24-مايو-2019

من إصدارات المركز العربي (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

يواصل المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات امداد المكتبة العربية بعناوين فكرية ضرورية، تقدّم للقارئ العربيّ إجاباتٍ على أكثر الأسئلة الإشكالية المطروحة اليوم. وغالبًا ما تتّسق هذه الإصدارات مع التطوّرات المختلفة، عربيًا وعالميًا. وتتابع كذلك المفاهيم والقضايا الشائكة والمثيرة للنقاش والجدل.

في هذه المقالة، نقدّم عرضًا لأربعة كتب صدرت حديثًا وتنتظر قارئها.


1-أكرم زعيتر: سنوات الأزمة 1967-1970

ضمن "ذاكرة فلسطين"، السلسلة التي تصدر عن المركز، صدر كتاب "أكرم زعيتر: سنوات الأزمة 1967-1970". ويضمّ الكتاب جزءًا من يوميات الأديب والسياسيّ الفلسطينيّ الأردنيّ أكرم زعيتر (1909-1996) تشكّل للقارئ صورة عن الفترة الممتدّة من منتصف الستينيات وحتّى مطلع السبعينيات من القرن الماضي، يرويها من موقعه كعضوٍ في مجلس الأعيان الأردنيّ، ومن ثم كوزير للبلاط الملكي. ومن هذين المكانين، ينطلق زعيتر مدوّنًا وقائع السنوات المشتعلة، حيث أوّلًا هزيمة حزيران/يونيو 1967، وما تلاها من تطوّراتٍ وتحوّلاتٍ في المواقف السياسية العربية عامّة، والأردنية خاصّةً. وكذلك المواقف من القضية الفلسطينية والمقاومة.

يتحدّث عن تفاصيل كثيرة ودقيقة دارت خلف كواليس السياسة الأردنية خلال الحرب، والتوتر بين الأردن وإسرائيل وصولًا إلى معركة الكرامة. وانتقال القيادة الفلسطينية من أحمد الشقيري إلى ياسر عرفات آنذاك. وقبل الانتقال إلى الحديث عن تفاصيل معركة أيلول الأسود وما تمخّض عنها، يتوقّف للحديث عما سبق المعركة، والتوتّرات بين القيادة الأردنية والمقاومة الفلسطينية، وموقف الدول العربية من التوتّر، ومحاولات اغتيال الملك حسين المتكرّرة، ووقوف العراق في صفّ الأخير ووضع جيشها تحت أمرته، قبل التحوّل في المواقف لاحقًا. والتدخّل السوريّ وانقلاب حافظ الأسد هناك. تفاصيل كثيرة ضمّها الكتاب ليكون شهادةً مهمّة تُسرد من شخصية بارزة ومن موقعٍ بارز عن فترة بارزة ومهمّة كذلك.

2-تركيا: دبلوماسية القوّة الناهضة

تضع اللبنانية جنّى جبور في كتابها "تركيا دبلوماسية القوّة الناهضة" ترجمة جان جبور، من التجربة التركية نموذجًا لتناول مسألة الدول الناهضة وموقعها المفترض في النظام الدولي اليوم. تقول المؤلّفة في عرضها للأسباب التي كانت وراء القفزة التركية الكبيرة إنّ الأمر الذي سهّل على الأتراك سعيهم إلى لعب دورٍ أكثر أهمية في النظام الدولي، هو العمل على ابتكار دبلوماسية قوّة ناهضة، جرى على إثرها تطوير مفاهيم جديدة لكلٍّ من القوّة والدبلوماسية التركيتين.

هكذا، بدأت الدولة التركية عصر إبراز القوّة كجزءٍ من الدبلوماسية الجديدة التي ارتبطت بظهور رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية بشكلٍ عام. وكان التركيز بدايات حكم الحزب منصبًّا بقوّة على إبراز صورة تركيا كدولةٍ تسعى لأن تكون لاعبًا فاعلًا ومستقلًّا بالدرجة الأولى على الساحة الدولية. ما يعني أنّ الأتراك بحاجة إلى بلورة صورة خارجية جديدة لدولتهم، وهو ما تكفّل به أحمد داوود أوغلوا الذي طوّر من خطاب الدبلوماسية الخارجية بشكلٍ غير مسبوق. وتقوم أو ترتكز هذه الدبلوماسية الجديدة الساعية إلى بناء قوّة إقليمية على الاقتصاد بشكلٍ أساسي. فمن المعروف أنّ الحزب الجديد صبّ جلّ اهتمامه على الاقتصاد، وتمكّن من حل الأزمة الكبيرة التي عانت منها تركيا، وعمل على فتح قنوات تواصل بين دول الشرق الأوسط، والتبادل التجاري معها، والبحث عن أسواق جديدة للاقتصاد التركيّ.

