01-سبتمبر-2021

تم إسقاط الحكم بسبب مخالفات شابت إجراءات المحاكمة في نهاية أربعينات القرن العشرين (NPR)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

بعد مضي سبعين عامًا تقريبًا على إعدامهم، أعلن القاضي في مدينة مارتينسفيل في فيرجينيا إسقاط التهم "بعد الموت"، لسبعة أمريكيين من أصول أفريقية، يعرفون باسم "السبعة من مارتنيسفيل"، أو "السبعة السود من مارتينسفيل"، والذين واجهوا حكم الإعدام بعد اتهامهم باغتصاب سيدة أمريكية بيضاء عام 1951، في مدينة مارتينسفيل في ولاية فيرجينيا.

جاء الحكم اعترافًا من المحكمة بأن الحكم الذي نفّذ بحقهم لم يصدر وفق الإجراءات القانونية التي يلزم مراعاتها 

وقد أعلن القاضي إعفاء السبعة من التهم التي وجهت إليهم قبل سبعين عامًا، وذلك ليست بقصد إعلان براءتهم القطعية من الجرم الحاصل، وإنما اعترافًا من المحكمة بأن الحكم الذي نفّذ بحقهم لم يصدر وفق الإجراءات القانونية التي يلزم مراعاتها.

صورة نادرة في إحدى الصحف تظهر السبعة السود الذين حكم عليهم بالإعدام عام 1951 (NPR)

وقال القاضي رالف نورثام من ولاية فيرجينيا بأن قراره يهدف إلى وضع الأمور في نصابها، و"تصحيح أخطاء الماضي". وقال في بيان: "كل واحد منا يستحق نظام قضاء جنائي عادل ومنصف وملتزم بالإجراءات المقررة، أيًا كان شكله أو وضعه. صحيح أننا نعجز عن تغيير الماضي، لكني آمل أن يحقق هذا القرار الصادر اليوم شيئًا من السلام الذي نرجوه".

ما هو تاريخ الحادثة؟

تم تنفيذ حكم الإعدام بالرجال السود السبعة من مدينة مارتينسفيل، في شباط/فبراير 1951، بدعوى اغتصابهم لامرأة بيضاء تدعى "روبي ستراود فلويد"، عام 1949. السبعة رجال كانوا:

  • فرانك هيرستون الابن (18 عامًا)
  • بوكر ميلنر (19 عامًا)
  • فرانسيس غريسون (37 عامًا)
  • هوارد لي هيرستون (18 عامًا)
  • جيمس لوثر هيرستون (20 عامًا)
  • جوي هنري هامبتون (19 عامًا)
  • جون تايلور (21 عامًا)

وكانت السيدة فلويد قد ادعت بأن 31 رجلًا أسود قد قاموا باغتصابها بشكل جماعي في 8 كانون الثاني/يناير 1949، أثناء سيرها عبر حي يقطن فيه السود.

وقد ادّعت فلويد عند رؤية بعض المشتبه بهم، أن غريسون وهامبتون قد اغتصباها، ولكنها لم تتمكن من تحديد البقية. لكن وبعد تحقيقات من مكتب الشرطة، تم تحصيل اعترافات من السبعة بأنهم ارتكبوا الجريمة أو شهدوها، وتم إدانتهم جميعًا بتهمة الاغتصاب.

لكن لم تلبث أن واجهت المحاكمة وعمليات الإعدام (بالكرسي الكهربائي) الكثير من الانتقادات الشعبية، حيث تم محاكمة السبعة من مارتينسفيل، وإصدار الحكم النهائي بحقهم بالإعدام، وكانت هيئة المحلفين جميعًا من الرجال البيض، بحسب ما أوضح مكتب القاضي نورثام، الذي أعلن إسقاط الحكم مؤخرًا.

من بين من تكشفت عنه المحاكمة لاحقًا، أن عددًا من المتهمين كانوا عاجزين عن قراءة اعترافاتهم التي وقعوا عليها، كما لم يحضر بجانبهم أي محامٍ أثناء إجراءات التحقيق وانتزاع الاعترافات.

تحيّز مستمرّ ضد السود

تظهر الدراسات في الولايات المتحدة أن المتهم يكون أكثر عرضة بثلاثة أضعاف بتلقي حكم الإعدام في حال كان الضحية من البيض، مقارنة بما لو كان من السود.

تظهر الدراسات في الولايات المتحدة أن المتهم يكون أكثر عرضة بثلاثة أضعاف لنيل حكم الإعدام في حال كان الضحية من البيض

وحتى إلغاء حكم الإعدام في ولاية فيرجينيا في آذار/مارس 2021، بلغ عدد الأشخاص الذين نفّذ في حقهم حكم الإعدام حوالي 1،400 شخص، منذ العام 1608. وفيما يتعلق بتهم الاغتصاب، فقد كان من نفّذ بحقهم حكم الإعدام في ولاية فيرجينيا بسبب هذه التهمة، جميعهم من السود، بين العامين 1908 و1951.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عنصرية أمريكا البيضاء.. غواية هتلر

كتاب "البراغماتيون الأميركيون".. تاريخ مكثّف لمذاهب ومدارس وانقسامات