31-يوليو-2016

(من صفحة عدسة شاب منبجي/ فيسبوك)

سئمنا النظر إلى الثقوب 
التي أحدثتها الفئران 
في حصيرة السقف 
من شكلها الهندسي 
من رتابة الأعمدة 
من هسيس الشبابيك القديمة 
من ضيق الردهة 
التي تتسع لجارتين وأمّي 
وكنّة خالتي وطفلها 
الذي سئم بدوره من حديثهنَّ
حول استملاك الدولة لثلاثة وثلاثين بيتًا.. وبيتنا 
أي لأربعة وثلاثين 
ليجعل منها حديقة 
بأعمدة إنارة صفراء عالية 
تعمل لأربع وعشرين ساعة في اليوم 
يكسر زجاجها ابن جارتنا 
الذي بُترت يده في غارة جوية 
استهدفت طريق الجزيرة بمنبج 
*

سئمنا القفز فوق شواهد القبور القديمة 
ومن إلصاق الحجارة على جدار الضريح 
من الدوران حول غرفة خشبية زرقاء 
مخصصة لبيع الخبز 
تفتح لخمس دقائق في اليوم 
من صوت بائعه المتعجرف
في الدقيقة الخامسة: "ما ظل خبز".
*

سئمنا أعشاش الزنبران 
لدغاته 
والوحل في استخدامه كعلاج 
من الركض خلف كلاب نباتية داشرة 
من البراغيث 
من الديدان باستخدامها طعمًا لفخاخ العصافير
من تقشير أعمدة الحور 
تحت الشمس 
من إحداث فجوة في الأرض
من غربلة ترابها
من عجنه 
من ترميم سطح الغرفة 
من النظر إلى الثقوب 
التي أحدثتها الفئران 
في حصيرة السقف 
من شكلها الهندسي
من رتابة الأعمدة 
فاخترعنا الثورة.

اقرأ/ي أيضًا:

الدم أكثر كثافة من الماء

أتأبّطُ فِردَوْسًا