23-أكتوبر-2015

الهاشتاغ يتطور بسرعة (محمد رفسان/أ.ف.ب/Getty)

"هل يقرأ الكتاب من عنوانه؟" إذا أردنا وضع هذا التساؤل في القالب الرقمي لتحول إلى "هل تقرأ المنشورات أو التغريدات من الهاشتاغ؟"، فالأخير بات لغة رقمية لا يمكن الاستهانة بها خصوصًا أنها تشكل لغة جامعة ومشتركة بين مختلف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ولو أردنا الإجابة على التساؤل، لكانت بـ"نعم" حيث أن الهاشتاغ الذي تم تعريبه إلى "وسم"، يعتبر طريقة فعّالة لفلترة وحصر المنشورات والمواضيع ذات العلاقة بموضوع معيّن بمكان محدد يمكن الوصول إليه وفهم أبعاده بسهولة.

أول هاشتاغ تم إطلاقه

لم يكن إطلاق الهاشتاغ صدفةً أو خطوة عفوية استحوذت على استحسان وشعبية، فهو وليد تفكير معمّق وطويل لإحياء موقع "تويتر" الذي كان يعاني من الملل والفوضى العارمة إلى حين قدوم العام 2007 عندما اقترح (@chrismessina) أن يتم تبني طريقة لوضع كلمات مفتاحية ضمن التغريدات ليتمكن الرواد من البحث عن المواضيع ذات العلاقة بنفس الموضوع، وذلك بعد عام واحد على إطلاق الموقع.

واستخدم وقتها "barcamp#" ليتحدث عن حريق "سان دييجو" الذي وقع في الثالث والعشرين من أغسطس/ آب 2007، الأمر الذي لاقى رواجًا واهتمامًا مذهلًا، ليصبح بعد ذلك أداة أساسية في غالبية مواقع التواصل الاجتماعي أهمها: "تويتر، غوغل بلاس، انستغرام، فيس بوك".

وبالنسبة للفكرة نفسها، فقد لمعت في ذهن كريس ميسينا بعد استخدامه آنذاك لموقع "IRC"، وهو الذي اشتهر بالمحادثات المبنية على الهاشتاغ من أجل إنشاء مجموعات دردشة بسيطة قائمة على رمز ( # ).

للهاشتاغ أهداف ومنافع محددة

إن تحول رمز المربع (#) الاعتيادي في لوحات المفاتيح إلى ظاهرة عصرية يمكن لمسها على أرض الواقع، يعود إلى أهداف الهاشتاغ المتنوعة والتي جعلته توقيع وإمضاء مشترك في غالبية المنشورات. وفيما يلي أهم أهدافه:

-  إيصال المنشور (جملة، نص، صورة) إلى فئة كبيرة من الناس، الأمر الذي يساعد المستخدم الترويج لنفسه ولفكرته على حد سواء.

 - أرشفة وفلترة المعلومات ووضعها في مكان صحيح، حيث يمكن الوصول إلى أي منشور عبر كتابة الوسم المرتبط به.

 -  يساهم في تسهيل وتبسيط عملية البحث والوصول إلى موضوع معين.

- يجمع الأشخاص الذين يتشاركون ويتقاربون بالأهداف والأفكار، ويضعهم بعالم واحد مهما تباعدت المسافات الجغرافية.

اقرأ/ي أيضًا:  خمس نصائح نفسية لتحسين "تواصلك الاجتماعيّ"

استخدامات مختلفة في العالم العربي

تختلف وجهة الاستخدام بين شخص وآخر، فالبعض يكتفي بالأسلوب التقليدي المبني على الاتجاه العام، ومنهم يتجهون نحو التميز وترك بصمة خاصة. وبالنسبة للهاشتاغ في العالم العربي، فله العديد من الوجهات التي نذكر أهمها:

- الوجهة الأولى: استخدام (#) في مكانه الصحيح، وذلك للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين ونشر الفكرة على نطاق واسع، ولزيادة شعبية الناشر.

- الوجهة الثانية: وسيلة للتعبير عن المشاعر، فمما لا شك فيه أنك لاحظت العديد من المنشورات المختومة بهاشتاغ مفعم بالمشاعر الشخصية التي ليس لها أي هدف آخر غير البوح بما يدور في القلب "#ميس_يو #زهقان_من_الدني".

- الوجهة الثالثة: إنشاء حروب رقمية أسلحتها الهاشتاغ، وأبرز مثال على ذلك هو ما حصل قبيل الانتخابات الرئاسية في مصر عندما أطلق وسم فيه ألفاظ نابية " #انتخبوا ال..." وكان الردّ من مؤيدي الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي " #سأنتخب_السيسي_ومش_هنزل_لمستواك".

