29-أغسطس-2023
لوكاكو

اتفق المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو على الانتقال إلى نادي روما الإيطالي بسبيل الإعارة، ليتكرر مشهد مورينيو-لوكاكو للمرة الثالثة.

صيف عام ٢٠١٣، وصلت المباراة بين تشيلسي وبايرن ميونيخ في نهائي السوبر الأوروبي إلى الركلات الترجيحية، بعد لقاء مثير انتهى بالتعادل الإيجابي ٢-٢.  تقدم مهاجم بلجيكي شاب يدعى روميلو لوكاكو، لم يتجاوز سن العشرين من عمره، لتسديد الركلة الخامسة لتشيلسي، لكن الحارس العملاق مانويل نوير وقف له بالمرصاد وأبعد الكرة ببراعة، ليفوز بايرن ميونيخ بالمسابقة، ويخسر مورينيو مرة أخرى أمام بيب جوارديولا، خسارة أغضبت المدرب البرتغالي، ربما إلى درجة جعلته يشطب المهاجم الشاب من حساباته، فتمّ بعدها بيعه إلى إيفرتون.

تأقلم لوكاكو بسرعة في مدينة ليفربول، وحقق أرقامًا مميزة مع التوفيز، فحجز مركزًا أساسيًا له في المنتخب البلجيكي الذي كان متخمًا بالنجوم الكبار يومها، وأصبح خلال سنوات هدفًا رئيسيًا لكبرى الفرق الإنجليزية.

لوكاكو

في عام ٢٠١٧، حاول تشيلسي بقيادة كونتي إعادة لوكاكو إلى الستامفورد بريدج مرة أخرى، وخصص مبلغًا كبيرًا للصفقة، إلا أن مانشستر يونايتد دخل بقوة على الخط، وعرض مبلغًا أكبر مما عرضه تشيلسي، ونجح في النهاية بخطف توقيعه مقابل أكثر من ٩٠ مليون يورو. المفارقة يومها أن مدرب الشياطين الحمر كان جوزيه مورينيو نفسه، الرجل الذي طرد لوكاكو من تشيلسي قبلها بأربع سنوات، بعد إتمام الصفقة قال مورينيو: لوكاكو مناسب تمامًا لمانشستر يونايتد، هو لاعب مميز ذو شخصية قوية، ومن الطبيعي أن يسعى لتطوير مسيرته مع فريق كبير".

مورينيو

بدأ الثنائي لوكاكو- مورينيو فترتهما الثانية معًا بشكل جيد، ونجح المهاجم بتسجيل ٢٧ هدفًا وصنع تسعة في عامه الأول في الأولد ترافورد. في العام الثاني بدأت العلاقة تتوتر بين الرجلين، وتراجعت حصيلة لوكاكو الهجومية مع تراجع اداء ونتائج الفريق، وبقي على الدكة في عدة مباريات، لتأتي إقالة مورينيو في الشهر الأخير من العام ٢٠١٨، وينتهي الفصل الثاني من قصة مورينيو – لوكاكو.

كل الطرق تؤدي إلى روما

بعد مغادرة مسرح الأحلام، سلك الرجلان طريقين مختلفين، فعمل مورينيو في التحليل الرياضي، قبل أن يتعاقد مع توتنهام ثم يتعرض لإقالة جديدة، ليحطّ به الرحال في روما، ويحرز معه أول لقب أوروبي بتاريخ النادي، بينما أعير لوكاكو إلى إنتر ثم عاد إلى تشيلسي ثم مرة أخرى إنتر، ليجد نفسه مرة أخرى في روما على سبيل الإعارة، ولقاء ثالث مع مورينيو.

لوكاكو

يتميّز مورينيو بقدرته على إعادة اللاعبين المحطمين نفسيًا إلى الحياة من جديد، وقد فعل هذا الأمر مع الكثير من اللاعبين في السابق، في المقابل فمن المعروف عن لوكاكو غلبة الشق العاطفي على شخصيته، فهو قادر على الانفجار بحال عرف المدرب كيفية التعامل معه، وهو ما حصل في فترته مع إنتر تحت قيادة كونتي، وبالتالي فإن نجاح هذه الثنائية اليوم بحال حصل سيعود بنفع كبير على ذئاب روما، في ظل قوة خط وسط الفريق بتواجد ديبالا وبيليجريني  باريديس، إلا أن ما يخيف جماهير روما هو أن العلاقات الجيدة التي يبنيها مورينيو قد لا تدوم طويلًا، ولهم في تامي ابراهام خير دليل.