01-يناير-2018

يضطر الأطفال للهجرة مع عائلاتهم في ظروف قاسية (جيف ج ميتشال/Getty)

تقول منظمة اليونيسيف إن عام 2017 كان عامًا مروعًا على الأطفال الذين اشتركوا في الحروب، مشيرةً إلى استخدامهم كمقاتلين وانتحاريين. في هذا التقرير، المترجم عن صحيفة الغارديان، لمحة عن معاناتهم وما تعرضوا له.


حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من تزايد اختطاف الأطفال في مناطق الصراعات، وتجنيدهم كمقاتلين في هذه الحروب، وإجبارهم على تنفيذ عمليات انتحارية، واستخدامهم كدروع بشرية. وقد لخص بيان صادر عن المنظمة أن عام 2017 كان عامًا مروعًا بالنسبة للأطفال الذين أجبروا على الاشتراك في الحروب، وقالت اليونيسيف إن أطراف الصراعات انتهكت بشكل صارخ القانون الإنساني الدولي، إذ تعرض الأطفال للهجمات بشكل روتيني.

حذرت منظمة اليونيسيف من تزايد اختطاف الأطفال في مناطق الصراعات وتجنيدهم كمقاتلين في هذه الحروب وإجبارهم على تنفيذ عمليات انتحارية خلال العام الماضي

أصبح الاغتصاب، والزواج القسري، والاختطاف، والاسترقاق أساليب نمطية في مناطق اشتعال الصراعات في العراق، وسوريا، واليمن، فضلًا عن نيجيريا، وجنوب السودان، وميانمار. فقد تعرض بعض الأطفال الذين اختطفتهم الجماعات المتطرفة للاعتداء مرة أخرى على يد قوات الأمن بعد تحريرهم. بينما تضرر آخرون بشكل غير مباشر من الحروب، بسبب سوء التغذية والأمراض، إذ يُعد الحصول على الطعام والماء والصرف الصحي أمرًا صعبًا بل معدومًا في بعض الأحيان. وأُجبر 27 مليون طفل في مناطق الصراعات على ترك مدارسهم.

اقرأ/ي أيضًا: تقرير أممي: التحالف السعودي متورط في دماء أغلب الأطفال الضحايا باليمن

يقول مانويل فونتين، مدير برامج الطوارئ بالأمم المتحدة: "يُستهدف الأطفال ويتعرضون للهجمات والعنف الوحشي في منازلهم ومدارسهم وملاعبهم". ويضيف: "مع استمرار هذه الهجمات عامًا بعد عام، لا يمكن أن نكون متبلدي الحس. فهذه الوحشية لا يجب أن تكون أمرًا طبيعيًا". لقد أثرت الصراعات التي طال أمدها في أفريقيا على حياة الأطفال هناك.

أرقام من العام 2017

1. أجبرت جماعة بوكو حرام الجهادية المسلحة، والتي تنشط في كل من نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون، ما لا يقل عن 135 طفلًا على القيام بعمليات انتحارية، أي ما يقرب من خمسة أضعاف عدد العمليات التي وقعت عام 2016.

2. تعرض الأطفال للاغتصاب، والقتل، والتجنيد الإجباري في جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك بعد تزايد الصراعات الطائفية التي اجتاحت البلاد منذ انقلاب عام 2013.

أُجبر 27 مليون طفل في مناطق الصراعات على ترك مدارسهم، وتعاني نسبة كبيرة منهم من سوء التغذية والأمراض، حسب تقارير الأمم المتحدة

3. أدى العنف السياسي والمسلح إلى تشريد ما يزيد عن 850 ألف طفل من منازلهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما تعرض أكثر من 200 مركز صحي، و400 مدرسة إلى القصف المتعمد.

4. جُند قرابة 1800 طفل في الصومال للاشتراك في المعارك خلال الشهور العشرة الأولى من عام 2017، بينما تم تجنيد أكثر من 19 ألف طفل في جنوب السودان على يد الجماعات المسلحة منذ عام 2013.

5. خلفت ثلاث سنوات من الحرب في اليمن ما لا يقل عن 5 آلاف طفل بين قتيل وجريح، بينما يعاني 1.8 مليون آخرون من سوء التغذية.

تقول ميريتكسل ريلانو من منظمة اليونيسيف، متحدثةً عن صنعاء: "لقد كان عام 2017، عامًا مروعًا بالنسبة لأطفال اليمن". كما تأثر الأطفال أيضًا بالنزاعات في الشرق الأوسط، ووسط وجنوب شرق آسيا. فقد استخدم الأطفال كدروع بشرية بشكل متكرر في العراق وسوريا، كما وقعوا تحت الحصار، واُستهدفوا من قبل القناصة، أما في أفغانستان، قُتل ما لا يقل عن 700 طفل بسبب القتال المشتعل خلال الشهور التسعة الأولى من العام.

اقرأ/ي أيضًا: بعد فضيحة ليبيا.. 6 دول أخرى تستشري فيها العبودية!

تعرض أطفال الروهينجا في ميانمار لعنفٍ ممنهج، ما دفعهم للنزوح من ديارهم. إذ أن أكثر من نصف عدد مسلمي الروهينجا الذين أجبروا على النزوح عبر حدود بنجلاديش، والبالغ عددهم 650 ألف روهنجي، لم يتخطوا الثمانية عشر عامًا.

ودعت منظمة اليونيسيف جميع أطراف النزاعات إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وإنهاء العنف الموجة للأطفال على الفور، والتوقف عن استهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات. كما طالبت المنظمة الحكومات التي لها نفوذ على أطراف النزاع غير الحكومية، أن تستخدم نفوذها لحماية الأطفال.

وقد أشار البابا فرانسيس من خلال رسالته التقليدية بمناسبة عيد الميلاد إلى معاناة الأطفال في مناطق الحروب. وقال في إشارة إلى سوريا والعراق واليمن وكثير من الدول الأفريقية "إننا نرى المسيح في جميع أطفال مناطق العالم التي يتعرض فيها السلام والأمن لخطر التوترات والصراعات الجديدة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

عن الموت وممارسة الجنس في زمن الحروب

معاناة الأطفال في الحرب بين الأذى الجسدي والمعنوي