- الوجهة الرابعة: تصميم تطبيقات ومواقع إلكترونية تحمل هذا الاسم المتادول للدلالة على المحتوى الإخباري، إذ تكون غالبية هذه المنصات لنشر المعلومات والتقارير الإخبارية.

- الوجهة الخامسة: جعل مصطلح "هاشتاغ HASHTAG" اسمًا تجاريًا للعديد من المشاريع الاقتصادية منها محل " HASHTAG" للألبسة والمحلات النسائية في العاصمة اللبنانية بيروت، الذي يلاحظ اعتماده على سوق الـ"اوفلاين" حيث أنه لا يقدم خدمة الطلب "أونلاين" ولا يستخدم الوسم عند نشر الصور على "انستغرام"، الأمر الذي يدّل على أهمية كلمة " HASHTAG" بحدّ ذاتها في جذب الزبائن.

- الوجهة السادسة: باتت كلمة "هاشتاغ" خاتمة لأي مزحة خفيفة أو نكتة سريعة، وذلك انسجامًا مع "فيفو" الذي اشتهر على الشبكات الاجتماعية بفيديوهات مضحكة ومثيرة للجدل تختم بالكلمة التي اشتهر بها هذا الشاب اللبناني الذي يعمل في الولايات المتحدة الأميركية كمزيّن نسائي.

اقرأ/ي أيضًا:  تحديثات فيسبوك.. خصائص جديدة للموقع الأشهر

نصائح لاستخدام الهاشتاغ بالشكل الصحيح

وبين الاستخدام الصحيح والالتباسات المختلفة حول رمز المربع، يكشف خبير مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق الالكتروني الأستاذ جوزيف يعقوب، في حديث خاص لموقع "ألترا صوت"، بعض النصائح التي يجب اتباعها عند التعامل مع الهاشتاغ.

بداية، يعتبر يعقوب أنه "هنالك بعض المفاهيم الخاطئة في عالمنا العربي حول طرق استخدام الهاشتاغ في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي" لافتًا إلى القواعد التالية:

- استخدم الكلمات الصحيحة في الهاشتاغ والتي تناسب الفكرة التي تطرحها، فإذا كان الموضوع عن الفن يجب أن يكون الهاشتاغ مرتبط بهذا الموضوع.

- تجنب المبالغة في عدد الهاشتاغ وإن كان هناك من يقول أن العدد الكبير يجلب عدد من المتابعين الجدد، فالتركيز يجب أن يكون على نوع هؤلاء المتابعين وليس عددهم.

- حاول دائمًا أن تراقب الهاشتاغ الأكثر تداولًا خاصة عند استخدامك للتويتر لكن لا تختار هذا الهاشتاغ إلا إذا كان مرتبطًا بالموضوع الذي تكتب عنه أو تريد الكتابة عنه.

- لا تنسى إضافة فراغ بين الهاشتاغ والآخر ولا تستخدم بعض الرموز٬ والتزم بالحروف والأرقام وعلامة "_" لفصل الكلمات.

- لا تجعل النص كلّه هاشتاغ وتجنب وضع جملة كاملة كهاشتاغ لكي لا تربك القارىء.

وأشار يعقوب إلى أن "الهاشتاغ هو فكرة مستمرة في عالم التواصل الاجتماعي وستتطور مع الزمن لذا فإن الاستخدام الصحيح لها ضمن منشوراتنا يعطي نتيجة أفضل على المدى القصير والطويل".

وختم قائلًا: "تبقى النصيحة الأخيرة للمستخدمين أن يحاولوا دائمًا الإطلاع على آخر الأخبار المتعلقة بهذا العالم الجديد لكي يكونوا دائما بالطليعة".


الهاشتاغ في تطور دائم

وفي الختام، يبقى الهاشتاغ لغة رقمية باستخدامات مختلفة لا يمكن حصرها بحدود معيّنة خصوصًا أن هدفها الأول كان الفلترة وتنظيم التغريدات على موقع "تويتر"، واليوم يشكل الـ"#" معجم كامل يحاول الكثير من المستخدمين تعلّم أصوله إذ بات مستخدمًا بمختلف المجالات بما فيها الاقتصاد والشركات.

وعليه، يبقى الحل المثالي للمستخدم العربي هو الاطلاع الدائم على آخر مستجدات الشبكات الاجتماعية والالتزام بالقواعد الموجزة أعلاه لتحقيق أهدافهم الخاصة بالشكل المناسب.

اقرأ/ي أيضًا: إلغاء عرض الفيديو التلقائي على فيسبوك