05-يوليو-2016

بعض أعضاء فريق اللاجئين خلال تدريباتهم (getty)

في مقاله في الفورين بوليسي، كتب أندرو جرين تحت عنوان "الفريق الأوليمبي الذي لا علم له" مقالا عن اللاجئين الأفارقة وما يتعرضون له من صعوبات وفقر واضطهاد أيضًا بسبب الحروب الأهلية التي يتعرضون لها، ويحكي قصة الفريق الأولميبي الذي تم تكوينه من رياضيين لاجئين للفت نظر العالم إلى قضية اللجوء ليس في سوريا فقط ولكن في أفريقيا أيضًا بصفتها قارة تنازع اللجوء والدمار منذ سنين. يقول:

قامت اللجنة الأوليمبية بتشكيل فريق رياضي من عشرة أفراد من اللاجئين ، سيشارك في الأوليمبياد من أجل التعريف بقضية 65 مليون لاجئ حول العالم

المرة الأولى التي ركب فيها "بيل" (الذي كان طفلا وقتها) طائرة كانت ليهرب من آتون الحرب في جنوب السودان حيث نشأ. من وقتها وهو يعيش في مخيم للاجئين في جنوب غرب كينيا. اليوم -وهو لا يزال يحمل صفة لاجئ- يستعد بيل الكبير لخوض غمار سباق الركض لمسافة 800 متر في أوليمبياد ريو دي جانيرو بصفته لاجئ.

اقرأ/ي أيضًا: جدار الرحمة في بغداد..ملابس مجانية للمحتاجين

أمام موجات الترحيل والقمع والفقر غير المسبوقة في العالم التي تحدث كنتيجة للحرب البغيضة، قامت اللجنة الأوليمبية غير المسيسة بتصريح سياسي غير مسبوق، فقد شكلت فريقًا رياضيًا من عشرة أفراد من اللاجئين من سوريا وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا، وهو الفريق الذي سينافس ليس فقط من أجل مجد أوليمبي شخصي ولكن أيضًا لأجل 65 مليون لاجئ حول العالم. تواجدهم في ريو دي جانيرو هذا العام رمز للسلام الذي ينشدونه ودعوة لقبول اللاجئين في كل مكان بالعالم.

رئيس اللجنة الأوليمبية توماس باتش صرح قائلًا " سيكونون رمزًا للاجئين في جميع أنحاء العالم وسيجعلون العالم يدرك حجم المأساة"

و كان باتش قد قدم الفريق بشكل رسمي في وقت مبكر هذا الشهر حيث قال "إنها أيضًا إشارة للمجتمع الدولي أنهم رفقاء لنا فيه وأنهم مصدر ثرائه وتنوعه".

بيل الذي قرر أن يسمي نفسه "سفير اللاجئين" سعيد جدًا بتصدير هذه الرسالة، حيث سيقود الفريق في الأولمبياد في الافتتاح وسيسير الفريق تحت الشعار الأوليمبي فقط.

اقرأ/ي أيضًا: افتتاح أول عيادة مجانية في المغرب

قصة الفتى بيل

في عام 2005 وبعد عقود من حرب في السودان انتهت باستقلال قسمه الجنوبي. تعرضت قرية بيل الصغيرة إلى الحصار والانعزال عن بقية جنوب السودان، ودارت معركة كبيرة كان من محصلاتها أن انضم أبيه إلى المتمردين من جنوب السودان وتركه وأخويه في رعاية أمه. عندما انتهت مؤنهم من الطعام قررت أمه الذهاب إلى إثيوبيا مع أخويه وتركته في رعاية الجيران وهو في سن العاشرة. ومن وقتها لم ير بيل عائلته مرة أخرى. سمع إشاعات فيما بعد عن عودتهم إلى جنوب السودان بعد الاستقلال لكنه يشك بمعرفتهم أنه سيلعب في الأولمبياد.

و يعود بيل بذاكرته فيقول: "لم يكن هناك طعام ولا دواء وكان الناس يموتون من الأمراض".

بعد فترة تمكن فريق إغاثي من الأمم المتحدة من الوصول إلى قريته النائية وبعد أن رأوا فداحة الوضع قرروا ترحيل اللاجئين على متن طائرة إلى مخيم كاكوما على حدود كينيا".

و كاكوما الآن هو مخيم للعديد ممن تسببت الحرب في تركهم لمنازلهم في كل الإقليم، ولكن كثيرًا منهم من جنوب السودان.

ساعد المخيم الجديد على إنقاذ حياة بيل وغيره من اللاجئين ومنحهم الحد الأدنى من المتطلبات المعيشية، ويقول "الكثير من الناس الذين منحهم القدر لقب لاجئين يشعرون بالعار تجاهه وأنا أقول لهم لا عار في كونك لاجئًا. لعلني هنا لأنني لاجئ".

يقول أندور جرين كاتب المقال: لعل مشاركتهم تكون تصريحا منهم بالتحدي لكن تبقى الأولمبياد منافسة ويجب أن تتجه الأنظار نحو الفوز.

أحد عضوات فريق بيل تقول: "كونك لاجئًا ليس معناه أنك لا تستطيع أن تفعل أي شيء، معظم اللاجئين أناس واعون وموهوبون ولكننا فقط لم نكن قد مُنحنا الفرصة لتحقيق شيء بعد".

ترجمة المقال بتصرف.

اقرأ/ي أيضًا:

الجوع..سلاح داعش للسيطرة على سكان الفلوجة

دبلوماسيون أمريكيون يطرحون رؤية أخرى للحرب السورية