09-أبريل-2024
(epa) قصفت إسرائيل ليلة الإثنين – الثلاثاء مناطق متفرقة من قطاع غزة

(epa) قصفت إسرائيل ليلة الإثنين – الثلاثاء مناطق متفرقة من قطاع غزة

لا تريد "إسرائيل" شيئًا أكثر من مواصلة حربها الهمجية على قطاع غزة، التي دخلت شهرها السابع وسط أوضاع إنسانية مأساوية وتهديدات متواصلة باجتياح مدينة رفح، في أقصى جنوب القطاع، التي يعتبرها رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، آخر معاقل حركة "حماس" في غزة، ويحذّر المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية تفوق جميع الكوارث التي عرفها القطاع خلال الأشهر الستة الماضية في حال اجتياحها، إذ تؤوي المدينة أكثر من مليون نازح يعيشون أوضاعًا إنسانية بائسة.

ونفت "حماس" وجود أي تقدّم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، التي عُقدت الأحد الفائت في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك في الوقت الذي تحدّث فيه مسؤولون إسرائيليون ووسائل إعلام إسرائيلية عن "تقدّم ملحوظ"، بينهم وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي قال إن المفاوضات وصلت إلى نقطة حاسمة للمرة الأولى منذ انطلاقها.

وادعى وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، أن "إسرائيل" وصلت إلى ما قال إنه "نقطة مناسبة" لاتخاذ قرارات صعبة بشأن إعادة المحتجزين، في حين طالب وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بعقد اجتماع عاجل لـ"الكابينت" الأمني والسياسي، مستنكرًا الحديث عن وقف الحرب في القطاع.

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن "إسرائيل" تواصل عرقلة عملية إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة

في المقابل، نفت "حماس" صحة الأنباء المتداولة عن تحقيق تقدّم في المفاوضات، وأكدت أن دولة الاحتلال لا تزال متعنتة بشأن مطالب الحركة الأساسية، والتي تشمل الوقف الدائم للحرب، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وعودة النازحين ورفع الحصار، إضافةً إلى إدخال المساعدات وبدء عملية الإعمار.

وقالت الحركة في تصريح صحفي، أمس الإثنين، إنها تسلّمت خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة، الموقف الإسرائيلي من وقف إطلاق النار بعد جهود الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة.

وأضافت: "إذ تُقدر حركة حماس الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء، ومع حرص الحركة على التواصل لاتفاق يضع حدًا للعدوان على شعبنا، إلا أن الموقف (الإسرائيلي) لا يزال متعنتًا ولم يستجب لأي من مطالب شعبنا ومقاومتنا. ورغم ذلك، فإن الحركة تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء بردّها حال الانتهاء من ذلك".

استمرار القصف والإجرام

في غضون ذلك، واصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه على مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث استهدفت مدفعيته حي الزيتون جنوب شرق المدينة، وقصفت طائراته الحربية منزلًا بصاروخين في حي الشجاعية شرق المدينة.

واستُشهد وأُصيب عدد من الفلسطينيين في قصف استهدف لجان العشائر المسؤولة عن تأمين المساعدات جنوب شرق مدينة غزة، فيما شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات طالت مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وفي جنوب القطاع، استُشهد وأُصيب عدة أشخاص جراء غارة استهدفت حي التنور شرق مدينة رفح، بينما أسفر قصف الاحتلال لمنزل في شارع المدارس بمدينة دير البلح، وسط القطاع، عن استشهاد شخص وإصابة 20 آخرين.

ونعى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة رئيس بلدية المغازي، حاتم صالح الغمري، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي ادعى أنه كان يشغل منصبًا رئيسيًا في إدارة الطوارئ التابعة لحركة "حماس".

وقال المكتب إن اغتيال الغمري يعد جريمة حرب تهدف إلى خلق حالة من الفوضى والفلتان ومضاعفة الأزمة الإنسانية في غزة، مضيفًا أن: "جريمة الاغتيال الجبانة هذه تندرج في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، وتشير إلى حالة العجز والتخبط التي يعيشها قادة الاحتلال".

إسرائيل تعرقل وصول المساعدات والمقاومة مقر "ناحال"

إنسانيًا، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن عملية إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة لا تزال تواجه عراقيل بسبب فرض "إسرائيل" قيودًا ورفضها لتحركات المساعدات المخطط لها.

ورفضت سلطات الاحتلال أو أعاقت، خلال شهر آذار/مارس، أكثر من نصف البعثات الغذائية التي تنسقها الأمم المتحدة إلى المناطق التي تواجه مخاطر كبيرة، وتتطلب التنسيق معها.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي عُقد في نيويورك أمس الإثنين، إن هناك: "طريقًا رئيسيًا واحدًا فقط مخصصًا لوصول العاملين في المجال الإنساني بين جنوب وشمال غزة – مع استخدام محدود فقط حتى الآن لما يسمى بطريق السياج على الحدود الشرقية لغزة".

وبشأن إعلان دولة الاحتلال فتح معبر إيريز قبل بضعة أيام، قال دوجاريك إنه: "على حد علم الأمم المتحدة، لم تمر أي شاحنات مساعدات عبر معبر إيريز حتى الآن". وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قد أعلنت دخول 103 شاحنة محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة قبل يوم أمس، عبر معبر رفح وكرم أبو سالم.

أما على الصعيد الميداني، فلا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تواصل استهدافها لقوات الاحتلال في مختلف محاور القتال في قطاع غزة.

وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد أعلنت أمس الإثنين قصفها مقر قيادة لواء "ناحال" الإسرائيلي الأخير المتبقي في محور "نتساريم" الذي يقسم شمال قطاع غزة عن جنوبه.

وقالت الكتائب، في بيان عبر منصة "تلغرام": "كتائب القسام تدك مقر قيادة لواء الناحال الصهيوني العامل في محور نتساريم بقذائف الهاون من العيار الثقيل".