09-أغسطس-2022
skin bleaching

تهمل الشركات العالمية أثر منتجات تبييض البشرة وأثرها في تكريس التمييز العنصري (CNN)

بلغت قيمة سوق تبييض البشرة العالمي نحو 8.6 مليار دولار عام 2020، ومن المتوقع نمو هذا السوق إلى ما يقرب من 13.7 مليار دولار في العام 2025. يرتبط حجم السوق بحجم الاهتمام المجتمعي العالمي بتبييض البشرة حيث تجد المنتجات إقبالًا على شرائها خصوصًا في المناطق التي تعلي فيها معايير الجمال البشرة الفاتحة. وتعد دول آسيا والمحيط الهادئ من الأسواق الأكثر ربحًا بحسب دراسة إحصائية نشرها مركز StrategyR هذا العام.

بلغ حجم سوق منتجات تبييض البشرة عالميًا زهاء 8.6 مليار دولار أمريكي في العام 2020 ومن المتوقع أن يتضاعف خلال الأعوام المقبلة 

ويرتبط نقاش هذه القضية بحركات حقوقية مثل مناهضة العنصرية ومنها احتجاجات "حياة السود مهمة" (Black Lives Matter) وكافة أشكال التمييز، سيما التمييز المتعلق بلون البشرة أو ما يطلق عليه عبارة "التلوين"، والذي يمكن تعريفه بكونه تمييزًا ضد لون البشرة داخل سياق اجتماعي يؤدي إلى تفضيل الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة على الأشخاص ذوي البشرة الملونة أو الداكنة، وذلك لما لها من تداخل بين الحقوق الإنسانية ومعايير الجمال والتمييز والعنصرية.

women faces of color

ولأن معايير الجمال ذات الأثر المضر مجتمعيًا، تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، ارتأت شبكة سي أن أن الأمريكية إطلاق مشروع تحت عنوان As Equals للإبلاغ عن مسائل تخص عدم المساواة بين البشر وهادفة إلى منحه الاهتمام الذي يستحقه. وتكشف تقارير سي أن أن الصحفية الاستقصائية أن بعض الشركات التي كانت تدعي مناهضتها للعنصرية والتمييز بناءً على اللون قد كانت مرتبطة بتسويق صناعات في قطاع "تبييض البشرة" في أجزاء عدة من العالم. ولم تعد المسألة مقتصرة على الدول المتطورة والرأسمالية (سوق تبييض البشرة في الولايات المتحدة الأمريكية شكل ثلث السوق العالمية عام 2020)، وإنما باتت مسألة عالمية في العديد من المجتمعات في الدول في طور التطور أو الفقيرة نسبيًا مثل رواندا والهند وغيرها من الدول.

skin bleaching

وقامت الشبكة بجمع شهادات من عشرات الأشخاص الذين استخدموا مستحضرات تبييض البشرة، إضافة إلى متخصصين في الرعاية الصحية والهيئات القانونية النانظمة، وباحثين وأكاديميين وغيرهم من الأشخاص ذوي الخبرة في هذه المسألة ممن خصصوا وقتًا وموارد لاختبار مدى فعالية المنتجات، وكذلك بهدف زيادة الوعي حول هذه الممارسات الضارة وأسبابها الجذرية، وكذلك إلى مساءلة الشركات والهيئات حول دورها في هذا المجال. حاولت الشبكة دعوة ممثلين عن شركات صناعة تبييض البشرة للمشاركة في النقاشات لكن لم تنجح في ضم هذه الشركات إلى طاولة المحادثات والنقاش حول هذه الظاهرة ومخاطرها. 

skin bleaching

تهدف تقارير الشبكة إلى فهم تبييض البشرة من ناحية المنتجات والممارسات، وفهم السياقات المحلية الحالية والمتنوعة التي تعمل خلالها هذه المسألة بالنسبة للناس والمجتمعات، وكذلك تحديد الثغرات الموجودة في كيفية تغطية وسائل الإعلام الدولية لقضايا تبييض البشرة والسعي لفهم أسباب ذلك، سيما لدى النساء اللواتي كانوا يخضعون أنفسهن لمعايير جمال نمطية وروتينية تضر بصحتهم. وقد تبين لمنظمي النقاش أن جذور مسألة تبييض البشرة يعود في أساسه إلى كونه حلًا للبشرة الداكنة وعلى اعتبار أن البشرة البيضاء تمنح صاحبها وضعًا "أكثر عدالة وإنصافًا".

