28-سبتمبر-2017

عادل داوود/ سوريا

للنائمينَ على حصير غيومهمْ

حقُّ البكاءِ على حقولِ بلادهمْ

لا طائفيةَ في البكاءْ

للسائرينَ على طريقِ جراحهمْ

حقُّ الكتابةِ بالدماءِ شعارهمْ

لا طائفيةَ في الدماءْ

للناحتينَ من السماءِ بيوتهمْ

حقُّ امتلاكِ روائح الأمطارِ في جدرانها

لا طائفيةَ في الدفاعِ عن السماءْ

للناشرينَ على حبالِ الصوتِ أجنحةَ البلابلِ

حقّهم في شدوِ ما غنّى الشتاءْ

لا طائفيّةَ في الغناءْ

للمزهرين على ترابِ قبورهمْ

حقُّ التأملِ في الينابيعِ التي انفجرتْ وراءَ خطاهمُ

لا طائفيّةَ حينما رفضوا الفناءْ/

الطائفيّةُ قد تسمى صفعةً

 في وجهِ بنتٍ لم يقبّلها أبٌ

فبكتْ ونامتْ في الخفاءْ

والطائفية ُ قد تقالُ عن الدجاجةِ

حينَ ترفسُ قبضةَ السكينِ

آخرَ رجفةٍ بعدَ انقطاعِ الرأسِ.

لم تكنِ الحقيقةُ حرّةً حتى

تطيرَ إلى الفضاءِ كما تشاءْ

نحتاجُ آخرةً مقدّسةً تزورُ

حياتنا الأولى لتقنعهمْ بأنّ

الأحمرَ البشريَّ دمْ

نحتاجُ تمثالًا يجسّدُ فيلسوفًا

وسطَ ساحاتِ الركامِ

لكي يقولَ بأنّ هذا الأصفرَ الغازيّ سُمْ

نحتاجُ أنْ نبكي ونجهشَ

دونَ أنْ يرمي الصدى خيباتنا

في حُجرةِ القلبِ المريضِ/

حياتُنا سفرٌ على إبَرِ الزمانِ

ننامُ مثلَ أجنّةٍ في رحمِ ليلٍ

صارَ أضيقَ من حدودِ اليأسِ

أوضحَ من يقينِ الحدسِ

ما كنّا عُصاةً كي تخادعـَنا السفينةُ 

أغرت الطوفان فينا ثمّ ألقتنا

كمجذافٍ تكسّر من قراعِ البحرِ

هل كنّا عُصاةً حينَ نشهقُ

كي يعاقبَنا الهواءْ/

لو كانَ وردُ الآسِ لم يُحرمْ

زيارةَ أهلهِ لأفاقَ من ذكرى الرصاص

وسامحَ البارودْ

لو كانت الشاشاتُ أوضحَ من عيونِ المتعبينَ

الباحثينَ بفتحةِ العدساتِ عن أفقٍ

لمصّتنا المشاهدُ واحترقْنا بالشهودْ

كم مرةً سنعودُ في أحلامنا

والوقتُ فينا لا يعودْ

كمْ مرّةً سنحنّطُ الأوجاعَ في جبلِ الجليدْ

كم مرّةً سنمدّدُ الأعناقَ للغدِ، نستبينُ

ولا نرى إلا الحديدْ

ماذا جنينا للربيعِ لتذبلَ الأزهارُ في شفةِ الوليدْ؟

ماذا جنينا للرياحِ لتكسرَ الأغصانَ في جسدِ الشهيدْ؟

ماذا جنينا للعيونِ لتنثر الأملاحَ في خدّ الورود؟

اللهُ يا حلمًا مريضًا

لو تشمّ روائحَ النعناعِ في أثوابِ أمكَ

لو هربتَ من الإناثِ النائماتِ بقصةِ الحبّ القديمةِ

لو نبتَّ صنوبرًا في ساحةِ الأمويّ

لاكتملَ النشيدْ

أنشدتُ كي ترمي السنابلُ

سهمهَا الأبدي للشمسِ البعيدةِ

كي أذيبَ صهيلَ أنثى في

دماءِ مسافرٍ في ليلِ خصلتها الشريدةِ

كي تظلّلَ عاشقين خميلة ٌ

بينَ العساكرِ والحديدْ

أنشدتُ حتى شختُ فلسفةً 

وأغرقني كلامي في كناياتِ المعاني

كي أحرّرَ ناقةَ الصحراءِ من حدوِ القوافي

أو أطيلَ على امرئ القيسِ الوقوفَ لنخلةٍ

قُطعتْ لتقسيمِ الحدودِ/

قصيدتي  

عصفورتي، حريّـتي، ودمُ اليتامى فوقَ أسلحةِ الجنودِ

صدى نداءِ أسيرةٍ: حرّرْ يديَّ من القيودِ

فضائي المعصومُ من ظلمِ اللحودِ

مناخي المتقلبُ المسكوبُ عاطفةً على عطشِ الحياةِ

مزيجي الطينيُّ في الضوئيِّ

قدحُ البرقِ، أصواتُ الرعودْ/

النائمون على حصيرِ غيومهمْ

لهمُ البراعمُ في الشجرْ

ولهمْ عيونٌ من قمرْ

وبهمْ أحاسيسُ المطرْ

السائرون على طريقِ جراحهمْ

لهمُ النهايةُ والأبدْ

وقميصُ بوصلةِ البلدْ

لهمُ البدايةُ والخلودْ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أغسلُ ثياب الدمى

تخمة الفراشة