02-يناير-2017

من تظاهرة "مدرستي فنانة"

يشهد المشهد الثقافي والتّربوي التونسي، يومي 6 و7 كانون الثاني/يناير الجاري، تظاهرة "مدرستي فنّانة" التي بادرت بها "المدرسة التحضيرية والابتدائية الخاصّة"، "بصفتها محاولة لامتصاص الجفاف التربوي الذي تتميّز به المنظومة التربوية، من خلال خلق عناق جمالي بين ما هو فنّي وما هو تربوي"، بحسب المشرف على التظاهرة المسرحي فارس لَعفيف، 1993.

المدرسة الناجحة هي التي تجعل جرعة اللعب وممارسة الفن، أكبر من جرعة تلقي الدّروس والعلوم

ويقول لعفيف لـ"ألترا صوت" إنه على الفنّانين المسرحيين والموسيقيين والتشكيليين والحكاواتيين أن يلتفتوا إلى الوسط التربوي، "فيحتكّوا به ويقتحموا يومياته، ببرامج مدروسة، قصد فهم مناخات الطفل أوّلًا، ليبدعوا على أساس ذلك الفهم، وإعداده لأن يكون فنّانًا أو متلقيًا على الأقل في المستقبل". يضيف: "من الأولى بأن يمدّ يده للمواهب القادمة، أليس الفنان؟ إذن لماذا تندر هذه المبادرات في الفضاء العربي؟ لماذا ينبري الفنان العربي للكتابة والرسم والغناء للطفل، من غير أن تكون تلك الفنون ثمرة لاحتكاكه المباشر به؟ ذلك أن هناك تحوّلات عميقة حصلت في نفسية وذهنية الطفل الجديد".

لقد أثبتت المناهج التربوية المعاصرة، يقول فارس لعفيف، أن المدرسة الناجحة هي تلك التي تجعل جرعة اللعب وممارسة الفن، أكبر من جرعة تلقي الدّروس والعلوم، وهو المعطى الذي تجاهلته المدارس العربية، فكانت النتيجة نسبةً مخيفة من المتسرّبين مدرسيًا، وعلاقة متشنّجة بين التلميذ ومحيطه المدرسي.

اقرأ/ي أيضًا: "فنون الوداع".. للفراق أغانٍ باقية في صعيد مصر

من هنا، كان شعار التظاهرة "دور مسرح العرائس في الوسط المدرسي"، وستشهد في باب العروض تقديم مسرحية "الحكواتي" للأردنية أسماء مصطفى، و"فار.. نمّول" لوليد الزين ومروان الصلعاوي، و"قلاز" لحبيبة الجندوبي، و"لقاء" للمركز التونسي لفنون العرائس، و"التائه" للمعهد العالي للمسرح بتونس، و"الغول والبنات السبع" لشركة الدمية للإنتاج الثقافي.

قادت المدرسة العربية إلى علاقة متشنّجة بين التلميذ ومحيطه المدرسي

في باب المعارض، يقدّم "المركز الوطني لفن العرائس" الإنتاجات التي قام بإنجازها، إلى جانب معرض للأقنعة لمحيي الدّين بن عبد الله، وصور فوتوغرافية للأمريكي فيكتور كريستيا، ولوحات تشكيلية لرواق فنون ريدار. وترصد الندوات المبرمجة أهمية ربط المدرسة بالمحيط الفني حتى تكون فنانة، فنجد ندوة "مسرح العرائس في الوسط المدرسي" لهدى اللموشي وأسماء مصطفى، وندوة "أهمية توظيف المسرح في العملية التربوية" لسوزان أبو علي.

في السياق، ستشرف "الرابطة التونسية للقصة القصيرة"، على ورشة تكوينية في تحويل القصة القصيرة إلى عمل مسرحي، ورائية الجديدي على ورشة تهدف إلى اكتشاف صوت الجسد، وهدى اللموشي على ورشة في العلاج بالمسرح، وأسماء مصطفى على ورشة في الألعاب الدرامية، ومحيي الدّين بن عبد الله على ورشة في صنع الأقنعة. 

اقرأ/ي أيضًا:

طبعة جديدة من "السياسة" لأرسطو

"منشورات المتوسط".. الاختراق عبر الكتب