وفتحت الشبكة أيضًا إمكانية الانضمام إلى المحادثات العالمية التي تجري حيال هذه المسألة على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام هاشتاغ FightingWhitening (حاربوا التبييض). كما تتيح الشبكة صفحة مخصصة للزوار لإرسال آرائهم وتجاربهم حول المسألة وتأثيراتها على حياتهم وحياة أحبائهم، وحيث تعرض الصحفة سلسلة من الأسئلة (استبيان رأي) يجيب عنها المتصفح لموقع الشبكة. وجاءت عناوين السلسلة على الشكل الآتي:

صناعة تبييض البشرة: ما هو، وما أخطاره، ومن المستفيد منه؟ 

تبييض البشرة هو استخدام منتجات أو خدمات التجميل لتقليل كمية الميلانين أو الصبغة في الجلد لجعله يبدو أفتح. إنها صناعة كبيرة وتستهدف في الغالب النساء ذوات البشرة الملونة في كل منطقة من مناطق العالم. يعود تاريخ هذه الممارسة إلى قرون، ولها مجموعة من الأصول الثقافية حسب المنطقة، وحيث ترتبط البشرة الفاتحة بالجمال وأفاق أفضل من حيث التوظيف والزواج والمكانة الاجتماعية. بينما يشير باحثون إلى صلة المسألة بقضايا تتعلق بالاستعمار والعبودية والعولمة.

skin bleaching

الهوس بتبييض البشرة مسؤول عن حالة من الإدمان في الهند 

يطرح ها التحقيق سلسلة من شهادات لنساء تعرضن لأعراض جلدية خطيرة إبان استعمالهن لمستحضرات وكريمات تجميلية تحتوي على العديد من المواد المخدرة والمواد المضرة بالجلد. جانيت جيمس، تعيش في الهند، عانت من أثار جانبية مزعجة، وقالت "كنت كلما توقفت عن استخدامه، أشعر بالرغبة العارمة للحك وتظهر بثور صغيرة على وجهي". وأشار التقرير إلى أن هذا النوع من الكريمات يحتوي على مادة الستيرويد بيتاميثازون، وأشارت جانيت إلى أنها استخدمته "طوال عامين لتفتيح بشرتها".

يتم استخدام هذا الدواء، خصوصًا من قبل النساء لتفتيح البشرة، بحسب ما أفاد أطباء لشبكة CNN. وأشار التقرير إلى أن هذا الدواء لا يجب استخدامه إلا بوصفة طبية، لكن في الهند، ينظر إلى البشرة الفاتحة على أنها مرغوبة ومرتبطة بالنجاح. وتشير بانيك إلى أنها وبعد شهرين من استعمالها للدواء بدأ جلدها يحرقها كلما تعرضت لأشعة الشمس، وقالت بأنها "قبلت ذلك كجزء من معادلة: الألم مقابل الحصول على حياة أكثر إنصاف". ولكن وصلت الأثار الجانبية لمرحلة متقدمة حيث أنه وبعد سنة من الاستعمال ظهر حب الشباب على وجه جانيت وبدأ الشعر ينمو في جميع أنحاء وجهها.

حظر منتجات تبييض البشرة في رواندا ينعش السوق السوداء لهذه الصناعة 

يشير هذا التقرير إلى أن حكومة رواندا حظرت عام 2018 استخدام مستحضرات تفتيح البشرة وصبغات الشعر التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل الهيدروكينون (فوق مستويات معينة) أو الزئبق. ارتبط الحظر بعقوبات تصل إلى عامين وغرامة مالية تصل إلى خمسة آلاف دولار أمريكي. وأدى الحظر إلى ارتفاع أسعار هذه المستحضرات ومنع بيعها أو إنتاجها، وكما نتج عنه وجود سوق سوداء غير قانونية تحاول سد الطلب على هذه المنتجات، غير أن الوصول إلى هذه المنتجات لم يعد أمرًا هينًا.

