05-مارس-2024
آثار الدمار في قطاع غزة

يستمر حكم الإعدام على شعب غزة بالقصف والتجويع (رويترز)

تستمر "إسرائيل"، لليوم الـ151، في عدوانها على قطاع غزة وتجويعها لسكانه الذين تمنع عنهم الغذاء، وتستهدف تجمعاتهم التي تنتظر وصول الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية، التي تبقى قطرة في بحر احتياجاتهم.

وتجمع عدد من أهالي القطاع، الليلة الماضية، بالقرب من دوار الكويت في مدينة غزة بانتظار وصول المساعدات رغم إطلاق النار عليهم من قِبل جيش الاحتلال.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة إن قوات الاحتلال تكرر استهداف تجمعات المواطنين الساعين للحصول على المساعدات كلما وصلت شاحنات، مؤكدًا أنها تتعمّد استهدافهم بهدف خلق حالة من الفوضى.

وأشار إلى أن طريقة إيصال الشاحنات وظروف حصول المواطنين على المساعدات، الشحيحة جدًا، مهينة للغاية. وكانت قوات الاحتلال قد استهدفت، عدة مرات، تجمعات المواطنين الذين ينتظرون وصول شاحنات المساعدات، مما أدى إلى وقوع مجازر مروّعة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.

يمعن الاحتلال في استهدافه لتجمعات المدنيين الذين ينتظرون وصول المساعدات، في تعزيز المجاعة التي راح ضحيتها أكثر من 16 طفلًا

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، في بيان عبر "تلغرام"، أن استهداف المدنيين الذين يريدون الحصول على الطحين والمساعدات الغذائية، هو: "إمعان في تعزيز المجاعة، وتكريس الحصار، وعدم الرغبة في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية".

وحمّل المكتب كل من الإدارة الأمريكية والاحتلال والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن: "الواقع الإنساني وتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة في ظل ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الجوع وسوء التغذية والجفاف".

استمرار القصف وارتفاع عدد الضحايا

في الأثناء، واصل جيش الاحتلال قصفه المدفعي والجوي على قطاع غزة، حيث قامت طائراته الحربية بقصف مربع سكني في شارع الهوجا بمخيم جباليا شمال القطاع، ما أسفر عن استشهاد 8 أشخاص على الأقل، وإصابة العشرات.

وأُصيب عدد من المواطنين في قصف استهدف منزلًا لعائلة "الكيلاني" شمال بيت لاهيا. كما تعرّضت بلدة جباليا وعدة مناطق في شمال قطاع غزة، بعد منتصف الليلة الماضية، إلى قصف عنيف ومكثف تجدّد صباح اليوم الثلاثاء.

وطال القصف الإسرائيلي كذلك حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ومدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ومخيم النصيرات وبلدة المغراقة، شمال المخيم نفسه، وسط قطاع غزة.

واستهدفت طائرات الاحتلال، الليلة الماضية، منزلًا لعائلة "الفقعاوي" بالقرب من مستشفى غزة الأوروبي شرق خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 16 فلسطينيًا، وإصابة آخرين، بينهم أطفال.

وفي السياق، قالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في تقريرها اليومي، الإثنين، إن عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع قد ارتفع إلى 30.534 شهيدًا و71.920 مصابًا.

وأضافت، في التقرير نفسه، أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية، 13 مجزرة بحق المدنيين في قطاع غزة راح ضحيتها 124 شهيدًا و210 مصابين، فيما لا يزال هناك عدد من الضحايا إما تحت ركام المباني المدمرة أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

مزيج قاتل من الجوع والمرض

وبينما يتواصل القصف، تزداد الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة سوءًا في ظل استمرار "إسرائيل" استخدام "التجويع" سلاحًا للانتقام من أهالي القطاع، الذين يواجهون مزيجًا مميتًا من الجوع والمرض.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، الإثنين، أن الاحتلال تعمّد خلق كارثة إنسانية وصحية لا توصف ساهمت في انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بغزة.

وأضاف، في بيان عبر "تلغرام"، أن الوزارة رصدت نحو مليون إصابة بالأمراض المعدية التي لا تتوفر الإمكانيات الطبية لعلاجها والتعامل معها، مشيرًا إلى أن الوضع الصحي كارثي ويزداد سوءًا نتيجة عدم إدخال المساعدات الطبية اللازمة.

