06-نوفمبر-2018

شذى صفدي/ فلسطين

جميل بثينة

لا أظن أن هذا حدث بسبب الأغنية العاطفية التي سمعتها في المقهى

أو لأنك ظهرت فجأة في الشارع، في اللحظة نفسها التي كنت أقول بها اسمك، في الحقيقة

 لا أحد يعرف ماذا يصنع بحب من طرف واحد، أنا أيضًا لا أعرف 

والقلب المدرب على الأسى لم يعرف بعد كيف يمكن له قتل أعشابه السامة.

مع أنه مجرد سقوط عادي، مع أنه شيء يحدث دائمًا. هكذا، أمطرت أول أمس

الأشجار غيرت أماكنها والأسماء نبتت من جديد وأنت غيرتي الشارع الذي تمرين منه عادة

ونادل المقهى بدّل الأغنية وأنا لم أستطع منع نفسي لحظتها من التفكير

في قصيدة محمود درويش عن جميل بثينة!

 

كانوا يدرسون في كلية الآداب

من مصروفي المدرسي اشتريت أول مجموعة شعرية وكانت لشاعر مغمور

بعد سنة قرأتها على درجات كلية الآداب أنا وزميلي الذي أحب حبيبته على طريقة الصوفيين.

اعتقل زميلي بعد ذلك في حانة في القدس وأعطيت المجموعة إلى صديقة كانت تحب القراءة

أو على الأقل جعلتنا نحن المغرمين فيها نظن ذلك.

حينها، لم نكن نريد شيئًا، الانتفاضة الثانية كانت في سنتها الثانية، وكنا طلبة فقراء يبحثون عن الحب، في النهار نكون في المحاضرات وفي المساء نلتقي في المقهى، ثلاثة أصدقاء يدرسون في كلية الآداب كانوا يتندرون على ياسر عرفات هربًا من الكآبة والحصار.

فعلت أشياء كثيرة منذ ذلك الوقت، ودعت أصدقاء كنت أظنهم أنهم سيعيشون

حتى يرون كتابي الأول وأحببتك من النظرة الأولى.

 

اقرأ/ي أيضًا:​

أقرأ مثل بوكوفسكي

تجارة الموتى