27-سبتمبر-2017

تمام عزام/ سوريا

سنعود

إلى منزلنا القديم

الّذي كان يضجّ بالأثاث والأطفال

يضجّ بالضحك والأغنيات

وبالكثير من الأرجل.

 

سنعود

لمنزل كبير

كي تصفعنا فيه الوحشة

وظلال الأخوة الكثيرة على الجدران

تهبط بنا الذكريات

وبيوت العنكبوت إلى الألم بسهولة.

*

 

النّهاراتُ في بيتنا طويلةٌ جدًا

تكادُ أن تكون أبديّة

وأنا أشغل نفسي في تنظيف الحمّامات ومصارفِ المياه التي

وجدتُ فيها إلى الآن تسعة أقلام

لا أعرف بالضبط ما الذي أوصلها إلى هنا

ساعتانِ من الوقت أمضيتُهما وأنا أزيلُ ذكرياتٍ كتبها أخي على خزّانِ الماء

ورسوماتٍ مضحكة على جميع الأبواب

أدركتُ بعدها كم كنّا صغارًا قبلَ خمسِ سنوات

الكثيرُ من الوقت مرّ وأنا أعلّق صورُهم على الجدران

وأرغبُ بجدارٍ إضافيّ لما تبقّى من الصّور

أملأُ المنزلَ بالأثاث وأنا أعرفُ أن لا أحدَ سيشْغَله

التقطُ له صورًا

وأفشلُ في إرسالها إلى إخوتي 

لا أفعلُ شيئًا مهمًا

 أحاولُ فقط أن أقلّص حجمَ الفراغ

وأن أُنهي هذهِ النّهارات بأقلِّ الخسائرْ.

*

 

استطعتُ مؤخّرًا

الحصول على غرفةٍ صغيرة

القليلُ من الأثاثِ كانَ كافيًا

لأمارسَ عليهِ حياتي

ولكي تكونُ لديّ أسرة

استعنتُ بزوجٍ افتراضيّ

واستبدلتُ الأطفالَ بالدُّمى

أحضّرُ لهمُ الطّعام

 وأحرصُ على أن ينعموا جميعًا بحياةٍ دافئة

وككلّ الأمّهات اللّواتي يعتنينَ بأطفالهنّ

أغسلُ ثيابَ الدُّمى

وأحكي لهنّ قصصًا قبلَ النوم

في الصّباح قبلَ ذهابي إلى العمل

أضعُهنّ بعيدًا عنِ الشّبابيك

خوفًا منَ القذائفِ والرّصاص الطّائش

دائمًا ما أحاول إبقائهنّ على قيدِ الحياة

وأنتظرُ أن يكبُرن مع الوقت

بجوارِ النّافذة وضعتُ قفصًا بألوانٍ عديدةٍ بداخلهِ عصفورٌ

لكي لا أنسى أنّني قادرةٌ

على منحِ أحدِهم الحريَّةَ ذاتَ يوم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

زمان في عهدة القبور

لم يشعرني شيء بالمسؤولية كما فعلت الآلام