12-فبراير-2024
طفلان جريحان في مستشفى الكويت بمدينة رفح

(Getty) أدت غارات الاحتلال على رفح إلى استشهاد أكثر من 67 فلسطينيًا

تدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مرحلة جديدة شديدة الصعوبة على المدنيين في ظل تكثيف جيش الاحتلال من قصفه على مدينة رفح، التي يعتزم اجتياحها غير مبالٍ بالتحذيرات الأممية والإقليمية والدولية المتواصلة من خطورة العملية التي تهدِّد حياة أكثر من نصف سكان غزة الذين نزحوا إلى المدينة بوصفها ملاذهم الأخير.

وشنّت طائرات جيش الاحتلال، فجر اليوم الإثنين، سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من مدينة رفح، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 67 فلسطينيًا، وإصابة نحو 100، في حصيلة مرشحة للارتفاع، وذلك بالإضافة إلى الدمار الهائل.

وتسبّبت الغارات، 40 غارة على الأقل، بتدمير مسجد الهدى في مخيم يبنا، ومسجد الرحمة في مخيم الشابورة، و14 منزلًا سكنيًا لعائلات المغير والمصري وأبو جزر وأبو الحصين وأبو رزق وآخرين بمناطق يبنا، وخربة العدس، والشابورة، وتل السلطان، وميراج، ومنطقة مصبح، ومخيم بدر، بحسب وكالة "الأناضول".

شنّت طائرات الاحتلال، فجر اليوم الإثنين، ما لا يقل عن 40 غارة على رفح أسفرت عن استشهاد أكثر من 67 فلسطينيًا في حصيلة مرشحة للارتفاع

وقالت الوكالة إن طائرات الاحتلال استهدفت النازحين على الحدود المصرية، وقرب "المستشفى الكويتي" غرب المدينة. كما لفتت إلى وصول ما يزيد عن 63 شهيدًا وعشرات الإصابات إلى مستشفيات المدينة، فيما تتواصل عمليات انتشال الشهداء والجرحى من تحت أنقاض المباني المستهدفة.

وأكد الصحفي مهند ناصر في حديثه إلى "التلفزيون العربي"، من مدينة رفح، أن: "معظم الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفى الكويت التخصصي وأبو يوسف النجار أطفال ونساء كانوا في خيام النزوح".

وأضاف أن ما تعرّضت له المدينة خلال الساعات الماضية كان: "من أعنف الليالي وأفظعها وأكثرها إجرامًا"، لافتًا إلى أن جثامين الشهداء وصلت: "أشلاء مقطعة وممزقة".

كما وصف مدير مستشفى "أبو يوسف النجار" بمدينة رفح، مروان الهمص في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أن الوضع بمستشفيات المدينة كارثي عقب المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال، وأنها غير قادرة على تحمل عدد الإصابات والجرحى.

وقال الهمص إن الشهداء بالعشرات، والإصابات خطيرة وحرجة جدًا، ويتم التعامل معها الأرض في المستشفى بسبب عدم وجود أي متسع في الطوارئ وداخل الأقسام الأخرى.

واعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عزت الرشق، أن المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين هذه الليلة في رفح، إنما هي: "استمرار لحرب الإبادة الجماعية والتهجير القسري".

وقالت "حماس"، في بيان رسمي، إن: "هجوم جيش العدو الإرهابي على مدينة رفح إنما هو جريمة مركّبة، وإمعان في حرب الإبادة الجماعية، وتوسيع لمساحة المجازر التي يرتكبها ضد شعبنا، نظرًا للأوضاع المأساوية التي تعيشها هذه المدينة بسبب تكدّس قرابة 1.4 مليون مواطن فيها، وتحوّل شوارعها إلى مخيمات للنازحين يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة، نتيجة افتقارهم لأدنى مقومات الحياة".

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال استعادة إسرائيليين اثنين كانا محتجزين داخل شقة في مدينة رفح. وذكر المتحدث باسمه، دانيال هاغاري، أن العملية تمت تحت غطاء ناري جوي من سلاح الجو وقيادة المنطقة الجنوبية: "من أجل السماح للقوة بضرب مسلحي حماس".

وأفادت وسائل إعلام محلية باندلاع اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات خاصة من جيش الاحتلال توغلت شمال غرب رفح، بالتزامن مع إطلاق الطيران المروحي نيران أسلحته الرشاشة تجاه المواطنين والنازحين في المدينة، التي تؤوي أكثر من 1.5 مليون شخص.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أعلنت، مساء الأحد، أن جيش الاحتلال صادق على خطة عملياتية لشن عملية عسكرية برية في مدينة رفح. بينما ادعى الأخير أن هجومه على المدينة سيبدأ بعد الانتهاء من: "إجلاء واسع النطاق للمدنيين من المدينة وضواحيها".

وتهدِّد العملية المرتقبة في رفح بتفاقم المعاناة الإنسانية في غزة، وازدياد أعداد الضحايا بشكل غير مسبوق، واتساع رقعة الدمار، وحرمان المزيد من الغزيين من المأوى.

164 شهيدًا في 24 ساعة

ولم يقتصر القصف الإسرائيلي على مدينة رفح وضواحيها فقط، بل شمل أيضًا عدة مناطق أخرى من القطاع بينها مدينة دير البلح، وسط القطاع، التي ارتقى فيها أكثر من 15 شهيدًا، بينهم أطفال، إثر قصف طال منزلًا في منطقة البركة بالمدينة. فيما ارتقى ما لا يقل عن 5 شهداء في قصف استهدف منزلًا بمنطقة البروك بالمدينة.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، صباح اليوم الإثنين، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 28.340 شهيدًا و67.984 مصابًا، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وذكرت الوزارة، في بيان مقتضب عبر منصة "تلغرام"، أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية، 19 مجزرة بحق المدنيين راح ضحيتها 164 شهيدًا و200 مصاب، لافتةً إلى أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

إلى ذلك، تتواصل الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بالتدهور، بينما تستمر "إسرائيل" بمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية التي يحتاجها الأهالي للبقاء على قيد الحياة، سيما في محافظتي غزة والشمال، بالإضافة إلى محاصرة مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، صباح اليوم، أنه لا يستطيع أي أحد التحرك في ساحات مجمع ناصر. وأضافت، في بيان مقتضب عبر "تلغرام، أن قناصة الاحتلال قتلت 7 مواطنين وأصابت 14 من الطواقم الطبية والنازحين داخل ساحات المجمع. كما قالت، في بيان آخر، إن الأسقف المعلقة في أقسام المبيت والعمليات سقطت نتيجة الانفجارات المحيطة.