01-أبريل-2023
getty

تحدثت الوثيقة عن تحدي روسيا للهيمنة الغربية (Getty)

وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، على مرسوم لنسخة جديدة من مفهوم السياسة الخارجية الروسية، وأشار إلى أن تبني هذه الخطة الجديدة جاء بسبب "الاضطرابات على الساحة الدولية، والتي تجبر روسيا على تكييف وثائق التخطيط الاستراتيجي الخاصة بها". 

وأكد بوتين أن "المفهوم الجديد للسياسة الخارجية يعتبر بمثابة أساس عقائدي سليم للعمل لاحقًا في مجال الشؤون الدولية"، وطالب الرئيس الروسي من القائمين على السياسة الخارجية الروسية، بـ"إيلاء اهتمام خاص لتوسيع العلاقات مع الشركاء ذوي التفكير البناء، وتهيئة الظروف للدول غير الصديقة للتخلي عن سياستها العدائية تجاه روسيا". 

وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، على مرسوم لنسخة جديدة من مفهوم السياسة الخارجية الروسية

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد أن عرض على بوتين النسخة المحدثة للسياسة الخارجية الروسية، بأن "المفهوم الجديد للسياسة الخارجية يوفر إمكانية اتخاذ تدابير مماثلة وغير مماثلة ردًا على الإجراءات غير الودية ضد الاتحاد الروسي". 

أصوات من تحت الركام

وشدد لافروف على أن "أحكام المفهوم تفترض أن الخطوات المعادية لروسيا من جانب الدول غير الصديقة سوف تُقمع بشدة إذا لزم الأمر".

وتحدد الوثيقة المكونة من 42 صفحة والتي نشرت على الموقع الإلكتروني للكرملين، الأهداف الرئيسية لسياسة روسيا الخارجية.

الولايات المتحدة أكبر تهديد

تعتبر الوثيقة الولايات المتحدة الأمريكية "المحرك الرئيسي والمصدر الأساسي للسياسة المعادية لروسيا، وأكبر تهديد يواجه العالم وتطور البشرية"، مشيرةً إلى أن "روسيا ستستخدم الجيش لصد ومنع أي هجوم مسلح ضدها أو ضد أي من حلفائها، وستتعامل مع الدول الأخرى بالمثل". 

وشددت الوثيقة على أن "القضاء على هيمنة الولايات المتحدة والدول الأخرى غير الصديقة، أولوية بالنسبة لروسيا".

وأكدت الوثيقة أن "روسيا لا تعتبر نفسها عدوًا للغرب، ولا تنعزل عنه، وليست لها نوايا معادية تجاهه، وتعتمد على إدراكه عبث المواجهة مع روسيا، وقبول الواقع متعدد الأقطاب والعودة بمرور الوقت للتفاعل على أساس مبادئ المساواة في السيادة واحترام المصالح".

وجاء في الوثيقة أنها تهدف إلى تقليص "الهيمنة الغربية"، وتحديد الصين والهند كشريكين رئيسيين في المستقبل.

وقالت الوثيقة إن روسيا ستهدف إلى "تهيئة الظروف لأية دولة لرفض أهداف الاستعمار الجديد والهيمنة".

أوراسيا متكاملة مزدهرة

ترى الوثيقة المشروع الرائد بالنسبة لروسيا في القرن الحادي والعشرين هو تحويل أوراسيا إلى مساحة متكاملة يعمها السلام والاستقرار والازدهار. 

وأشارت الوثيقة إلى أن روسيا تهتم على نحو خاص بتعزيز العلاقات، والتنسيق بشكلٍ شامل مع مراكز القوى العالمية الصديقة كالصين والهند، بالإضافة إلى زيادة التعاون مع دول أمريكا اللاتينية، كما تولي الوثيقة الجديدة مكانة مهمة للعلاقات مع الدول الأفريقية. وتعارض سياسة خطوط التقسيم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

مكافحة الروسوفوبيا

تعرف روسيا نفسها بأنها "معقل العالم الروسي، ومهد إحدى الحضارات الأصيلة التي تحافظ على التوازن العالمي"، وتعد مكافحة الروسوفوبيا في مختلف المجالات من أولويات السياسة الإنسانية لروسيا في الخارج. 

تعرف روسيا نفسها بأنها "معقل العالم الروسي، ومهد إحدى الحضارات الأصيلة التي تحافظ على التوازن العالمي"

نظام عالمي جديد

تشير الوثيقة إلى أن روسيا تسعى جاهدة إلى تشكيل نظام عالمي يوفر أمنًا موثوقًا به ويضمن تكافؤ الفرص بالنسبة للجميع، وتسعى إلى "تحقيق الأمن المتساوي لجميع الدول على أساس مبدأ المعاملة بالمثل". كما ستقوم روسيا بالتحقيق في "التطوير المفترض للأسلحة البيولوجية والسمّية"، وذلك بحسب ما جاء في الوثيقة الروسية.