30-مارس-2023
getty

الملف النووي والحرب في أوكرانيا كانت من أبرز بنود الاجتماع (Getty)

احتل ملف الاتفاق النووي الإيراني حيزًا مهمًا من المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو أمس الأربعاء. 

وبحسب عدة مصادر، كان اللقاء فرصة لطرح وتناول الدور الإيراني في الحرب على أوكرانيا بعد اتهامات غربية متواترة لطهران بتزويد موسكو بطائراتها المسيرة، هذا فضلًا عن تناول اللقاء قضايا التعاون الاقتصادي بين روسيا وإيران التي تشهد تناميًا بحسب المصادر الرسمية الروسية والإيرانية على حد سواء، بالإضافة إلى تناول تطورات الوضع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط التي نالت نصيبها من مباحثات لافروف وعبد اللهيان خاصةً التقارب الإيراني السعودي وملف تطبيع العلاقات بين أنقرة والنظام السوري.

احتل ملف الاتفاق النووي الإيراني حيزًا مهمًا من المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الروسي ونظيره الإيراني

جهود إحياء الاتفاق النووي

أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ناقشا البرنامج النووي الإيراني، وذلك دون ذكر تفاصيل حول الاقتراحات والأفكار التي ناقشها الطرفان بشأن مفاوضات الاتفاق النووي المتعثرة منذ عدة أشهر بعد إخفاق المفاوضات بين واشنطن وطهران في أشواطها الأخيرة في آخر جولة في فيينا.

إلا أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استغلّ المؤتمر الصحفي عقب لقائه بنظيره الإيراني موجّهًا دعوة إلى الولايات المتحدة "بالعودة لالتزاماتها في الاتفاق النووي مع إيران"، حسب تعبيره.

أصوات من تحت الركام

التعاون الإيراني الروسي

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أثناء المؤتمر الصحفي الذي أجراه مع نظيره الروسي، بأن "التعاون بين بلاده وروسيا تضاعف خلال العام الأخير"، لافتًا الانتباه إلى أن المباحثات مع لافروف "تناولت المجالات السياسية والدفاعية والتكنولوجية والاقتصادية"، بالإضافة إلى ما وصفه بـ"توسيع التعاون في الأوساط الدولية والعلاقات الثنائية"، مؤكدًا في ذات السياق تعميق المباحثات الخاصة بسياسات "الأمن والدفاع والتكنولوجيا والتبادل الاقتصادي بين البلدين".

getty

ملفات الشرق الأوسط

وخصّص لافروف وعبد اللهيان جزءًا من مباحثاتهما لقضايا الشرق الأوسط، وفي مقدمتها "التقارب الأخير بين طهران والرياض، اللتان تريدان استئناف العلاقات الثنائية بعد تجميدها لمدة 7 سنوات"، بالإضافة إلى "تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في أفغانستان واليمن وجنوب القوقاز ومسائل بحر قزوين" حيث أشار لافروف "إلى أنه يجري العمل لتأسيس مجموعة أصدقاء الأمم المتحدة".

وبشأن التقارب مع السعودية اعتبر أمير عبد اللهيان أن "عودة إيران والسعودية إلى علاقات طبيعية تمثل خطوة مهمة"، منوهًا بشكل عام بما وصفه بـ"تقدم جيد في العلاقات الإيرانية مع الجيران" مضيفًا أن "بعض الخلافات في المواقف ما زالت قائمة، لكن لا يوجد مانع لعودة العلاقات الطبيعية وإعادة فتح السفارات"، حسب قوله.

لافروف بدوره علق على التقارب السعودي الإيراني معربًا "عن ترحيب بلاده بعودة العلاقات بين إيران والسعودية"، مؤكدًا في ذات المقام أن "طهران وموسكو تعارضان سياسة الدول الغربية في التعامل مع دول العالم". واستغلّ لافروف هذه النقطة لمهاجمة العقوبات الأمريكية على روسيا، معتبرًا أن تلك العقوبات "غير قانونية".

مع الإشارة، إلى دعم لقاء موسكو الرباعي، المنوي عقده الشهر المقبل، بشأن سوريا، حيث يجمع اللقاء تركيا والنظام السوري من أجل استئناف مفاوضات التطبيع.

الملف الأوكراني والدعم الإيراني

بحث اللقاء الذي جمع لافروف بعبد اللهيان ملف الحرب على أوكرانيا وتطوراتها والتدخل الغربي فيها. وشدد وزير الخارجية الإيراني لدى وصوله إلى موسكو "على أن التعاون في مجال الدفاع غير موجه ضد أي دولة ثالثة"، في إشارة إلى أوكرانيا بعدما ثبت استخدام روسيا لأسلحة إيرانية، وبالأخص المُسيّرات في حربها على أوكرانيا.

ووصف عبد اللهيان تسليح الغرب لكييف بصب الزيت على النار لأنه "يزيد الأمر صعوبة" حسب تعبيره، مبديًا "استعداد طهران للتفاوض بشأن فرص السلام وتحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا". قائلًا: إنه بحث مع نظيره الروسي "التطورات الحالية في أوكرانيا وإمكانات تحقيق الاستقرار بالمنطقة".

بحث اللقاء الذي جمع لافروف بعبد اللهيان ملف الحرب على أوكرانيا وتطوراتها والتدخل الغربي فيها

روسيا كوسيط للسلام

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في أعقاب محادثات مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن روسيا تأمل في نهاية الخلاف بين إيران وأذربيجان، وأوضح لافروف: "نأمل أن يكون الخلاف الحالي في العلاقات بين باكو وطهران مؤقتا وسيتم تجاوزه في أقرب وقت ممكن".

وبحسب لافروف ، فإن إزالة هذه الصعوبات سيدعم التعاون الثلاثي بين روسيا وإيران وأذربيجان على إحراز تقدم، بما في ذلك "تنفيذ مشاريع مهمة كجزء من تطوير ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب".