تحركت مجموعة من صانعي الأفلام للتعبير عن الاستهجان والرفض لموقف مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (IDFA) في أعقاب صدور انتقادات من قبل القائمين عليه على شعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر"، وتقييد المهرجان على التضامن مع الفلسطينيين الذين يواجهون حربًا إسرائيلية مفتوحة عليهم في قطاع غزّة، راح ضحيتها زهاء 12،000 شهيدة وشهيدة، نصفهم تقريبًا من الأطفال، ووصفتها العديد من المنظمات والهيئات الأممية والمؤسسات الحقوقية بأنها جريمة حرب ترقى إلى إبادة شاملة للحياة في القطاع المحاصر منذ 17 عامًا.
يعدّ مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية أكبر مهرجان دولي للأفلام الوثائقية في العالم، وله تاريخ حافل في التعاون مع صانعي الأفلام الفلسطينيين وتسليط الضوء على أعمالهم. وعلى الرغم من ذلك، فإن المواقف الأخيرة للقائمين عليه اعتبرت من قبل كثيرين خيانة وتراجعًا مؤسفًا، لزم اتخاذ موقف إزاءه بالمقاطعة والانسحاب، خاصة بعد صدور بيان عن إدارته تنتقد استخدام شعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر".
تعليقًا على ذلك، أوضح المخرج الفلسطيني محمد المغني في كلمة له في المهرجان: "إذا كنت تؤيدني كمخرج أفلام يظهر آلام الفلسطينيين ولكنك لا تؤيد حصول الفلسطينيين على حياة كريمة، فإن اهتمامك بأفلامي لا يعني شيئًا بالنسبة لي. الأفلام لا تعني شيئًا بالنسبة لي إذا كنت لا تهتم بأن يكون هنالك وطن حر للفلسطينيين الذي أشخصهم في أفلامي”. أما فيما يخص شعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر" ورفضه من قبل القائمين على المهرجان، قال المغني: “إذا كنتم لا تريدوننا أن نهتف من أجل الحرية من النهر إلى البحر، فمن أين تريدونها؟ من هذا الجدار الفاصل إلى ذاك؟ أم من الحاجز إلى الحاجز الذي يليه؟".
وعلى إثر تعنّت إدارة المهرجان ورفضها التعبير عن أي شكل من التضامن مع فلسطين في نسخته لهذا العام، قام 21 مخرجًا بسحب أفلامهم رافضين عرضها فيه، علمًا أن العديد من الأشكال التضامنية العفوية مع فلسطين تتخلل فعاليات المهرجان.
من جهتها، أصدرت المخرجة الإيرانية مريم تفكري، بيانًا بعد انسحابها من المهرجان، قائلة إنها شعرت بالخيانة والغضب من "الافتراء المشين" الذي صدر عن إدارة المهرجان بشأن الشعار، والدعوة للاقتصار على "الحلم بعالم ينعم بالسلام"، حيث قالت تفكري: “إنهم لا يقصدون بالسلام سوى العودة إلى الاحتلال والسرقة الهادئة للأراضي والقتل”. مشيرة إلى أنه "لا توجد حلول وسط عند التعامل مع واقع فصل عنصري، ولا حلول وسط عندما يمارس الطرف الأقوى التطهير العرقي ضد الآخر".