10-فبراير-2024
منع وصول المساعدات إلى قطاع غزة

(Getty) جرت عمليات إغلاق منتظمة في معبر كرم أبو سالم في محاولة لعرقلة شحنات المساعدات من الوصول إلى القطاع المحاصر

ألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، زيارة مقررة إلى معبر كرم أبو سالم مع قطاع غزة يوم الأربعاء، لأن إسرائيل "لم تستطع أن تتعهد بعدم عرقلة مرور المساعدات عبر المعبر من قبل المتظاهرين اليمينيين أثناء وجوده هناك".

وكان الهدف من الزيارة، تمكين بلينكن من تقييم مرور شاحنات المساعدات عبر المعبر بشكل مباشر.

وتسعى المجموعات الإسرائيلية، إلى منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة. إذ تصل المساعدات من مصر، وتتجه إلى التفتيش الأمني، ومن ثم تدخل عبر معبر رفح المصري أو معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي. 

مجموعات من المستوطنين، تواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم بشكلٍ يومي، من أجل منع وصول المساعدات إلى غزة

وعندما تمر المساعدات عبر رفح، يتم إرسالها إلى معبر نيتسانا (العوجا) الإسرائيلي للتفتيش. لكن معظم عمليات التفتيش الأمنية تتم في معبر كرم أبو سالم، الذي يتمتع بقدرة استيعابية أكبر بكثير من تلك التي يتمتع بها نيتسانا.

وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، جرت عمليات إغلاق منتظمة في معبر كرم أبو سالم في محاولة لعرقلة شحنات المساعدات من الوصول إلى القطاع المحاصر، والذي يعاني مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي. 

ويتم تنظيم الإغلاق من قبل، مجموعة "تساف 9"، التي تصف نفسها بأنها مجموعة مكونة من عائلات الأسرى في غزة وجنود الاحتياط في الجيش وسكان الجنوب. من الناحية العملية، فإن معظم المتظاهرين هم نشطاء يمينيون متطرفون معروفون من مستوطنات الضفة الغربية، وقد "نجحوا في تعطيل جزء كبير من شحنات المساعدات".

وفي يوم الثلاثاء، قبل زيارة بلينكن المقررة، أجرى ضباط من جيش وشرطة الاحتلال وممثلو وزارة الخارجية الإسرائيلية وموظفو السفارة الأمريكية وأفراد من حراسة بلينكن جولة تحضيرية للمعبر، وكانت الخطة تقضي بمرافقة جنرالين في الجيش الإسرائيلي بلينكن عند وصوله. لكن المتظاهرين في ذلك اليوم تمكنوا من منع مرور تسع شاحنات لفترة طويلة، مما حال دون وصول المساعدات إلى وجهتها. بالإضافة إلى ذلك، وضع المتظاهرون ملصقات تدعو المتظاهرين للحضور إلى معبر كرم أبو سالم لعرقلة زيارة بلينكن.

ونتيجة لذلك، قالت مصادر مطلعة لـ"هآرتس"، إن جيش الاحتلال ووزارة الخارجية الإسرائيلية يخشيان من تعرض الأميركيين للإحراج. وهكذا، عندما تبين أن الشرطة لن تعد بمنع المتظاهرين من الوصول إلى المعبر، واتخذ قرار، بالتشاور مع الأميركيين، بإلغاء زيارة بلينكن. ونفى بلينكن يوم الأربعاء أنه يعتزم زيارة معبر كرم أبو سالم.

وعندما بدأت الاحتجاجات لأول مرة، أعلنت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم منطقة عسكرية مغلقة ونشرت قوة صغيرة من الشرطة العسكرية هناك. لكن الشرطة العسكرية أثبتت عجزها عن منع المتظاهرين من الدخول.

ثم تحول الجيش الإسرائيلي بعد ذلك إلى الشرطة النظامية، التي تتمتع بصلاحيات أوسع. ولكن بعد أيام قليلة، تم تقليص تواجد الشرطة في الموقع، وحتى عندما ظهرت الشرطة، سمحت للمتظاهرين بالمرور. 

وتقول "هآرتس": "الجيش مقتنع بأن هذا التغيير في السياسة تم بأمر من أعلى، وعلى الأرجح من قبل وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يشارك أنصاره في المظاهرات. وخلال الأيام الماضية، كان التواجد الشرطي على المعبر ضئيلًا".

وفي سابق من الشهر الماضي، قال مسؤول سياسي إسرائيلي، لموقع "يديعوت أحرونوت"، إن شرطة الاحتلال لا تتدخل من أجل فتح الطريق، وذلك بناءً على قرار من الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.