23-نوفمبر-2023
اليونيسف اعتبرت قطاع غزة أخطر مكان في العالم على الأطفال (GETTY)

اليونيسف اعتبرت قطاع غزة أخطر مكان في العالم على الأطفال (GETTY)

اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، بأن قطاع غزة هو أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال، وقالت إن "آثار العنف الذي يرتكب ضد الأطفال في غزة كارثية وعشوائية".

وخلال كلمة عبر تقنية الفيديو أمام جلسة لمجلس الأمن، كشفت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة كاثرين راسل، عن أن "ما يزيد على 5300 طفل فلسطيني قتلوا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر"، وهو ما يشكل 40% من نسبة الضحايا، واعتبرت أن "هذا أمر غير مسبوق".

أشارت راسل، التي زارت قطاع غزة الأسبوع الماضي، إلى أن "التكلفة الحقيقية لهذه الحرب ستُقاس بحياة الأطفال، أولئك الذين لقوا حتفهم بسبب العنف وأولئك الذين تغيرت حياتهم للأبد"

وأشارت راسل، التي زارت قطاع غزة الأسبوع الماضي، إلى أن "التكلفة الحقيقية لهذه الحرب ستُقاس بحياة الأطفال، أولئك الذين لقوا حتفهم بسبب العنف وأولئك الذين تغيرت حياتهم للأبد"، وأضافت أنه "بدون نهاية للقتال ووصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، ستستمر التكلفة في الزيادة بشكل كبير".

بدورها، قالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان ناتاليا كانيم، خلال جلسة لمجلس الأمن: إن "هناك 5500 امرأة حامل من المتوقع أن تلد في غزة في الشهر المقبل"، وأضافت أن "كل يوم تلد نحو 180 امرأة في ظل ظروف مروعة، ومستقبل أطفالهن حديثي الولادة تحوطه الشكوك"، وتابعت: أن "صندوق الأمم المتحدة للسكان يشعر بالقلق أيضًا بشأن نحو 7 آلاف امرأة أنجبن خلال الأيام الـ47 الماضية، ويفتقرن إلى الرعاية والمياه والصرف الصحي والتغذية".

آثار العنف الذي يرتكب ضد الأطفال في غزة كارثية وعشوائية

من جانبها، شددت منظمة الصحة العالمية، على وجود "حاجة ماسة لإعلان هدنة دائمة في قطاع غزة، الذي يتعرض لحصار وهجمات إسرائيلية عنيفة".

وخلال إحاطة إعلامية للمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة الشرق المتوسط أحمد المنذري، عقده أمس الأربعاء، أكد: أنه "لا توجد حاليًا أي منطقة آمنة للمدنيين في قطاع غزة"، مشددًا على "ضرورة منع قتل المدنيين الأبرياء في القطاع"، وأضاف: "يُحرم الناس في غزة من الخدمات الصحية والمأوى والحماية. ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان غزة من النازحين داخليًا، وقد اضطروا لتغيير أماكنهم عدة مرات هربًا من الصراع الدائر"، وتابع: "حتى المستشفيات التي من المفترض أن تكون الملاجئ الأكثر أمانًا في غزة، لا يمكن حمايتها من الهجمات".

وتطرق المنذري إلى وضع المستشفيات في غزة، التي من المفترض أن تكون الملاجئ الأكثر أمانًا في غزة، حيث أشار إلى عدم وجود إمكانية لحمايتها من الهجمات الإسرائيلية، وقال: إن "منظمة الصحة العالمية وثقت 178 اعتداءً على المرافق الصحية في قطاع غزة، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 553 شخصًا وإصابة 696"، وأضاف: "نظام الرعاية الصحية في غزة غير قادر على خدمة الناس، في وقت تتزايد فيه الاحتياجات. وأجبر 27 مستشفى من أصل 36 على إيقاف خدماتها".

في سياق متصل، ومع تزايد الأمال بالإعلان عن هدنة إنسانية في غزة، دعت منظمتا "إنقاذ الطفولة"، و"أوكسفام"، الدوليتان اللتان تتخذان من بريطانيا مقرًا لهما، إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مؤكدتين "أهمية التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة".

وقالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة إنقاذ الطفولة، إنغر أشينغ، في بيان أمس الأربعاء: "نرحب بالأنباء المتعلقة بالتوقف المؤقت للقتال، والاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن إطلاق سراح الأسرى، ومن بينهم أطفال ونساء".

وأشارت أشينغ إلى أن "الخطوة التي تم اتخاذها كانت صائبة، لكن يجب إطلاق سراح جميع الأسرى، خاصةً الأطفال، الذين تحمي القوانين الدولية حقوقهم، دون قيد أو شرط"، وأضافت: "على الرغم من أن الهدنة الإنسانية في الصراع أوقفت القصف في غزة، فإنه لا يزال من الصعب الوصول إلى الإمدادات الأساسية في المنطقة، وتابعت: "تضرر نصف المنازل والمدارس في غزة. والمستشفيات في شمالها أصبحت خارج الخدمة وغير قادرة على علاج الآلاف من الأطفال المصابين".

ولفتت أشينغ إلى أنه تم تهجير ما يقرب من نصف مليون شخص، ولا يمكنهم الوصول إلى الاحتياجات الأساسية اليومية. وبالإضافة للقصف، فإن الأطفال في غزة "معرضون لخطر الموت بسبب الجوع والعطش والأمراض". واعتبرت أن وقف إطلاق النار لبضعة أيام لا يجعل الأطفال آمنين.

منظمة الصحة العالمية وثقت 178 اعتداءً على المرافق الصحية في قطاع غزة، وأسفرت هذه الهجمات عن استشهاد 553 شخصًا وإصابة 696 آخرين

 من جهتها، قالت رئيسة قسم السياسات والمناصرة بمنظمة "أوكسفام" كاتي تشاكرابورتي، في بيان، إن "الهدنة ستمنح للعائلات فرصة الالتقاء بأحبائهم، والحداد على القتلى"، وأضافت تشاكرابورتي أن "الهدنة الإنسانية في الصراع لا تعني سوى إغاثة قصيرة المدى والحصول على المواد الضرورية"، معتبرةً أن "هذه الهدنة ضمادة سيتم إزالتها من الجرح النازف بعد أربعة أيام".

وطالبت تشاكرابورتي من الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي بذل جهود دبلوماسية من أجل وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.