26-أبريل-2018

إعلان يبدري اعتزاله، شكل صدمة لدى جمهوره (أشرف تيلو/ فيسبوك)

تعوّد الجزائريون على فنّانين يرحلون أو يهاجرون أو يختفون بفعل التّهميش. والقائمة في هذه المصائر كبيرة جدًّا. لكنّهم لم يتعوّدوا على فنّان ينسحب من المشهد الفنّي، في عزّ تألّقه وتعلّقهم به.

فاجأ الممثل التلفزيوني والمسرحي الجزائري، محمد يبدري، جمهوره الواسع، بإعلانه اعتزاله الفني الشامل، في عز تألقه

ولذلك كانت صدمة قطاع واسع منهم كبيرةً، بإعلان الممثّل التلفزيوني والمسرحي محمّد يبدري "34 عامًا" انسحابه الشّامل "ممّا هو تمثيل أو إخراج أو تنشيط لحصص ترفيهية تلفزيونية أو تنظيم لنشاط فني".

اقرأ/ي أيضًا: السينما الجزائرية تفقد ملاكها الأبيض

كان ذلك في تسجيل مصور على موقع يوتيوب، تسابقت حسابات الموقع على نشر نسخ منه بعد ساعات من إطلاقه، حيث أرجع محمّد يبدري الذي شغل منصب مدير فنّي لمهرجان مسرح "5 ـ 5" في الجزائر، قرار انسحابه إلى الصّورة البائسة للفنّان في الفضاء الجزائري: "فنحن نشبه الخنافس، التي يمكن أن تسحق في أيّة لحظة"، قال يبدري.

في السّياق، طالب محمّد يبدري بالالتفات إلى ما بقي جديرًا بالاحترام من الفنّنانين، "أمّا أنا فلن أعود إلى ممارسة الفنّ. قد أرسم أو أكتب، لكن لنفسي". وكان يبدري قد التقح بالمسرح في مدينة وهران طفلًا، ثم سطع نجمه عام 2011 من خلال البرنامج الفكاهي "قهوة القوسطو"، ثمّ تأكدت هذه النّجومية من خلال دوره في مسلسل "عاشور العاشر" عام 2015، حيث غلب لقب "الجنرال فارس" على اسمه الحقيقي عند الناس، وفي الحصة الساخرة "راب نيوز" عام 2016، وكلّها مسلسلات وحصص بثُّت في فضائيات مستقّلة واسعة الانتشار.

بعد زواجه من الممثلة الأمريكية ذات الأصول الجزائرية، طاوس كلار خازم، بات يزاوج بين الإقامة في الجزائر والولايات المتحدة. وأسّس المهرجان العربي الأمريكي للمسرح، ومثّل في أكثر من عرض مسرحي أمريكي لفرق أمريكية، منها فرقتا "ساوب فاكتوري" و"أنتريكاتا".

وفي ظلّ انتشار مقولة أن الألق التلفزيوني أخذه من المسرح، قام مؤخّرًا بخطوة لافتة للانتباه، هي قطعه لمسافة 800 كيلومتر في الجزائر فوق درّاجته ليقدّم عروضًا للأطفال. إذ يقول الممثّل المسرحي نصر الدّين شرقي لـ"ألترا صوت"، إن يبدري "تحوّل في السّنوات الأخيرة إلى رمز للشّاب الجزائري المبدع والمكافح"، مضيفًا: "لقد صنع اسمًا لامعًا من غير التورّط في الأوساخ المختلفة، واستطاع أن يفرض نفسه بموهبته لا بانبطاحه".

كان اعتزال يبدري مفاجئًا لجمهوره في عز تألقه (مواقع التواصل الاجتماعي)
كان اعتزال يبدري مفاجئًا لجمهوره في عز تألقه (مواقع التواصل الاجتماعي)

واعتبر نصر الدّين شرقي قرار الاعتزال فرصة سوداء لتكريس اليأس في نفوس جيل جديد كان يرى في تجربته مؤشّرًا على إمكانية النّجاح.

اعتزال محمد يبدري سيشكل مناسبة لإعادة طرح الوضع الفني في الجزائر للنقاش، في ظل سياسات حكومية تغلق أبواب الإبداع الثقافي والفني

وحسب التّعليقات التي أدلى بها قطاع واسع من الفنّانين والإعلاميين والمثقفين في الجزائر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فإنّ انسحاب محمّد يبدري سيشكّل مناسبة لإعادة طرح الوضع الفنّي في الجزائر للنّقاش، في ظلّ سياسة ثقافية حكومية تقوم على غلق الأبواب والتّفكير في تلميع صورة النّظام عوض تلميع صورة الثّقافة الوطنية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"الفنون الجميلة" غير معترف بها في الجزائر؟

غرافيتي الجزائر.. لم يتبق إلا الجدران