوصها عبر التصريحات أو زيارة الخيمة التي نصبها سفير الرياض في بيروت

بدورها قالت الإعلامية ديانا مقلد إن العنصرية التي تفوّه بها شربل وهبة مقيتة ومرفوضة، ويحب إدانة كل أنواع العنصرية ضد اللاجئين، النساء، المثليين، العاملات والعمال، لكنها في الوقت نفسه، ترفض ما أسمته حملة النفاق التي قام بها السياسيون والإعلاميون والشخصيات العامة، فالتبعية والتزلّف مرفوضان كما هي العنصرية.

فيما  قال الناشط أنطوان حموي بأسلوب ساخر، أن الفنانين اللبنانيين يستعدون لتأليف أغنية لمدح السعودية، في حين تخطف الأخيرة ملحنًا لبنانيًا (في إشارة إلى سمير صفير).  

كما وصفت الصحفية مريم سيف الدين الحالة التي أصابت الفنانين اللبنانيين بعد التصرف "الأحمق" لوزير الخارجية بـ"حالة الهلع"، وبدوره استنكر الصحفي والخبير القانوني عمر نشابة الجدال الحاصل اليوم حول كلام شربل وهبة والردود السعودية عليه، وقال إن الأولى اليوم هو إيلاء الاهتمام والتركيز على ما يجري في فلسطين المحتلة.

بينما انتقد الناشط شربل خوري مواقف الفنانة نانسي عجرم بعد تغريدتها الأخيرة عن السعودية، وقال خوري إن عجرم لا تتكلم في السياسة إلا إذا أرادت تملق السيسي أو آل سعود.

من جهتها طالبت ديانا منصور الذين ثارت ثائرتهم بسبب الإهانة التي وجهها شربل وهبي إلى البدو، أن يقفوا أيضًا إلى جانب اللاجئين السوريين في لبنان الذين يتعرضون للخطاب العنصري طوال الوقت. وفي تعليق على استقالة شربل وهبة من وزارة الخارجية بعد الخطأ الذي ارتكبه، قال الناشط هادي عسيلي إنه في لبنان تتم محاسبة من يرتكب أخطاء بحق الآخرين، ولا يُحاسب من يخطئ بحق اللبنانيين. 

وفي تعليق على مشهد توافد وتقاطر الساسة اللبنانيين إلى الخيمة التي نصبها وليد البخاري لـ"نيل الرضا"، قالت الناشطة زينة الحريري بسخرية، أنها تتوقع بأن يُقدم الشعب كله كأضحية للسعودية لكي ترضى. 

وقد استخدم الناشطون وسم "الكل بالخيمة" للتعليق على الزيارات التي قام بها السياسيون إلى خيمة وليد البخاري، فنشر الناشط عباس الخطيب صورة لوزير الداخلية  نهاد المشنوق داخل الخيمة، واقتبس جملة سابقة كان قد استخدمها المشنوق بعد اختطاف سعد الحريري في السعودية قبل ثلاث سنوات "اللبنانيون ليسوا قطيع غنم ولا قطعة أرض لكي تمتلك ملكيتهم من شخص لآخر". وعلى الوسم نفسه نشر الناشط محمد عمر صورة للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد مستقبلًا عددًا من الساسة اللبنانيين، وكتب "في السابق كانوا يقفون في الصف لنيل رضا النظام السوري، واليوم يزحفون للحصول على رضا السفير السعودي".

 

اقرأ/ي أيضًا:

إسرائيل تستهدف الإعلام بشتى الطرق وسياسات منصات التواصل تساعدها

رفض التطبيع في دائرة الاهتمام العربي عبر السوشيال ميديا

جهد متصاعد عبر السوشيال ميديا لفضح كذب الدعاية الإسرائيلية

اعتقال شاب في إندونيسيا بسبب نشره مقطع فيديو مسيء لفلسطين