18-فبراير-2024
آثار القصف الإسرائيلي على رفح

(Getty) شهدت غزة ليلة دموية استُشهد وأُصيب خلالها عشرات الفلسطينيين

في اليوم الـ135 من العدوان، تعرّضت مناطق متفرقة من قطاع غزة لقصف مدفعي وجوي عنيف ومكثّف أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وذلك في وقت خرجت فيه معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة.

واستُشهد عدد من الفلسطينيين، وأُصيب آخرون، في قصف إسرائيلي طال منزلًا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. فيما ارتقى ما لا يقل عن 3 شهداء، وأُصيب العشرات، جراء قصف استهدف منزلًا يعود لعائلة "حمد" في منطقة الزوايدة وسط القطاع.

واستهدفت طائرات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة "العفيفي" في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 7 مواطنين. كما ارتقى عدد من الشهداء في قصف استهدف منزلًا لعائلة "الحداد" في منطقة المصلبة جنوب حي الزيتون بمدينة غزة. بينما أفادت وسائل إعلام محلية بوصول عدد كبير من المصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى إثر استهداف قوات الاحتلال منازل المدنيين في مدينة خانيونس.

تعرّض قطاع غزة الليلة الماضية لقصف عنيف ومكثّف استهدف مناطق متفرقة وأدى إلى استشهاد وإصابة العشرات

وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، بينها مدينتي رفح وخانيونس وعدة مناطق أخرى محيطة بهما جنوب القطاع، ومخيم النصيرات وسط القطاع، وتل الزعتر بمخيم جباليا وعدة مناطق أخرى شمال القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 28.858 شهيدًا، و68.677 مصابًا، معظمهم من النساء والأطفال.

وبحسب الوزارة، فقد ارتكبت قوات الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية 9 مجازر راح ضحيتها 83 شهيدًا و125 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

وفي السياق، قالت الوزارة في بيان عبر "تلغرام" إن قوات الاحتلال اعتقلت عددًا كبيرًا من إدارة وطواقم مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس، وهم: "على رأس عملهم يؤدون واجبهم المهني الإنساني في علاج الجرحى والمرضى"، معتبرةً ذلك: "جريمة حرب واستهتار بحياة المرضى والجرحى الذين هم بأمس الحاجة إلى الرعاية والعلاج المباشر".

الأزمة الإنسانية تشتد والاحتلال يواصل تهديد رفح

وبينما تواصل "إسرائيل" حربها الهمجية على قطاع غزة، تستمر الأوضاع الإنسانية بالتدهور سيما شمال القطاع، حيث أصبح الأهالي على حافة المجاعة بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي أكدت أنهم دون ملاذ يأوون إليه.

ويخشى أهالي القطاع من تفاقم معاناتهم في حال تنفيذ جيش الاحتلال تهديداته باجتياح مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، التي تؤوي أكثر من مليون نازح يعيشون ظروفًا مأساوية في خيام متداعية وبالية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، يحاصرهم الموت والجوع والمرض.

وفي سياق متصل، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية، السبت، بأن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، سيعرض الأسبوع القادم خطة العملية العسكرية التي يعتزم جيش الاحتلال تنفيذها في مدينة رفح على الحكومة.

وذكرت القناة أن الخطة تقضي بنقل الفلسطينيين بالمدينة إلى المنطقتين الوسطى والجنوبية من القطاع، دون أن يُسمح لهم بالانتقال نحو المناطق الشمالية التي سبق أن هُجّر سكانها نحو خانيونس، ثم رفح، بدعوى أنهما مناطق آمنة.

واعتبر نتنياهو، أمس السبت، أن: "الذين يريدون منعنا من شن عملية عسكرية في رفح، يريدوننا أن نخسر هذه الحرب، لن أسمح بذلك"، لافتًا إلى أن: "هناك مجال كبير لإجلاء المدنيين في منطقة رفح حتى نتمكن من شن عملية عسكرية هناك".

وقال، في مؤتمر صحفي، إن "إسرائيل" لن توافق على مطالب "حركة حماس" للتوصل إلى صفقة هدنة وتبادل أسرى، واصفًا مطالبها بأنها: "جنونية، إنهم يريدون تحقيق هدف واحد، وهو هزيمة إسرائيل".

في المقابل، ردّ أهالي المحتجزين على رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب "حماس" وإرسال وفد إلى العاصمة المصرية القاهرة لاستكمال المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى؛ باتهامه بالتخلي عن المحتجزين.

ونظّم أهالي المحتجزين، السبت، اعتصامًا أمام مقر وزارة الدفاع وسط تل أبيب قالوا خلاله إن نتنياهو لا يسمع صوتهم، ولا يعطي أولوية سوى لمصالحه السياسية. كما طالبوه بعقد صفقة حالًا مع "حركة حماس" للإفراج عنهم.

وفي السياق نفسه، أكد رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية، أن الاحتلال يواصل المناورة والمماطلة في الملفات التي تهم الفلسطينيين، بينما يتمحور موقفه حول الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى المقاومة.

وقال هنية في تصريح صحفي، السبت، إن: "المقاومة لن ترضى بأقل من الوقف الكامل للعدوان، وانسحاب جيش الاحتلال خارج القطاع، ورفع الحصار الظالم وتوفير المأوى الآمن والمناسب للنازحين والمشردين بسبب جرائم الاحتلال، وعودة النازحين خاصة إلى شمال القطاع، ووقف سياسة التجويع الهمجية والالتزام بإعادة الإعمار، وكلها متطلبات إنسانية ومحل إجماع في الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان وقرار محكمة العدل الدولية وعلى الاحتلال أن ينصاع لها".

وشدّد أيضًا على أن: "تحقيق صفقة تبادل أسرى يتم من خلالها الإفراج عن أسرانا خصوصًا القدامى وذوي الأحكام العالية هو هدف من أهداف هذه المفاوضات ولا يمكن القفز عن ذلك".

وأوضح هنية أن الحركة تتعامل بروح إيجابية ومسؤولية عالية مع المفاوضات الجارية، إلا أنها: "لن تفرط بتضحيات شعبنا العظيمة وإنجازات مقاومته الباسلة". لافتًا إلى أن الحركة تعمل: "بكل الوسائل المتاحة من أجل وقف حمام الدم الذي يقوم به العدو على مدار الساعة ضد شعبنا الأعزل".

آليات وجنود الاحتلال في مرمى نيران المقاومة

أما على الصعيد الميداني، فقد شهدت مناطق شمال ووسط قطاع غزة معارك عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، التي واصلت استهداف جنود وآليات الاحتلال في مختلف محاور القتال بالقطاع.

وأعلنت "كتائب المجاهدين"، السبت، قصفها تجمعات قوات الاحتلال شرق خانيونس بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى. بينما قالت "كتائب شهداء الأقصى" إنها أطلقت بالاشتراك مع "كتائب المقاومة الوطنية"، رشقة صاروخية من طراز 107 على خط إمداد العدو في المحور الجنوبي لمدينة غزة. كما خاضت اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة وقذائف الـ"RPG" شرق المدينة.

بدورها، أعلنت "سرايا القدس" قصفها تجمعات جنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم بمدينة خانيونس بقذائف الهاون. كما نشرت مشاهد مما قالت إنه استحكام مدفعي وصاروخي: "على تموضع وخط إمداد لجنود العدو شرق وشمال شرق خانيونس".