جاء قرار حظر المنتجات بعد أن تلقت السلطات، بدءًا من إدارات الصحة والأمن إلى الجمارك والحكومة المحلية، تقارير لا حصر لها عن الأضرار التي لحقت بالناس والأمراض الجلدية التي تفشت بين المستخدمين جراء تطبيق مستحضرات تجميل تفتيح البشرة. مسؤول العلاقات العامة في مجلس المعايير الرواندي، سيميون كويزيرا، أشار بالقول "يمكن أن يكون سوء الاستخدام أو الاستخدام المطول للمنتجات المحتوية على الزئبق أو المنشطات أو الهيدروكينون سامًا على الصحة"، وأضاف "على الرغم من الحظر، لا يزال هناك طلب على مستحضرات تفتيح البشرة، مما يحافظ على سوق هذه المنتجات على قيد الحياة وإن بشكل غير قانوني".

skin bleaching

منتجات تجميلية خطرة لتبييض البشرة ما تزال تباع على أكبر مواقع التجارة الإلكترونية 

أظهرت تقارير ودراسات أن مستحضرات تجميل تفتيح البشرة التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق أصبحت تباع على أكبر منصات التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت في العالم. وأشارت إحدى الأبحاث المختبرية التي تمت على 271 منتجًا لتفتيح البشرة من أكثر من 40 موقعًا للتجارة الإلكترونية في 17 دولة في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا والأمريكتين. ومن بين هذه المنتجات، وجد أن 129 منتجًا في 16 دولة تحتوي على مستويات عالية من الزئبق وتم بيعها في أكثر من 30 موقعًا إلكترونيًا مختلفًا. ويعد استخدام الزئبق في مستحضرات التجميل مقيد في معظم البلدان بسبب آثاره السامة. ففي عام 2013، حددت "اتفاقية "ميناماتا بشأن الزئبق" حدًا دوليًا لاحتواء مستحضرات التجميل على الزئبق يبلغ 1 مجم لكل 1 كيلوغرام، أي ما يعادل جزء واحد لكل مليون جزء. وقد دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في عام 2021، كما يحظر تصنيع واستيراد وتصدير مستحضرات التجميل التي تحتوي على أكثر من 1 جزء في المليون من الزئبق بموجب المعاهدة العالمية المذكورة.

حجم قطاع تبييض البشرة يعادل 8.6 مليار دولار 

في هذا التقرير المصور من ضمن السلسلة، المديرة التنفيذية لمشروع "بيوتي ويل" (Beautywell)، أميرة عدوي، تحكي كيف كرست حياتها، طوال عقد من الزمن، لوضع حد لصناعة تفتيح البشرة، وخاصة استخدام الكريمات التي تحتوي على مستويات سامة من الزئبق. تقول عدوي، ذات الأصول الصومالية، والتي سكنت في مدينة نيروبي في كينيا لاحقًا، ومن ثم هاجرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة مينيسوتا "قررت أن أكتشف ما يكمن خلف هذه المستحضرات ودخلت كلية الصحة، وقررت مكافحة العنصرية ضد اللون وزيادة الوعي حول المسألة". تشير عدوي إلى أن المسألة تتعلق بالثقافة ومن أجل تعديل الأفكار يجب تعديل الثقافة السائدة وإلا فإن القضية لن تنتهي". وتضيف عدوي إلى أن أثار الزئبق تطال الجانب النفسي أيضًا وتؤثر على المواليد الجدد للأمهات اللواتي يتعرضن لكميات كبيرة من الزئبق.

skin bleaching

البشرة البيضاء لا تعني الأكثر جمالًا 

في هذا الفيديو المصور تطرح شبكة سي أن أن شهادات وآراء نساء حول المسألة. تتحدث النساء حول معايير الجمال وآرائهن في مسائل النظرة المجتمعية لهن وتأثير السوشيال ميديا في صياغة مفاهيم النساء الجمالية، وكذلك إلى الأحكام النمطية الناتجة عن المسألة والتي تعرض النساء لكثير من أشكال التنمر والسخرية.