22-مايو-2021

أتلتيكو مدريد بطلًا للدوري الإسباني 2020/2021 (Getty)

انتظر أتلتيكو مدريد حتى المرحلة الأخيرة من الدوري الإسباني، ليحسم فوزه باللقب الـ11 له في تاريخه بالليغا، والثاني تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، بعد الفوز بلقب 2013-2014 والذي – للمفارقة - انتظر أيضًا الجولة الأخيرة للتتويج به عندما تعادل مع وصيفه برشلونة بهدف لمثله .  

الهنود الحمر خطفوا أنفاس أنصارهم، وفوّتوا على أنفسهم فرصة حسم الدوري مبكرًا، عندما كانوا يتصدرون الجدول بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيهم قبل 12 جولة من الختام، بسبب سلسلة نتائج سلبية في المراحل الأخيرة، والتي كادت أن تقضي على أحلام الفريق بالتتويج، لكنهم استفادوا بدورهم من تعثّر قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، اللذان فرّطا بنقاط كانت بمتناولهم، لينتهي الدوري الدراماتيكي بسيناريو هيتشكوكي، وتحافظ الليغا على إثارتها حتى الجولة الأخيرة، وتبتسم لدييغو سيميوني وكتيبته في أمتارها الأخيرة.

دفاع حديدي وصفوف متوازنة تهدي الروخي بلانكوس اللقب

استفاد أتلتيكو مدريد من العديد من العوامل والظروف في رحلته نحو النجمة الحادية عشرة، وأبرزها دفاعه الحديدي بقيادة حارسه أوبلاك المتوّج بجائزة زامورا كأفضل حارس في الدوري، كما ساهمت الأهداف الـ21 التي سجلها مهاجم الفريق لويس سواريز المنتقل بداية الموسم من صفوف برشلونة، في مساعدة الفريق على الفوز باللقب، وقد تميّز عدد من اللاعبين بشكل خاص، وخاصة لاعب الوسط لورنتي الذي ساهم بـ23 هدفًا في الليغا تسجيلًا وصناعةً، بالإضافة إلى لاعبي الخبرة كوكي، ساؤول ويانيك كاراسكو.

توجّهت انظار عشاق اللّيغا إلى ملعبي خوسيه زوريلا في مدينة فالادوليد، واستاد دي ستيفانو في العاصمة مدريد، حيث احتضن الأول مباراة فلادوليد مع أتلتيكو مدريد، بينما استضاف الفريق الملكي ضيفه فياريال على أرضية الملعب الثاني في التوقيت نفسه، وهو الملعب الذي استخدمه الميرينغي مؤقتًا هذا الموسم ونهاية الموسم الماضي، بانتظار استكمال عمليات تجديد ملعبه التاريخي " سانتياغو برنابيو".

 قبيل انطلاقة الجولة، أدرك أتلتيكو مدريد أن الفوز في المباراة سيمنحه اللقب بدون انتظار نتيجة مباراة غريمه العاصمي، الذي يلعب في التوقيت نفسه، لكنه يدرك أيضًا أنه يواجه خصمًا صعبًا يحتل المركز الـ18، ويحتاج إلى الفوز على أمل تعثّر منافسيه، الأمر الذي قد ينقذه من الهبوط، وقد وعد رئيس النادي البرازيلي رونالدو " الظاهرة " لاعبيه بمكافأة مالية كبيرة، في حال الفوز على أتلتيكو، الفوز الذي قد يضرب من خلاله عصفورين بحجر واحد: النجاة المحتملة من الهبوط، وإهداء فريقه السابق ريال مدريد الذي لعب له بين 2002 و2006، لقب الليغا رقم 35 في تاريخه.

 في المقابل واجه ريال مدريد خصمًا شرسًا قدّم مستويات مذهلة في الأسابيع الأخيرة، وآخرها كان اكتساح إشبيلية الرابع في الجولة السابقة برباعية نظيفة، كما تأهل لنهائي الدوري الأوروبي حيث سيواجه مانشستر يونايتد بعد أيام.

تلقّى أتلتيكو مدريد رصاصة مؤلمة في الدقيقة 18 عندما نظّم فالادوليد هجمة مرتدة رائعة، وصلت فيها الكرة لأوسكار بلانو، الذي استفاد من تمريرة دي سوزا، وانفرد بأوبلاك وسدّد الكرة على يساره مانحًا فريقه التقدّم، لكن أحزان الهنود الحمر لم تدم لأكثر من دقيقتين، حيث تلقوا أخبارًا رائعة من ملعب دي ستيفانو، بتأخّر ريال مدريد هو الآخر بهدف عن طريق ييريمي بينو، بعد تمريرة من جيرارد مورينو نجم وهدّاف الغواصات الصفراء، لتعود الأمور إلى نقطة الصفر، وينتهي الشوط الأول في المباراتين بتأخّر المتصدر ووصيفه بهدف، وهي النتيجة التي تهدي الروخي بلانكوس اللقب في حال بقيت الأمور عما هي عليه.

الغواصات يغرِقون الملكي وسواريز يمنح فريقه الفوز

النسخة الحالية المجنونة من الليغا أصرّت على الاحتفاظ بالإثارة حتى الدقائق الأخيرة من الجولة الختامية، فقد نجح ريال مدريد في تسجيل هدف التعادل عن طريق كريم بنزيما في الدقيقة 55، لكن الحكم عاد لتقنية الـvar للتأكّد من صحة الهدف، وفي اللحظة نفسها التي ألغى فيها الحكم الهدف، كان أنخيل كوريا يسجل التعادل لصالح الروخي بلانكوس بعد مجهود مميّز، هدف نزل كقطعة ثلج على قلوب مشجعي الفريق الملتهبة، حيث أصبح الفريق بوضعية ممتازة في الطريق نحو اللقب.

لم ينتظر أتلتيكو مدريد خصمه ليستفيق من صدمة هدف التعادل، حيث نجح هدّاف الفريق سواريز في منح فريقه التقدّم في الدقيقة 67، مستفيدًا من خطأ فادح من لاعبي فالادوليد، لينفرد بالحارس ويودع الكرة بهدوء داخل المرمى، قبل عشرين دقيقة من نهاية المباراتين، يتقدّم أتلتيكو مدريد بفارق خمس نقاط كاملة عن الفريق الملكي!

الدقائق العشرة الأخيرة  من ليغا 2020-2021 شهدت تسجيل كريم بنزيما ولوكا مودريتش هدفي الفوز لفريقهم، لكن الهدية الثمينة لم تأتهم من فريق نجمهم السابق رونالدو، إذ نجح أتلتيكو مدريد في المحافظة على تقدّم حتى نهاية المباراة، ليتوّج الفريق باللقب الثمين بفارق نقطتين فقط، ولتسدل الليغا الستار على واحدة من أكثر نسخها جنونًا، بعنوان واحد سيكتب بالخط العريض: "  أتلتيكو مدريد بطلًا لإسبانيا ".

 

اقرأ/ي أيضًا:

زيدان والرحيل الثاني عن ريال مدريد: ضغط على الإدارة أم عين على تجربة دولية

التعادل السلبي يحسم قمة الكامب نو وريال مدريد أكبر المستفيدين