وأكد القدرة أن سكان شمال غزة يصارعون الموت نتيجة المجاعة: "التي فاقت أي مستويات عالمية، نتيجة شح مياه الشرب وعدم توفر الطعام، راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء والمسنين حتى اللحظة".

من جانبه، شدّد مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس الإثنين، على أن المدنيين في قطاع غزة بحاجة إلى مساعدة فورية، سيما الأطفال منهم.

وأشار غيبريسوس، عبر منشور على منصة "إكس"، إلى المستويات الحادة من سوء التغذية، والأطفال الذين يموتون جوعًا، وتدمير مباني المستشفيات شمال غزة، ومنها مستشفى العودة الذي وصف الوضع فيه بـ"المروع".

وفي تعليقها على وفاة الطفل يزن كفارنة، بسبب الجوع، أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، إلى أن المطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية وقف الهجمات على غزة بدل إلقاء بعض الطرود الغذائية جوًا.

وقالت، في منشور على حسابها في منصة "إكس"، إنه: "يجب على الولايات المتحدة أن توقف الهجوم الإسرائيلي بدلًا من إسقاط بعض الطرود الغذائية جوًا والتي لا يمكنها أن تحل محل مئات الشاحنات التي تمنع إسرائيل دخولها إلى المنطقة كل يوم".

وفي كلمة ألقاها خلال مشاركته في الدورة الـ55 لمجلس حقوق الإنسان، بمدينة جنيف السويسرية، الإثنين، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، من تداعيات الحرب على غزة التي وصفها بأنها: "برميل بارود قد يؤدي إلى حريق أوسع".

وقال تورك: "ولّدت الحرب في غزة بالفعل امتدادات خطيرة إلى البلدان المجاورة". كما أعرب عن قلقه العميق: "من أن أي شرارة في برميل البارود الناجم عن حرب غزة قد تؤدي إلى حريق أوسع نطاقًا، وهذا من شأنه أن يكون له آثار على جميع دول الشرق الأوسط، والعديد من البلدان خارجه".

وأكد أن: "الحرب في غزة لها تأثير متفجر في أنحاء الشرق الأوسط، ومن الممكن أن تتصاعد الصراعات في مناطق أخرى بشكل حاد، بما في ذلك القرن الإفريقي والسودان ومنطقة الساحل".

خسائر يومية فادحة لقوات الاحتلال

إلى ذلك، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية الاشتباك مع قوات الاحتلال والتصدي لها في مختلف محاور القتال شمال وجنوب قطاع غزة، حيث تتكبّد الأخيرة خسائر يومية فادحة في الأرواح والعتاد أيضًا.

وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الإثنين، تفجير واستهداف 4 دبابات وجرافتين عسكريتين بقذائف "الياسين 105"، في حي الأمل بمدينة خانيونس.

وقالت الكتائب، في بيان عبر "تلغرام"، إنها استهدفت قوة صهيونية متحصنة في أحد المنازل بقذيفة "TBG" مضادة للتحصينات، في الحي السابق، موقعةً أفرادها بين قتيل وجريح. كما قامت أيضًا بقنص جنديين من مسافة صفر، ما أدى لمقتلهما مباشرةً.

وعرضت مشاهد لتصدي مقاتليها لقوات الاحتلال المتوغلة على تخوم حي تل الهوا جنوب مدينة غزة، حيث دمّرت ناقلة جند من نوع "نمر" بقذيفة "الياسين 105".

وقصفت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الإثنين، تجمعًا لقوات الاحتلال بمنطقة الزنة شرق خانيونس، وآخر في المناطق الشمالية شمال القطاع، بقذائف الهاون. كما قصفت سديروت ونير عام ومستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية ردًا على جرائم الاحتلال بحق المدنيين.

من جهتها، استهدفت "كتائب المجاهدين" تجمعات قوات الاحتلال جنوب شرق مدينة غزة بعدد من الصواريخ قصيرة المدى، وقامت بقصف تجمع جنوب مدينة غزة بقذائف الهاون.