19-أبريل-2024
فرانك هوغربيتس من هو؟ وما آخر تنبؤاته حول الزلازل

(freepik) من المستبعد المقدرة على توقع حدوث كافة الزلازل والأنشطة البركانية في الوقت اللازم

ساهم التقدم في العلوم الحديثة في الكشف عن الكثير من الظواهر الطبيعية ومنها الزلازل، وبهذا يمكن للبشرية توقع حدوثها واتخاذ التدابير اللازمة لمنع الأضرار، ويعد العالم الهولندي فرانك هوغربيتس أحد الدارسين والباحثين في هذا المجال، وللتعرف عليه وعلى آخر تنبؤاته حول الزلازل تابع قراءة المقال.

 

من هو العالم الهولندي فرانك هوغربيتس؟

يعتبر العالم الهولندي فرانك هوغربيتس أحد أبرز العلماء الباحثين في علم الزلازل والأنشطة البركانية، ولقد اشتهر على مستوى العالم عندما نشر العديد من المقالات ومقاطع الفيديو للتنبؤ بوقوع بعض الزلازل في العالم، وفي السطور الآتية نسلط الضوء على حياته عن كثب:

  1. فرانك هوغربيتس هو عالم هولندي متخصص في علم المسح الهندسي للنظام الشمسي، وهو مقيم ويعمل في مركز أبحاث متخصص في بلده الأم؛ هولندا.
  2. أنشأ العالم الهولندي فرانك هوغربيتس موقع SSGEOS على الشبكة العنكبوتية، المتخصص بنشر المعلومات والبيانات عن الزلازل والأنشطة البركانية، ويقوم بالإشراف على الموقع بنفسه.
  3. نشر فرانك هوغربيتس العديد من النظريات الرائدة، أهمها العلاقة الوطيدة بين حدوث الزلازل والبراكين على الأرض من جهة، وترتيب الأجرام السماوية في الفضاء من جهة أخرى، وأهمها الكواكب والقمر والشمس، إلا أن نظريته تلك لم تكن مدعومة بالأدلة الكافية لجعلها إنجازًا علميًا معترفًا به.
  4. اشتهر فرانك هوغربيتس بشكل خاص عندما تنبأ بالزلزال في تركيا وسوريا في عام 2023، إذ نشر مقطع فيديو سابق لتاريخ وقوع الكارثة محذرًا من الزلزال.
  5. نشر فرانك هوغربيتس مقطع فيديو شهير على موقعه في 21 مارس 2023 يتحدث فيه عن نشاط فلكي يحدث عن بلوغ القمر ذروته في الدورة القمرية، متبوعًا باقتران قمري جديد مستنتجًا أن هذا يعني وقوع زلزال قريب في الهند.
  6. يعتمد فرانك في تنبؤاته تلك على مؤشر هندسة النظام الشمسي (SSGI)، وهو عبارة عن حساب لمجموعة بيانات تعتمد بالأساس على القيم المقدمة من مواقع الكواكب الهندسية المحددة، والقمر والشمس.
  7. تعرض فرانك هوغربيتس إلى هجوم كبير من عدد من العلماء العاملين في نفس المجال، إذ ادعوا أن تنبؤاته لا تستند إلى وقائع أو أدلة علمية ملموسة، مما دفع الكثير من الجيولوجيين وعلماء الزلازل إلى رفع المصداقية عن نظرياته.

قامت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) بنشر تصريح للتعليق على أنشطة العالم الهولندي بأنه لا يمكن التنبؤ بالزلازل الضخمة قبل حدوثها، وقالت بأن من المستبعد المقدرة على توقع حدوث كافة الزلازل والأنشطة البركانية في الوقت اللازم، وبأنها لا تعلم كيف تمكن فرانك من الإصابة بتوقعاته على مدى شهورٍ عدة.

تُعرف الزلازل بأنها ظاهرة طبيعية تنتج عن الإطلاق المفاجئ للطاقة المخزنة في القشرة الأرضية

 

ما آخر تنبؤات العالم الهولندي فرانك هوغربيتس حول الزلازل؟

على الرغم من الهجوم الشديد الذي تعرض له فرانك هوغربيتس، إلا أنه لم يتوقف عن ممارسة شغفه في التنبؤ بالزلازل والأنشطة البركانية القادمة، ولعل آخر تنبؤاته ما يلي:

