15-مارس-2024
الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي على مدينة حمد في خانيونس جنوب غزة

(Epa) ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة طحين جديدة بمدينة غزة مساء الخميس

قبل ساعات قليلة من دخول العدوان على قطاع غزة يومه الـ161، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة طحين جديدة بقصفها حشدًا من المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية بالقرب من دوار الكويت في مدينة غزة.

وراح ضحية المجزرة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، 20 شهيدًا و155 مصابًا يفترشون الأرض في مجمع الشفاء الطبي وفق ما ذكرته وزارة الصحة في بيان مقتضب قالت فيه إن: "الطواقم الطبية عاجزة عن التعامل مع حجم ونوعية الإصابات التي تصل مستشفيات شمال غزة بسبب ضعف الإمكانيات الطبية والبشرية".

وفي تعليقها على المجزرة، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن: "فشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد جيش الاحتلال كان بمثابة الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم المروّعة، التي تأتي في إطار حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني، بدعم كامل من إدارة الرئيس بايدن الذي يحمي الكيان المجرم من أية ملاحقة دولية".

تشمل المرحلة الأولى من مقترح "حماس" لوقف إطلاق النار بغزة، الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن 700 إلى ألف فلسطيني

ويُضاف شهداء المجزرة إلى أكثر من 31.272 شهيدًا ارتقوا جراء العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فيما تجاوز عدد المصابين 73.024 مصابًا وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة لضحايا العدوان، الذين تجاوزت نسبة الأطفال والنساء بينهم 72 بالمئة.

في المقابل، بلغ عدد ضحايا الجفاف وسوء التغذية من الأطفال في شمال قطاع غزة 27 طفلًا، فيما يعاني آلاف الأطفال من مضاعفات خطيرة تهدِّد حياتهم نتيجة عدم توفر أنواع الحليب الخاص بهم في شمال غزة.

في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال قصفه على قطاع غزة برًا وجوًا، حيث شنّت طائراته الحربية عدة غارات عنيفة على حي الجلاء في مدينة غزة، ومناطق متفرقة في شمال القطاع.

وفي المحافظة الوسطى، قصفت مدفعية الاحتلال مدينة دير البلح ومخيم النصيرات. كما استهدفت رفح، جنوب القطاع، ومنطقة القرارة شمال خانيونس، التي تعرضت لقصف جوي عنيف.

مقترح من "حماس" لوقف العدوان على غزة

أما بشأن آخر تطورات مفاوضات إطلاق النار في غزة، فقد أعلنت حركة "حماس"، مساء أمس الخميس، أنها قدّمت تصورًا شاملًا للوسطاء حول وقف العدوان المتواصل على غزة منذ 5 أشهر.

وقالت الحركة، في بيان، إنها في سياق متابعتها للمفاوضات عبر الوسطاء في مصر وقطر لوقف العدوان على غزة، وتقديم الإغاثة والمساعدات لأهالي القطاع، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم، وانسحاب قوات الاحتلال؛ قدّمت للوسطاء: "تصورًا شاملًا يرتكز على هذه المبادئ والأُسس التي تعتبرها (الحركة) ضرورية للاتفاق".

وأضاف البيان: "كما ويشتمل التصور الذي قدّمته الحركة رؤيتها فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى، وستبقى الحركة منحازة لحقوق شعبنا وهمومه".

وفي حديث إلى "التلفزيون العربي"، اليوم الجمعة، قال القيادي في الحركة، أسامة حمدان، إن رفض "إسرائيل" للمقترح: "يعني إصرارها على العدوان على شعبنا"، مؤكدًا أن: "الوصول إلى الأقصى حق للفلسطينيين ولو تطلب الأمر الدخول في اشتباك مباشر مع الاحتلال". وشدد على أنه: "إن كانت الإدارة الأميركية جادة فينبغي أن تدين العدوان وتوقف تقديم السلاح للاحتلال".

وبحسب وكالة "رويترز"، فإن المرحلة الأولى من مقترح حركة "حماس" لوقف إطلاق النار في غزة، تشمل الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف فلسطيني.

وبعد انتهاء المرحلة الأولى، يتم الاتفاق على الموعد النهائي لوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، على أن يتم في المرحلة الثانية الإفراج عن جميع المعتقلين من الجانبين.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بأن دولة قطر سلّمت ردًا مكتوبًا من "حماس" على إطار "باريس 2" إلى دولة الاحتلال، ونقلت عن مصدر اطلع على الرد بأن: "المطالب منطقية وتشير إلى تقدّم إيجابي"، زاعمًا أنه يمكن التوصل إلى اتفاق.

المجتمع الدولي يتجاهل التجويع المدبّر في غزة

وعلى الصعيد الإنساني، لا تزال المجاعة قائمة تحصد أرواح الفلسطينيين في غزة، بينما تتواصل مجازر الطحين بحق المواطنين الذين ينتظرون وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية في مدينة غزة وشمال قطاع غزة، حيث بلغت المجاعة مستويات مخيفة.

وفي السياق، أكدت الأمينة العام لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، أمس الخميس، أن المجتمع الدولي يتجاهل "التجويع المدبّر" في قطاع غزة من قِبل "إسرائيل".

وقالت، في منشور على منصة "إكس"، إن: "المجتمع الدولي يتجاهل التجويع المدبر من قِبل إسرائيل في قطاع غزة، وينشغل في تصوير الوضع بالمنطقة على أنه أزمة إنسانية"، مؤكدةً أن "إسرائيل" تواصل انتهاك القانون الدولي دون أن تواجه أي عقوبات جنائية.

وتعليقًا على عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية، ومساعي واشنطن لبناء ميناء مؤقت على سواحل غزة، قالت إن ذلك لن يجدي نفعًا أمام انتهاكات "إسرائيل" للقانون الدولي.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي أمس الخميس، إن هناك 23 مليون طن من الحطام في قطاع غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية، ستستغرق عملية إزالتها عدة سنوات.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، قد ذكر أن مخلّفات القنابل التي لم تنفجر في غزة تشكّل مصدر خطر في المنطقة، مشيرًا إلى وجود قيود على نشر خبراء في هذا المجال في القطاع وتوفير المواد اللازمة للتعامل معها.