19-نوفمبر-2016

شباب في الأشرفية بلبنان سنة 2008 (كافي كزامي/Getty)

سهرنا بالأمس على ضجيج مواقع التواصل الاجتماعي حول مقطع فيديو من جامعة "ALBA" سن الفيل وهي إحدى فروع جامعة "البلمند"، يظهر شابات لبنانيات متحضرات ومنفتحات ومخلصات للثقافة اللبنانية بدليل تحدثهن بلغة فرنسية "سليمة"، موضحات الأسباب التي تمنعهن من أن يقمن علاقة عاطفية مع شاب سوري.

جدل حول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، توضح فيه لبنانيات جامعيات رفضهن إقامة أي علاقة مع رجل سوري

الفيديو الطافح بالعنصرية والكراهية، والذي يجب التأكيد قبل الحديث عنه على عدم وجود أي قناعة لدينا بأنه يمثل كل اللبنانيات ولا حتى معظمهن، كان على شكل ريبورتاج مع طالبات الجامعة يطرح سؤالًا باللغة الفرنسية مفاده "هل ممكن تظهري مع شب سوري؟" وأتى الجواب من كل المشاركات بـ"لا"، لأسباب عديدة ذكرنها، من أهمها حسب رأيهن الاختلاف الحضاري، وحول ذلك، علينا أن نعرج على التاريخ قليلًا ونذكرهن بأنهن "سوريات" ولو لا الجنرال غورو وحكومة فرنسا برئاسة ميلران لما كان لبنان.

اقرأ/ي أيضًا: اللهجة العنصرية "السورية - اللبنانية": أيّ نقاش؟

لقد عشت لقرابة العامين في لبنان، واكتشفت للأسف أن الكثير من اللبنانيات يخزن صورة نمطية للشاب السوري على أنه "العكيد أبو شهاب" حتى أن صديقتي اللبنانية "الي ظهرت معي"، قالت لي إنها أحبت كوني مميزًا عن السوريين، متحررًا ولست كـ"رجال باب الحارة"، وطبعًا هذا ليس مبررًا لما جاء في الفيديو ولا يوجد مبرر له، بل يوجد ما يستدعي على إخوتنا في بيروت إيقاف هذه القذارة التي لا تليق بلبنان.

لو سمعنا هذا الكلام من شابات يفصلهن عن سوريا جغرافيا وتاريخ بعيدين لكان مستساغًا ربما، عن أي اختلاف ثقافي يتحدثن وجزء من اللبنانيات يعنفن ويغتصبن؟، عن أي فرق في الحضارات يتحدثن؟ عن طائر الفينيق؟ أم عن الأوزاعي والجناح وبرج حمود والضاحية الجنوبية وآل زعيتر والعماد عون وسيد "المئاومي"؟.

إن نسبة جرائم الاغتصاب في لبنان أعلى من سوريا، وعدد بيوت الدعارة أكبر، وسوق الرقيق الأبيض أوسع، المحاكم الطائفية تحرم اللبنانيات أمومتهن، والكنائس تحاصرهن بجملة "ما عقده الرب لا يحله إلا الرب". في لبنان، المرأة بائسة أكثر من سوريا وحريتها وحقوقها كجزء كبير من جمالها "ماكياج"، حتى بات الشباب اللبناني يسأم من شكل البنات اللبنانيات وحياتهن، كما في أغنية ريمكس باندا الأخيرة "عنا"، إلا أن الرجل في سوريا لا يزال يعتبر السوريات من أجمل نساء الكرة الأرضية.

لنا في لبنان أهل وأصدقاء نتمنى أن يجدوا حلًا للتجريح الذي نتعرض له، ليس بداية بهذا الفيديو ولا نهاية معه، ولنا في بيروت وغيرها من المدن اللبنانية ذكريات نتمنى أن تبقى جميلة، أما من جانبنا وعن صدمة الرجل السوري، الذي "طالما اعتبر أن جميع نساء الأرض يرغبنه فعوضه فيها على الله"، إنه مؤسف حقيقة يا أولاد بلدي "اللبنانيات ما بيظهروا معنا.. فهيّا بنا ننتحر".

اقرأ/ي أيضًا: 

"الحالة الباسيلية".. باقية وتتمدد

للعنصرية أيضًا بيئتها الحاضنة في لبنان