15-ديسمبر-2016

جامعة دمشق - كلية الحقوق 1952

نظم "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، فرع بيروت، بالاشتراك مع "الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية"، يومي 8 و9 كانون الأول/ديسمبر الجاري، حلقة دراسية بعنوان "الجامعات الحكومية العربية: نظرة تاريخية"، بمشاركة نحو 20 باحثًا وأستاذًا جامعيًا، ناقشوا ضمن أوراق بحثية ملفات مرتبطة بالتعليم الجامعي في 11 دولة عربية.

تُعتبر "جامعة دمشق" أقدم الجامعات الحكومية في الوطن العربي 

وافتتح المركز الحلقة الدراسية، في الـ8 من الشهر الجاري، بكلمة لمدير فرع بيروت، خالد زيادة، اعتبر فيها أن ما سيتم تناقله في الأوراق المقدمة بين المشاركين، يهدف لتبادل الأفكار، والأدوات المنهجية للبحوث فيما بينهم، بسبب تنوع الأوراق المقدمة، التي عرضت تطور التعليم الجامعي في دول: مصر، تونس، السودان، المغرب، ليبيا، سلطنة عُمان، الكويت، اليمن، سوريا، الأردن، ولبنان.

اقرأ/ي أيضًا: المدن الجامعية في سوريا..أرهقتها الحرب

مواضيع عدة قدمها المشاركون في الحلقة الدراسية، تطرقوا خلالها لمراحل تأسيس الجامعات الحكومية والتعليم الجامعي في نطاقها السياسي-الاجتماعي للدول المشاركة، ومراحل التطور والتغيرات التي مرت بها، ونشوء الحركات الطلابية، وتحولاتها الأيديولوجية والسياسية وتأثيرها عليهما، إضافة لمواضيع عدة، سعت للحفر أكثر في تاريخية الجامعات الحكومية. اعتمدت الأوراق البحثية المقدمة جدولًا زمنيًا محددًا لدراسة نشأة التعليم الجامعي الحكومي، بدأت منذ فترة الاستعمار الغربي للدول العربية، تليها مرحلة الاستقلال، وظهور الدولة الوطنية، أتبعها المشاركون بعرض تأثر التعليم الحكومي بفترة الانقلابات، ووصول الأنظمة الدكتاتورية العسكرية للحكم، لتنتهي عند مرحلة "الربيع العربي"، وهذه الأخيرة حُددت وفقًا للبلدان التي كانت فاعلة في هذه المرحلة.

حيثُ يعود الباحث المصري كمال مغيث، في ورقته المقدمة للبحث في "جامعة القاهرة تاريخًا وسيرة"، مستعرضًا تاريخ الجامعة الأقدم عربيًا، منذ عرض ورقتها التأسيسية في عام 1906، وافتتاحها بعد ذلك بعامين، مرورًا بحركة "الضباط الأحرار"، التي جعلت التعليم الجامعي المصري مجانًا، والتحولات التي رافقتها في عهود جمال عبد الناصر، أنور السادات، وحسني مبارك، وصولًا لثورة 25 يناير قبل خمسة أعوام.

من جهته استعرض الباحث السوري عمار السمر، تاريخ "جامعة دمشق"، بصفتها أقدم الجامعات الحكومية العربية، متخذًا سلسلة زمنية محددة لبحثه قسمها لأربعة أقسام: الحقبة الانتدابية، الحقبة الاستقلالية، الحقبة البعثية، وحقبة حكم حافظ الأسد.

فيما شارك الباحث التونسي، محمد ضيف الله، بورقة بحثية اعتبرت أن الفترة التي تأسست فيها الجامعة التونسية كانت مزامنة لمرحلة استقلال البلاد، ودورها في تخريج جامعيين في مجالات متنوعة فكريًا، وتشغيلها لهم في الجامعات على مدى ثلاثة عقود بين 1960-1990، قبل أن تتوقف عن ذلك، موردًا إحصائية تقول إن نسبة الجامعيين التونسيين العاطلين عن العمل بلغت 26% عام 2016.

الفترة التي تأسست فيها الجامعة التونسية كانت مزامنة لمرحلة استقلال البلاد

اقرأ/ي أيضًا: جامعات المغرب.. تاريخ موسوم بالدماء

أما الباحث اللبناني، عدنان الأمين، فقدم ورقة بحثية معنونة بـ "الجامعة اللبنانية تحت وطأة التحولات السياسية"، والتي أظهرت فوارق كبيرة، كون لبنان اعتبارًا من عام 1967 عاش حالة من عدم الاستقرار، بدأت بمرحلة الشغب الطلابي في الجامعات سنة 1959، وصولًا للحرب الأهلية اللبنانية، والاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، والوصاية السورية على لبنان، وأخيرًا صعود "الزمن الشيعي"، وهيمنته على مفاصل القرار في الدولة اللبنانية، من بينها العملية التعليمية، والتي يمكن إسقاطها على الحدث الأخير، عندما منعت "التعبئة الطلابية" لـ"حزب الله" بث أغاني فيروز عبر مكبرات الصوت في إحدى كليات الجامعة اللبنانية. 

وإلى جانب الباحثين آنفي الذكر، شارك كل من الأردني نسيم برهم، والكويتي فوزي أيوب، والعُماني سيف بن ناصر المعمري، واليمني طارق عبد الله المجاهد، والسوداني عبد المنعم محمد عثمان، والمغربي محمد الفران، وأخيرًا الليبي محمد صالح فرج رحيل.

وتأتي الأوراق البحثية المقدمة في الحلقة الدراسية، لتقدم عرضًا تأريخيًا مهمًا من ناحية نشوء الجامعات الحكومية، والمراحل التي رافقت تطورها، خلال حقبٍ سياسية واجتماعية متنوعة، وبدت في معظمها متقاربة فيما بينها، لتشابه غالبية الدول العربية في مصائر وصول الأنظمة العسكرية في نهاية المطاف لمقاليد الحكم، وتأثيرها على التعليم الحكومي، الذي تحول لناطق من وجهة نظر الأيديولوجية الحاكمة للمجتمعات العربية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

سياسة على مدرجات جامعات الجزائر

جامعة القاهرة.. سحور بنكهة المال السياسي