  • تنبأ هوغربيتس بنشاط زلزالي بقوة 7.1 درجة على وشك الحدوث في جزر كيرماديك الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، من التصنيف (متوسط إلى قوي) بحسب قياس الزلازل، وذلك في 16 مارس 2023.
  •  تنبأ هوغربيتس بزلزال بقوة 6.8 درجة بالقرب من ساحل الإكوادور في قارة أمريكا الجنوبية، في 18 مارس 2023، وكانت توقعاته دقيقة للغاية.
  •  تنبأ بحدوث زلزال بقوة متوسطة 6 درجات في 22 مارس 2023، استنادًا إلى معلومة فلكية مفادها الاقتران الكوكبي بين كل من عطارد والمشتري مع الشمس، لكنه لم يحدد مكان وقوع الزلزال على الأرض.
  • تحدث هوغربيتس عن حركة غير اعتيادية في باكستان، وتحديدًا في منطقة تشامان في بلوشستان، بسبب تقلبات الشحنات الكهربائية على طول خطوط الصدوع الصخرية، كما أكد أن باكستان تعتبر أكثر الدول المعرضة لوقوع أنشطة زلزالية في العالم، والجدير بالذكر أن هذا الزلزال قد وقع بالفعل كما قال هوغربيتس وضرب بعض البلدان المجاورة ومنها نيبال ودلهي، وأدي إلى وقوع أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات.
  • نشر فرانك تغريدة على حسابه الخاص على موقع إكس، تحدث فيها عن حادثة مميزة تتمثل في اصطفاف كل من الشمس وكوكبي المشتري وأورانوس، وأن ذلك لا يحدث إلا كل 14 عامًا تقريبًا، وأن هذا الاصطفاف الفلكي يدلل على نشاط زلزالي ممكن الحدوث بقوة 8 على مقياس ريختر.
  • لم يتوقع فرانك هوغربيتس حدوث نشاطات زلزالية في عام 2024، ولم ينشر شيئًا حول ذلك الشأن على قناته في موقع يوتيوب.

التنبؤ بالتوقيت الدقيق والموقع وحجم الزلازل الفردية ما يزال بعيد المنال

 

التنبؤ بحدوث الزلازل 

تُعرف الزلازل بأنها ظاهرة طبيعية تنتج عن الإطلاق المفاجئ للطاقة المخزنة في القشرة الأرضية، ويولد إطلاق الطاقة هذا موجات زلزالية تنتشر عبر الأرض، مما يؤدي غالبًا إلى اهتزازها، وتعتمد قوة الزلزال وشدته على الكثير من العوامل وأبرزها النشاط التكتوني، والصدوع، والموجات الزلزالية، والطاقة المتفجرة من الزلزال، وتأثيرات أخرى مختلفة مثل الكثافة السكانية في المنطقة والظروف الجيولوجية وغيرها. ويتبع العلماء والجيولوجيون طريقة علمية بحتة لتوقع وقوع الزلازل والتنبؤ بحدوثها، وفيما يلي نوضح تلك الخطوات بالتفصيل:

  1. مراقبة الزلازل

 يستخدم علماء الزلازل شبكات أجهزة قياس الزلازل لكشف وتسجيل الموجات الزلزالية الناتجة عن الزلازل، حيث توفر هذه الموجات الزلزالية معلومات حول موقع الزلزال وحجمه وعمقه.

  1. رسم خرائط الصدوع

 يدرس الجيولوجيون خطوط الصدع ويرسمون خريطة لمواقعها، ويحددون المناطق التي تتفاعل فيها الصفائح التكتونية ويتراكم فيها الضغط، وهذا يساعد في تحديد المناطق ذات المخاطر العالية للزلازل.

  1. مراقبة الإجهاد

يقوم العلماء بقياس التشوه في قشرة الأرض باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأدوات أخرى لتتبع كيفية تراكم الضغط على طول خطوط الصدع، وهذا يساعد في تقييم احتمالية حدوث الزلازل في المستقبل.

  1. البيانات التاريخية

توفر دراسة الزلازل الماضية رؤى قيمة حول أنماط النشاط الزلزالي، وفترات التكرار، وسلوك أخطاء محددة تحدث باستمرار بين الحين والآخر، إذ تساعد البيانات التاريخية على تحسين تقييمات مخاطر الزلازل.

  1. النمذجة الحاسوبية

نماذج حاسوبية متطورة تحاكي سلوك الصدوع الزلزالية وانتشار الموجات الزلزالية، وتتضمن هذه النماذج البيانات الجيولوجية وخصائص الصدع وأنماط الضغط لتقدير احتمالات حدوث الزلازل في المستقبل.

  1. أنظمة الإنذار المبكر

تستخدم أنظمة الإنذار المبكر البيانات الزلزالية في الوقت الفعلي لتوفير ثوانٍ إلى دقائق من التحذير قبل أن تصل الهزات الناتجة عن الزلزال إلى المناطق المأهولة بالسكان في بعض المناطق. ورغم أن هذه الأنظمة لا تتنبأ بالزلازل مقدمًا، فإنها قادرة على تخفيف الأضرار من خلال إطلاق استجابات آلية مثل إيقاف القطارات، أو إغلاق العمليات الصناعية، أو تنبيه الناس للاحتماء.

في حين أن هذه الأساليب تعمل على تحسين فهمنا للزلازل وتساعد في تقييم مخاطر الزلازل، فإن التنبؤ بالتوقيت الدقيق والموقع وحجم الزلازل الفردية ما يزال بعيد المنال، حيث يتعلق التنبؤ بالزلازل بتقدير الاحتمالات على مدار أطر زمنية تتراوح من أيام إلى عقود بدلاً من تحديد أحداث معينة.

 

ختامًا، لا شك انكَ أدركت الآن صعوبة التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها، فهي مهمة علمية تتطلب التركيز على الملاحظات والأدلة الملموسة والكثير من الرصد والمراقبة، وعلى الرغم من أن توقعات العالم الهولندي فرانك هوغربيتس وتنبؤاته الأخيرة قد قاربت الصواب، إلا إن اعتمادها على مصادر وأساليب فلكية غير مثبتة قلل من مصداقيتها في التنبؤ بالكوارث الطبيعية.