23-سبتمبر-2021

كلوي كليم (BBC)

هذه الصورة المعروفة التي تحوّلت إلى "ميم" مشهور طوّف وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل النصي، تعود للطفلة "كلوي كليم"، والتي تبلغ الآن من العمر 10 سنين، وقد انتشرت صورتها التي تنظر فيها "شزرًا" بطرف عينها، في العام 2013، للتعبير عن خيبة أملها من رحلة مفاجئة ذهبت بها مع أسرتها إلى "ديزني لاند". 

وقد راج استخدام الصورة كوسيلة تعبيرية على الإنترنت للتعبير عن القلق أو الشكّ أو عدم الثقة، وتحوّلت إلى أيقونة ثابتة ومعروفة لدى كثيرين، دون معرفة أصلها وصاحبتها، والتي يبدو أنها ستجني بعض المال بسبب تلك اللقطة العفوية.

وسيتم الآن بيع الصورة الأصلية كمادة رقمية أو أصل رقمي (non-fungible token)، وهي طريقة لامتلاك الصورة الرقمية الأصلية.

وبموجب هذا التصنيف، تكون هنالك شهادة ملكية رقمية لمثل هذه الأصول (صور وميمز وتغريدات)، وبيعها كأنها مواد فنية ملموسة. وتنتقل ملكية النسخة الأصلية من مثل هذه الأعمال إلى المشتري الجديد، مع بقاء حق الملكية الفكرية للأصل لصاحبه الأول في بعض الحالات، بما يسمح له الاستمرار في إنتاجه وبيع نسخ أخرى منه، لكن يبقى الأصل الأول لدى المشتري الجديد.

ويشبه البعض هذه العملية بشراء النسخة الأولى من كتاب يظهر عليه توقيع المؤلّف الحصري، حيث يعمد البعض إلى شراء مثل هذه النسخ النادرة، مع بقاء الحق في اقتناء نسخ أخرى (غير موقعة) للآخرين وبيعها من قبل دار النشر.

الصورة التي انتشرت لكلوي كليم قد التقطت من مقطع فيديو قصير نشرته أمها في أيلول/سبتمبر 2013، والتي سجلت فيه ردة فعل ابنتيها على زيارة مفاجئة إلى ديزني لاند. إحدى البنتين، واسمها ليلي، بدأت بالبكاء، ثم تحولت الكاميرا نحو كلوي، فظهرت بتعابير وجهها التي تنظر بشزر بطرف عينها معبرة عن استغرابها مما يحصل.

حصد المقطع الذي نشرته الأم على أكثر من 20 مليون مشاهدة، أما الصورة التي جرى اقتطاعها لكلوي، فقد تحوّلت إلى ميم يتم استخدامه يوميًا على الشبكة آلاف المرات.

وقد ظهرت العديد من المقالات على الإنترنت حول كلوي وصورتها ومقطع الفيديو. ففي مقال ظهر على موقع "باز فيد" الأمريكي، وصفت كلوي بأنها "أميرة شبكة الإنترنت".

وبسبب هذا التفاعل الكبير مع الصورة ومقطع الفيدية، قررت أسرة كلوي، التي تقطن في ولاية يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، عرض الصورة للبيع في مزاد باعتبارها أصلًا رقميًا، وسيبدأ المزاد عليها من سعر 15،000 دولار أمريكي.

يذكر أن سوق ملكية الحقوق لبعض الأصول الرقمية الشهيرة قد شهد انتعاشًا كبيرًا في السنوات الماضية، حيث حققت مثل هذه الأصول مبيعات بقيم بلغت ملايين الدولارات.

 سوق ملكية الحقوق لبعض الأصول الرقمية الشهيرة قد شهد انتعاشًا كبيرًا في السنوات الماضية، حيث حققت مثل هذه الأصول مبيعات بقيم بلغت ملايين الدولارات

ففي آذار/مارس الماضي، باع مؤسس شركة تويتر، جاك دورسي، تغريدته الأولى، مقابل 2.9 مليون دولار أمريكي. أما المشتري، فقد كانت رجل أعمال من ماليزيا.

وفي نيسان/أبريل الماضي، بيعت صورة "فتاة الكارثة"، بقيمة 500،000 دولار أمريكي، وبعدها بيعت صورة أخرى مشهورة للفتاة "المتعلقة بحبيبها" مقابل 411،000 دولار أمريكي.

صورة "فتاة الكارثة" بيعت بحوالي نصف مليون دولار أمريكي (BBC)

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"ظاهرة "إدمان البورن" في زمن كورونا تحفّز شركات تقنية ناشئة مناهضة للإباحية

تقرير سرّي من فيسبوك يكشف أثر "إنستغرام" الخطير على المراهقات