06-فبراير-2024
دمار واسع في البنية التحتية في غزة (GETTY)

(Getty) كثّف الاحتلال من قصفه للقطاع وسط تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية

في اليوم الـ123 من عدوانه على قطاع غزة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهدافه للمدنيين سواء في منازلهم أو في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح، التي تعاني من ظروف صعبة نتيجة اشتداد البرد وانعدام أدنى مقومات الحياة، لا سيما مخيمات مدينة رفح التي يعيش فيها أكثر من 1.5 مليون شخص، يواجهون أزمة إنسانية وصحية تتفاقم يومًا بعد آخر.

ورغم المناشدات المحلية والدولية المستمرة لمنع تحوّل الأزمة إلى كارثة غير مسبوقة لا يمكن التعامل معها تواصل "إسرائيل" استخدام التجويع سلاحًا في حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها على غزة، وخاصةً شمال القطاع، حيث أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن "إسرائيل" تواصل عرقلة وصول المساعدات إلى المدنيين العالقين هناك.

تتواصل التحذيرات من اجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح جنوب القطاع التي تؤوي أكثر من مليون نازح يواجهون ظروفًا إنسانية صعبة

ويواجه أهالي شمال غزة نقصًا حادًا في الطعام دفعهم إلى طحن علف الحيوانات وصنع الدقيق منها لإطعام أطفالهم والبقاء على قيد الحياة. وسبق أن أعلن خبراء الأمم المتحدة أن كل شخص موجود في قطاع غزة يعاني من الجوع، فيما يعاني ربع السكان من الجوع الشديد، محذّرين من وقوع مجاعة وشيكة.

وقالت "هيئة المعابر الفلسطينية" في تصريحات لوكالة "الأناضول"، إن شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة يوميًا: "لا تلبي احتياجات القطاع الذي يعاني من نفاد المواد التموينية"، بسبب استمرار العدوان.

وقال المتحدث باسم "هيئة المعابر": "إن متوسط المساعدات التي تدخل قطاع غزة يوميًا يبلغ 100 شاحنة، وهو معدل قليل جدًا بالنسبة للكارثة التي ألمت بالقطاع".

وأضاف هشام عدوان: "نحن بحاجة لعدد أكبر من الشاحنات، حيث كان يدخل القطاع قبل الحرب ما يقارب 500 شاحنة يوميًا، وذلك في ظل وجود مخزون من السلع الاستراتيجية في القطاع".

اشتداد القصف وارتفاع أعداد الضحايا

في غضون ذلك، نفّذت مدفعية الاحتلال وطائراته، بعد منتصف الليل وحتى صباح اليوم الثلاثاء، قصفًا عنيفًا استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين الذين لم تستطع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إلى بعضهم بسبب القصف الشديد وعرقلة قوات الاحتلال لحركتها.

واستُشهد 6 فلسطينيون، وأُصيب آخرون، فجر اليوم الثلاثاء، إثر قصف استهدف شقة سكنية تعود لعائلة "الخطيب" في مدينة حمد شمال غرب خانيونس، جنوب قطاع غزة.

وطال القصف الإسرائيلي، الجوي والمدفعي، المناطق الجنوبية والغربية والشرقية من خانيونس، إضافةً إلى وسط المدينة والمنازل المحيطة بمجمع ناصر الطبي المحاصر، وحي الجنينة بمدينة رفح.

وتعرّض حي الرمال في مدينة غزة إلى قصف مدفعي وجوي عنيف، بالتزامن مع قصف مكثّف استهدف مناطق شمال قطاع غزة. فيما أفادت وسائل إعلام محلية بانتشال شهيدين من محيط جسر وادي غزة – صلاح الدين وسط قطاع غزة، ولا يزال هناك 5 شهداء لم يتمكن المواطنون من انتشالهم بسبب خطورة المكان.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 27.478 شهيدًا و66.835 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقالت الوزارة، في بيان مقتضب عبر "تلغرام"، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية، 13 مجزرة راح ضحيتها 113 شهيدًا و205 مصابين، لافتةً إلى وجود عدد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

تحذيرات متواصلة من اجتياح رفح

إلى ذلك، تتواصل التحذيرات من اجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح يواجهون ظروفًا إنسانية ومعيشية صعبة إلى جانب سكان المدينة الصغيرة الواقعة جنوب قطاع غزة.

واعتبر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، الثلاثاء، أن أي أعملية عسكرية بمدينة رفح: "ستؤدي إلى مجازر وحشية".

وقال في بيان: "أي عمليات عسكرية في رفح ذات المساحة المحدودة والتي يحتشد فيها أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني معظمهم ممن شردهم جيش الاحتلال ستؤدي إلى مجازر وحشية لم يشهدها التاريخ الحديث من قبل".

وتابع البرغوثي قائلًا إن: "الولايات المتحدة وكل الدول الغربية الداعمة لإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن انفلات عقال الفاشية الإسرائيلية التي أدى عدوانها إلى مقتل وجرح مئة ألف فلسطيني حتى الآن".

المقاومة تواصل التصدي لقوات الاحتلال

أما على الصعيد الميداني، فلا تزال المعارك متواصلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في مختلف محاور القتال بقطاع غزة.

وأفادت وسائل إعلام، اليوم، باندلاع معارك عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال غرب مدينة غزة، سيما في دوار أبو مازن ومنطقة أنصار. بالإضافة إلى منطقتي البطن السمين وقيزان النجار في خانيونس.

وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الإثنين، أن مقاتليها أوقعوا رتل آليات إسرائيلية في كمين مركب، حيث: "قاموا بتفجير 3 عبوات مزروعة مسبقًا في دبابة ميركافاه، واستهداف دبابة أخرى بقذيفة (الياسين 105) في حي الأمل غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة".

وقالت الكتائب إنها دمّرت، أمس، 10 آليات كليًا أو جزئيًا، وأوقعت 7 ضباط وجنود بين قتيل وجريح، وقصفت مقرات القيادة الميدانية والتحشدات العسكرية بقذائف الهاون.