15-فبراير-2024
دمار في غزة

(Getty) كثّف جيش الاحتلال من قصفه على قطاع غزة خلال الساعات الماضية

يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ132 من العدوان، بإسقاط قذائفه وصواريخه على المدنيين في غزة، التي توعّد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، بمواصلة الحرب عليها، وشن هجوم "قوي" على مدينة رفح التي لجأ إليها أكثر من نصف سكان القطاع.

وكثّف جيش الاحتلال خلال الساعات الماضية من قصفه على قطاع غزة، حيث شنّت طائراته عدة غارات على المناطق الغربية من شمال القطاع، ومدينة دير البلح وسط القطاع، وبلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس، ومحيط مدينة حمد شمال غرب مدينة خانيونس، بالإضافة إلى المناطق الجنوبية من المدينة.

وفي خانيونس أيضًا، طال القصف محيط مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ما تسبب بأضرار في المبنى. فيما استُشهد فلسطيني وأُصيب 14 آخرون، في قصف استهدف قسم العظام في مجمع ناصر الطبي، الذي اقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، ساحته وأطلقت النار تجاه أقسامه تُطالب الجرحى والكوادر الطبية بالخروج منه.  

توعّد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب على قطاع غزة، وشن هجوم "قوي" على رفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح يعيشون ظروفًا مأساوية

ونسفت قوات الاحتلال عدة مبانٍ سكنية في محيط مستشفى الأمل. كما أطلق الطيران المروحي النار باتجاه الأحياء الغربية من خانيونس. فيما تعرّضت مدينة غزة لقصف مدفعي وجوي استهدف مناطقها الغربية.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 28.576 شهيدًا و68.291 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء.

وأفادت الوزارة باستشهاد 103 فلسطينيين وإصابة 145 آخرين في 11 مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

تصعيد متواصل ضد مستشفيات خانيونس

إلى ذلك، تستمر قوات الاحتلال بحصار مجمع ناصر الطبي بخانيونس والاعتداء عليه. وكان المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، قد أعلن مساء أمس الأربعاء أن الوضع في المجمع كارثي ومقلق للغاية، مؤكدًا وجود حالة من الذعر بين المتواجدين فيه.

وقال القدرة، في بيان عبر "تلغرام"، إن قوات الاحتلال طلبت من إدارة المجمع إخلاء ما تبقى من النازحين الذين لا يزالون داخله، والبالغ عددهم أكثر من 1500 نازح، بالإضافة إلى 190 كادرًا طبيًا و299 من أفراد عائلاتهم، و273 مريضًا لا يستطيعون الحركة مع 327 مرافقًا.

وأضاف القدرة أنه من بين المتواجدين في المجمع 18 مريضًا في العناية المركزة، و3 أطفال في الحضانة، و35 مريض غسيل كلى. كما لفت إلى أن المولدات الكهربائية في المجمع ستتوقف خلال 72 ساعة بسبب نقص الوقود، وذلك إلى جانب نقص الأدوية والطعام وحليب الأطفال، ومياه الشرب والنظافة الشخصية وغسيل الكلى.

وفجر اليوم الخميس، أعلنت وزارة الصحة تلف أنبوب الأوكسجين وتسربه في المجمع، مما أدى إلى انخفاض ضغط الأوكسجين بالمجمع، سيما في قسم العناية المركزة، وتعرّض المرضى للخطر نتيجة الاستهداف الإسرائيلي.

تحذيرات مستمرة من اجتياح رفح

في غضون ذلك، تتواصل استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي للهجوم على مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد توعّد مساء الأربعاء بمواصلة الحرب على قطاع غزة، وشن هجوم "قوي" على المدينة.

جاء ذلك في منشور على منصة "إكس" قال فيه: "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهذا يشمل عملية قوية أيضًا في رفح، بعد أن نسمح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال"، بحسب زعمه.

وكان نتنياهو قد منع وفدًا أمنيًا من المغادرة إلى القاهرة لإتمام مفاوضات تبادل الأسرى بحجة أن "حركة حماس" لم تقدّم أي تنازلات لمواصلة المفاوضات، ما أثار غضب أهالي المحتجزين في قطاع غزة، الذين تظاهر المئات منهم، مساء الأربعاء، أمام مقر إقامة نتنياهو، ومنزلي وزير الأمن يوآف غالانت والوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، معتبرين في بيان أن تجميد المفاوضات: "هو التضحية عن عمد بحياة جميع المختطفين".

في المقابل، تتصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية من الاجتياح وتداعياته الكارثية على 1.5 مليون شخص، بينهم أكثر من مليون نازح لجأوا إلى المدينة بوصفها ملاذهم الأخير.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس الأربعاء، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ نتنياهو معارضته خطة الهجوم على رفح الذي سيؤدي، بحسب بيان صادر عن الرئاسة، إلى كارثة إنسانية وتهجير قسري مخالف للقانون الدولي والإنساني، ما قد يتسبب بزيادة التوتر في المنطقة.

وشدّد بيان الرئاسة الفرنسية على أن الوضع الإنساني وعدد القتلى في غزة: "لا يمكن قبوله". ولفت إلى أن الرئيس ماكرون دعا إلى اتفاق عاجل لضمان وقف إطلاق النار في القطاع.

وحذّر رؤساء أستراليا وكندا ونيوزيلندا، اليوم الخميس، من التداعيات الكارثية والمدمرة للهجوم الإسرائيلي على رفح، مؤكدين عدم وجود أي مكان آخر يمكن للمدنيين اللجوء إليه.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الهجوم على مدينة رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية تفوق التصور، حيث قال ممثل المنظمة في الأرض الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورنن، إنه يخشى: "وقوع كارثة إنسانية تفوق التصور، إذا وقع توغل واسع النطاق من قبل الجيش الإسرائيلي في رفح جنوبي غزة".

ولفت بيبركورن إلى أن هذا التطور يأتي في الوقت الذي أصبحت فيه مرافق المستشفيات بغزة: "مثقلة بالأعباء وعاجزة تمامًا عن العمل، وتقترب من حافة الانهيار".

خسائر مستمرة لقوات الاحتلال بغزة

أما على الصعيد الميداني، فتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال واستهداف جنودها وآلياتها في مختلف محاور القتال في القطاع.

وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها استهدفت بالاشتراك مع "كتائب الأنصار" تجمعًا لجنود الاحتلال وآلياته شمال قطاع غزة، بوابل من قذائف الهاون.

من جهتها، نشرت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مشاهد لاشتباك مقاتليها مع آليات وجنود الاحتلال في محاور القتال في مدينة خانيونس، من بينها مشهد العملية التي أسفرت عن مقتل قائد الكتيبة 630 احتياط ونائب قائد سرية وجندي.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل مجندة خلال المعارك في غزة أمس الأربعاء، ليرتفع بذلك عدد قتلاه المُعلن عنهم رسميًا إلى 570 ضابطًا وجنديًا منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.