09-يونيو-2019

صورة كرة القدم ليست جميلة تمامًا (Getty - الترا صوت)

تعتبر كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم على صعيد المشاهدة وصعيد الممارسة، ولا ينحصر نطاق الكرة بما يحدث داخل المستطيل الأخضر، بل يتخطاها إلى أبعد من ذلك.

الصورة الجميلة التي تصلنا عن كرة القدم لا تعكس الحقيقة كلها فهناك عوالم سفلية حيث تُحاك المؤامرات ويتم التلاعب بالنتائج وتزوير الوثائق

محبو اللعبة يرون أنها "أكثر من لعبة"، لما تحمله من معان وقيم اجتماعية وثقافية، ولما تلعبه من أدوار في التقريب بين الشعوب.

اقرأ/ي أيضًا: رئاسة الفيفا للرجل الأبيض!

الصورة الجميلة التي تصلنا عن كرة القدم لا تعكس الحقيقة كلها، بل إن هناك عوالم سفلية خفيّة، حيث تُحاك المؤامرات ويُتلاعب بالنتائج ويجري تزوير الوثائق.

وإذا كان من أهم واجبات اتحادات كرة القدم في القارات والدول، وعلى رأسها الاتحاد الدولي "الفيفا"، هو محاربة الفساد والتأكد من عدم حصول عمليات تلاعب وغشّ، فإن الاتحادات نفسها لم تسلم من الفساد الذي تظهر الفضائح التي يتم كشفها كل فترة أنه يعشش داخلها.

منصور بن زايد يتلاعب بعقود الرعاية

في متابعة لواحدة من أهم مظاهر الفساد التي ظهرت في الفترة الأخيرة، قدّم فريق مانشستر سيتي الإنجليزي استئنافًا أمام محكمة التحكيم الرياضية في سويسرا، للطعن في القرار الذي أصدرته غرفة التحقيق في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، في شهر أيار/مايو الماضي.

منصور بن زايد آل نهيان، مالك مانشستر سيتي متهم في قضايا فساد

وكان محققو الاتحاد الأوروبي قد أوصوا بمنع مانشستر سيتي من المشاركة بدوري أبطال أوروبا لموسم واحد على الأقل، بسبب شبهات الفساد القوية حول صفقات الرعاية التي يعقدها النادي، حيث وجد المحققون أن مالك النادي، وزير شؤون الرئاسة في الإمارات، منصور بن زايد آل نهيان، والذي يقيم في أبوظبي، قام بتضخيم صفقات الرعاية، ورفع الأرقام بشكل يظهر أن النادي يحقق أرباحًا طائلة، الأمر الذي يتيح له شراء لاعبين بأثمان عالية، دون أن يخالف قواعد اللعب النظيف. والجميع اليوم ينتظر قرار المحكمة للبت بالقضية.

الفريق الإنجليزي الآخر تشيلسي، تعرض بدوره لعقوبة قاسية، بمنعه من عقد صفقات وانتداب لاعبين جدد في الميركاتو الصيفي القادم، بسبب مخالفته قوانين الفيفا فيما يخص التعاقد مع لاعبين تحت 18 سنة.

وبالرغم من أن محكمة التحكيم الأوروبية رفضت استئناف القرار الذي قدمه النادي اللندني، فإن رئيس تشيلسي، الروسي رومان براموفيتش، يبحث جاهدًا عن ثغرة ما لإبطال القرار أو تأجيله.

وكان برشلونة الإسباني قد مُنع من إجراء صفقات في عام 2015 للسبب نفسه. وكذلك الأمر بالنسبة لأتلتيكو مدريد الذي مُنع من إجراء صفقات في نافذتين متتاليتن في 2017، ودائمًا بسبب مشاكل في عقود اللاعبين دون 18 سنة.

عصابات المراهنات تنخر جسد كرة القدم مرة أخرى

وبالإضافة إلى الفساد فيما يخص التعاقد مع اللاعبين، والتلاعب بتواريخ ميلادهم، وتزوير عقود الرعاية؛ تبرز مشكلة كبيرة أخرى تتمثل في بيع وشراء المباريات لحساب عصابات المراهنات. وتطال الفضائح اللاعبين والمدربين بل وتصل إلى الحكام أحيانًا. 

وبالرغم من أن هذه الآفة تنتشر أكثر في الدرجات المتدنية، وفي البطولات الشبابية، حيث تكون الرقابة أقل، فإن الكرة الإيطالية اهتزت في عام 2006 بقضية الكالتشوبيلي، حيث تم الكشف عن تورط أندية ولاعبين ومدربين بالتلاعب بنتائج مباريات الدوري، وعلى إثرها أُنزلت عقوبات صارمة، خاصة ضد فريق يوفنتوس الذي جُرّد من لقبه وأُنزل إلى الدرجة الثانية.

تلقى فريق بلد الوليد مبالغ طائلة من عصابة مراهنات لخسارة مباراته أمام فانلسيا

ويرتبط التلاعب بالنتائج غالبًا بعصابات المراهنات، والتي تحاول أن توجّه نتائج المباريات بطريقة تضمن له أرباحًا هائلة. وآخر الفصول كانت الفضيحة التي هزّت الليغا الإسبانية مؤخرًا، والتي كشفتها صحيفة ماركا الإسبانية، حول تلقّي سبعة لاعبين من فريق بلد الوليد، مبالغ طائلة من عصابة مراهنات، للتراخي في مباراة فريقهم الأخيرة في الدوري ضد فالنسيا، والخسارة 2-0.

كشفت الصحافة عن فضيحة تورط فيها لاعبو فريق بلد الوليد الإسباني تتمثل في تلقيهم مبالع من عصابة مراهنات للخسارة ضد فالنسيا 

واعترضت الشرطة اتصالات بين اللاعبين والعصابة، والتي يرجح أن قائد الفريق بوخا فرنانديز من متزعميها. وقد كشف الاتصال عن اتفاق على جعل فالنسيا يفوز في كلا شوطي المباراة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

استعادة ثقة الفيفا.. 5 مرشحين في الميزان

أولمبياد طوكيو 2020.. تحت مجهر الفساد