20-مايو-2021

متضامن مع فلسطين في جاكرتا (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أفادت وكالة رويترز أن أحد عمال النظافة في إندونيسيا تم اعتقاله من قبل السلطات الإندونيسية لانتهاكه قانون الإنترنت بعد أن نشر مقطع فيديو يدعو فيه إلى "ذبح الخنازير الفلسطينيين" كما وصفهم عبر حسابه في تطبيق تيك توك. وسيواجه العامل الشاب البالغ من العمر 23 عامًا، عقوبة بالسجن تصل لمدة 6 سنوات كحد أقصى بسبب تشويه سمعة فلسطين والفلسطينيين. 

تصطف المواقف الرسمية للدولة في إندونيسيا وراء دعم القضية الفلسطينية، ويتماشى الموقف الشعبي العام مع هذا التوجه، كما نفت الدبلوماسية الإندونيسية أكثر من مرة التوجه نحو تطبيع العلاقات مع تل أبيب

كما ذكرت رويترز في تقريرها عن مجريات الاعتقال أن الشرطة في مقاطعة نوسا تينجارا الغربية في إندونيسيا تحركت بشكل سريع بعد نشر مقطع الفيديو لغرض جلب وإحضار المشتبه. وقالت الشرطة الإندونيسية في بيان لها أن "المشتبه به نشر محتوى تشهير على منصة تيك توك ضد دولة فلسطين وتفوه بكلمات غير لائقة. وتم عرض المقطع المصور على قناة كومباس التلفزيونية الإخبارية المحلية التي تبث من إندونيسيا، وقالت القناة أن عامل النظافة "قدم اعتذاره منذ ذلك الحين  عن الخطأ في التعبير بين فلسطين وإسرائيل".

اقرأ/ي أيضًا: جهد متصاعد عبر السوشيال ميديا لفضح كذب الدعاية الإسرائيلية

وقد تم اتهام المشتبه به بانتهاك قانون المعلومات والمعاملات الإلكترونية ITE لعام 2008، والذي ينظم النشاط عبر الإنترنت، بما في ذلك التشهير ونشر خطاب الكراهية. ولطالما انتقد نشطاء حقوقيون القانون بداعي أن تفسيره الواسع المطاط يسمح باستخدامه لإسكات الأصوات المعارضة واستهداف معارضي الحكومة وتقييد حرية التعبير. إذ تم سجن ما يقرب من 700 شخص في الفترة من 2016 إلى 2020 بموجب هذا القانون، وفقًا للبيانات التي جمعتها شبكة جنوب شرق آسيا لحرية التعبير.

في ذات السياق، نقل موقع سترايت تايمز عن وسائل إعلام محلية إندونيسية أنه تم طرد طالب يبلغ من العمر 16 عامًا في جزيرة سومطرة لنشره رسالة مماثلة على منصة تيك توك هذا الأسبوع. إذ قال المدير التنفيذي لمعهد إصلاح العدالة الجنائية الإندونيسي، إيراسموس نابيتوبولو، بأن "توجيه الاتهام إلى الشباب ونبذهم يعتبر نهجًا خاطئًا" وأضاف "الاستجابة المناسبة التي يجب تقديمها لهؤلاء الشباب تتمثل في التعليم وليس من خلال العقاب".

هذا وتعتبر إندونيسيا، أكبر دولة ذات غالبية سكانية مسلمة في العالم، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 274 مليون نسمة، وتصطف المواقف الرسمية للدولة ضمن تأييد ودعم القضية الفلسطينية، ويتماشى الموقف الشعبي العام مع هذا التوجه. وقد ندد وأدان رئيس البلاد جوكو ويدودو بشدة العنف ضد قطاع غزة، ودعا إسرائيل في سلسلة تغريدات عبر تويتر إلى إنهاء عدوانها، وأشار إلى اجتماعه مع رئيس وزراء ماليزيا وسلطان بروناي حيث أصدروا بيانًا مشتركًا حول تصعيد عمليات العنف من قبل الإسرائيليين في فلسطين، كما اجتمع مع قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا وهي رابطة اقتصادية تضم 10 دول، واعتبر أن الوضع مقلق للغاية. 

فيما جاء في تغريدة ثانية لويدودو "نجدد تضامننا مع الشعب الفلسطيني ودعمنا الكامل لإنشاء دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة". وجاء في تغريدة إضافية "تدين إندونيسيا بشدة الاعتداءات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل المئات، من بينهم نساء وأطفال"، وتابع بالقول "يجب وضع حد للعدوان الإسرائيلي". وقد أوفدت إندونيسيا وزيرة خارجيتها، ريتنو مارسودي، إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة القضية الفلسطينية ولقاء المسؤولين ووزراء خارجية العديد من الدول من أجل النقاش حول الأوضاع المستجدة في غزة.

وفي شهر كانون الأول/ديسمبر 2020 أعلن مسؤولون في إندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش إن بلدانهم لا تعتزم إقامة علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل. وأتى هذا الإعلان بعد أن ذكرت تقارير إعلامية نقلًا عن مصادر إسرائيلية أن دولة آسيوية مسلمة ستكون من بين الدول القادمة لتطبيع العلاقات مع تل أبيب. وقالت الدول الثلاث إنها تطالب بحزم بإقامة دولة فلسطينية كشرط مسبق لفتح العلاقات مع إسرائيل، حتى بعد أن وافقت بعض الدول الإسلامية الأخرى على تطبيع هذه العلاقات. وفي ماليزيا، نفى نائب وزير الخارجية قمر الدين جعفر أيضًا أن كوالالمبور تخطط لفتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حسب ما جاء في تقرير لموقع أوراسيا ريفيو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إسرائيل تستهدف الإعلام بشتى الطرق وسياسات منصات التواصل تساعدها

رفض التطبيع في دائرة الاهتمام العربي عبر السوشيال ميديا