3-الجندي والدولة والثورات العربية

من العلاقة الشائكة بين المؤسّسات المدنية والعسكرية في العالم العربيّ إبّان قيام ثورات الربيع العربيّ، ينطلق كتاب الباحث الجزائري طيبي غماري المعنون بـ"الجندي والدولة والثورات العربية". يذهب المؤلّف أوّلًا نحو عرض طبيعة العلاقات بين هاتين المؤسّستين عربيًا، لا سيما في مراحل التحوّل الكبرى كالثورات والانتفاضات الشعبية. قبل أن يعرض المصالح التي قد تجمع ما هو عسكري بما هو مدني، وتبيان الحدود الفاصلة بينهما. ويعتبر غماري في هذا السياق أنّ الجيوش العربية من أكثر جيوش العالم تورّطًا في الأزمات السياسية منذ سقوط الدولة العثمانية وحتّى اليوم.

يصل غماري نتيجةً لذلك إلى الجزم بأنّ لا وجود لحدود واضحة بين ما هو عسكري وما هو مدني في العالم العربيّ. يعتبر المؤلّف أن العسكريّ ليس مؤسّسة منفصلة بشكلٍ تام عن الحياة المدنية، وهذا ما كان انعكاسه واضحًا في ردّات فعل الجيوش العربية إزاء الأزمات الحادّة بعد ثورات الربيع منذ عام 2010. ومن هنا ينطلق لدراسة وتحليل ردّات فعل الجيوش العربية في الدول الثائرة، أي مصر وليبيا وتونس وسورية واليمن.

4-العلمُ في تجلٍّ: مفهوم العلم في الإسلام في القرون الوسطى

يسعى المفكر الأمريكيّ ذو الأصول الألمانية فرانز روزنتال في كتابه "العلمُ في تجلٍّ: مفهوم العلم في الإسلام في القرون الوسطى" (ترجمة يحيى القعقاع وإخلاص القنانوة) إلى دحض المقولات التي تنكر أي دورٍ إسلامي ريادي في الحضارة العالمية، وتركّز على جوانب أخرى تتعلّق بالجماعات المتطرّفة الموجودة اليوم، خصوصًا في ظلّ ازياد وتوسّع المشاعر السلبية ضدّ الإسلام والمسلمين، والقائم أساسًا على خطاباتٍ ومقولاتٍ يمينية عنصرية بالدرجة الأولى. فرانز روزنتال يعمل على إظهار المساهمات المشرقة للحضارة الإسلامية في مجالات كثيرة كالطب والأدب والفنون وغيره. ويسعى كذلك لعرض التداخل والترابط الثقافي والفكري والحضاري الحاصل بين الثقافتين الإسلامية والغربية، ودور كلّ منهما في العمل على تطوير الأخرى.

يبدأ روزنتال من عرض تطورّ العلم في شبه الجزيرة العربية، وتنقّله بين مراحل ومفاهيم عدّيدة، إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن. فقبل الإسلام، يقول الباحث الأمريكيّ إنّ العلم لم يكن بتلك القيمة والأهمية التي صار عليها بعد العصر الإسلامي. وكان يختصر آنذاك، في تلك الفترة، باكتساب معلومة مادّية شيئًا فشيئًا، قبل أن يتطوّر مفهومه لاحقًا ليصير شيئًا ذو درجاتٍ مختلفة من الإدراك. ومع مجيء النبي محمد، وبداية العصر الإسلامي، اكتسب العلم أهمية كبيرة وصلت إلى حدود القداسة كما يقول المؤلّف، ليصير العلم العلامة الأبرز للحضارة الإسلامية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

يوميات أكرم زعيتر: سنوات الأزمة 1967 - 1970

4 كتب جديدة من إصدارات "المركز العربي"