01-سبتمبر-2016

تشيهارو شيوتا/ اليابان

في الصبيحة التي يتسلل فيها العَرَقُ من أعلى رقبتك إلى الأماكن التي لا يسمح لغيره التسلل إليها، يندب المغني حظه، ينعق أو يزأر، يصعُب التفريق. يتألم، هذا المؤكد.. يتوَّعد للغد ويعود للندب: "آهٍ يا فتى". الآلات العصرية التي أضيفت مؤخرًا إلى مغناه تفقد أثرها في الصوت.
 
يقول والدي وهو يمارس عادة حلاقة الذقن اليومية: "خرجت من جيل (تجي نقسم القمر أنا نص وإنت نص) وتبدئين يومك بندب المغني لحظ طائر الحجل"، الحمائم كذلك تسمع قصة من يشترك معها في الطيران. "ألم أقُل لك يا ولد.. ستأتي العشيَّة بالندم لك" ويبدأ المغني بالعويل.

خرزات من إحدى الأشجار تحاول التماهي مع يدي.. تحتاج إلى بعض الوقت كي تندمج. هي أيضًا خائفة من يدي، قد تحنُّ إلى يد من غادرته مثلي. نضحي بـ 50 شخصًا، أو أكثر، كي نسامح. ما من طريقة منطقية لإظهار الألم. يجرُّ الحجل رفاقه بصوته ليقعوا هم أيضًا ضحيَّة طمع الصياد.. خمسون حجلًا أو أكثر.
*

كلُّ الأجساد الثقيلة لها أرواحٌ طائرة! ربما هذا الحتمي من الآن وصاعدًا. الأجساد الثقيلة تحتفظ برائحة الكحول لوقت أطول، ليتحول صاحب هذا الجسد إلى قنينة ضخمة، تحظى اليد بأعلى الامتيازات، تأكد بأن اليد هي الأفضل. ربما يجب أن تسمى أياديهم أحضانًا، أو على الأقل وسائد، يصعب إيجاد مسارات الدم، أو حتى العظام. تحسبهم لا يملكون عظامًا، إلا أن تلك الحركات الاعتيادية تحبط نظريتك حول عظام السمان.

يلغي السمين احتمال الاختفاء من ذاكرتك لتحسب أنك لم تسمع بتلك الكلمة مطلقًا، فصاحب الجسد الثقيل يكون موجودًا بكثرة أمامك وحتى عندما لا يكون تكون الرائحة الضخمة حاضرة لعدة أيام، تتغلب على كل أنواع العطورات. إن اعتبرت نفسك جسرًا -له دوره في العبور أيضًا- قد تحسب أن الجسد الثقيل سيجعل من قاعدتك هشّة، أنت مخطئ. اسمح له بالعبور فهو ما سيجعلك ربما جسرًا أقوى. أعتقد أنه من الأفضل أن لا تحسب نفسك جسرًا، يجب أن لا ننسى أن احتمال الحصول على صاحب الجسد الثقيل، زجاجة الفودكا الضخمة قد تكون ضئيلةً بالنسبة إليك.

الكثير من كل شيء.. ماء، طعام، مشروبات غازية، كحول.. والكثير من الصمت أيضًا. أكثر الأسئلة التي تحرج استمرارك في ما تحب بعد حصولك عليه هو سبب حصولك عليه، رغم أن الأجوبة الأسوأ هي من نصيب أسئلتك لذاتك، إلا أن السمين يثقل حياتك بالأحلام، ليست الأحلام هي المفردة المناسبة، ليس الخيال هو ما تثقل حياتك به، هو فقط الجمال غير الاعتيادي، مجرد فودكا عشية موت والدك، مجرد حديث عن كيفية صنع الكوميديا في اليوم الذي يليه، مجرّد قبلة لأنك تريد أن تقبِّل أحدهم، مجرَّد جسد مثقل بما هو غير منطوق، محمي بدرع من بذور اللوبيا التي ستحطِّمُ كل أجهزة الهجوم لديك. 

قبيلَ أن يتحول الجسد الثقيل إلى شجرة في أعلى النقاط التي تجمع التقاء قمتين، زرعَ بذور اللوبيا في يدي، بذور يابسة لن تثمر، ولن تنكسر كذلك.

اقرأ/ أيضًا:

لا شيء مستقيم

كيت شوين: قصة ساعة