13-أغسطس-2015

تتصل الالتميت تيم بالعالم الواقعي مباشرةً (Getty)

مرّ شهران على فوز اللاعب السعودي عبد العزيز الشهري بالمباراة النهائية وتتويجه ببطولة كأس العالم التفاعلية التي أقيمت في ميونخ، ليكون أول لاعب عربي يفوز بهذه البطولة منذ إطلاقها عام 2004 والتي تقام على أجهزة "بلايستيشن 3" وتجمع بين المتميزين بلعبة "فيفا EA SPORTS FIFA" من مختلف أنحاء العالم. لكن هل يعني ذلك أن عبد العزيز هو حقًا الأفضل في العالم؟ الجواب هو قطعًا لا، وإن كان فوز عبد العزيز لافتًا على المستوى العربي. فالمشاركون بهذه البطولة ليسوا سوى قلة من لاعبي "فيفا". فمعظم اللاعبين، ولا سيما من المملكة العربية السعودية، لا يعطونها أي أهمية، لانشغالهم بجزء آخر من اللعبة وإدمانهم عليه، وهو "الألتميت تيم - Ultimate Team".

مع مرور السنوات وتطور إصدارات اللعبة فاق عدد مستخدمي "الالتميت تيم" 30 مليونًا في إصدار فيفا 15

عندما أصدرت الألتميت تيم عام 2009 بمجهود من المبرمج والمطور الإنجليزي، مات بريور، لم يتخط عدد مستخديميها المليون. أما اليوم، ومع مرور السنوات وتطور إصدارات اللعبة، فاق عدد مستخدمي الألتميت تيم الثلاثين مليون في إصدار فيفا 15. فما السر وراء تعلق عشاق الفيفا وكرة القدم بهذا الجزء من اللعبة وإدمانهم عليه؟ لقد كان قرار "EA SPORTS" بإصدار نظام "التميت تيم" في غاية الذكاء، حيث جمعت ما بين حب عشاق كرة القدم وألعاب الفيديو بخوض مباريات "اونلاين" والتنافس فيما بينهم، ورغبتهم بتكوين فريق خاص بهم مكون من لاعبيهم المفضلين من مختلف الدوريات. وتكوين الفريق لا يقتصر على شراء 11 لاعبًا فحسب. بل هناك قواعد قد وُضعت لتنظيم ذلك، ترتكز على نسبة التجانس بين اللاعبين، أي الـ"chemistry"، فيكون اللاعب متجانسًا مع الفريق إن كان بمركزه أولاً، وبجواره لاعب أو أكثر من الجنسية ذاتها أو الدوري ذاته ثانيًا، هذا ما دفع البعض للابتكار في جمع اللاعبين من مختلف الدوريات ودمجهم في فريق واحد، محافظين على نسبة عالية من التجانس، بينما اكتفى البعض الآخر بجلب 11 لاعباً من دوري واحد أو جنسية واحدة.

وتتصل الالتميت تيم بالعالم الواقعي مباشرةً، فيزداد سعر بطاقة اللاعب في حال تألق هذا الأخير مع فريقه وتقديمه لأداء بارز، فقد ارتفع سعر بطاقة اللاعب روبرت ليفاندوفسكي من 3000 إلى 14000 "كوينز"، بعدما سجّل رباعية في مرمى ريال مدريد عام 2013. هذا وتصدر الشركة بطاقات مطورة للاعبين المتألقين مع فرقهم ومنتخباتهم، فهناك بطاقات فريق الأسبوع، فريق الموسم، فريق العام المختار من فيفا، وغيرها من البطاقات المميزة كبطاقة أفضل لاعب في المباراة وبطاقة "كاسر الأرقام القياسية" التي لطالما ظفر بها الأرجنتيني ليونل ميسي نظرًا لتحطيمه العديد من الأرقام. وعندما نريد التكلم عن ارتباط اللعبة بالعالم الواقعي، لا بد أن نشير إلى غيابه في بعض الأحيان، فاللاعب العاجي سايدو دومبيا، لاعب روما الإيطالي، المعار من سيسكا موسكو سابقًا، والكولومبي ڤيكتور ايباربو، لاعب روما أيضًا، يُعتبران من أفضل المهاجمين في لعبة فيفا 15 إن لم يكونا الأفضل، فيأتيان بعد ميسي وكرستيانو رونالدو من حيث السرعة والمهارة والقوة البدنية، إضافةً إلى القوة في التسديد. يعارض الكثيرون من عشاق الالتميت تيم وجود هذا النوع من اللاعبين، وعلى العكس، هناك من يرحب بوجود أمثال دومبيا في فيفا 15، والبرازيلي ويليتون في فيفا 13، وذلك لأسعارهم الزهيدة وقدراتهم التي تضاهي قدرات النجوم الكبار، داخل اللعبة طبعًا.

تكوين الفريق لا يقتصر على شراء 11 لاعبًا فحسب. بل هناك قواعد قد وُضعت لتنظيم ذلك، ترتكز على نسبة التجانس بين اللاعبين

وتُوزع بطاقات اللاعبين على ثلاثة أنواع بحسب قدرات كل لاعب وطاقاته، فهناك الذهبي، الفضي والبرونزي. في حين تتنوع ألوان البطاقات المميزة ما بين أسود "لاعب الأسبوع"، أزرق "لاعب الموسم"، برتقالي "رجل المباراة"، بنفسجي "بطل الفريق" وغيرها. هذه الألوان تجمل من شكل البطاقة وتضيف لها رونقًا خاصًا، فتزداد الرغبة بالحصول عليها بالرغم من سعرها الذي يبلغ أضعاف البطاقة الأساسية، فيضطر غالبًا من يريد الحصول عليها، إلى استخدام أمواله الخاصة خارج الحصص التي يجمعها من اللعبة، وتحويلها لـ"كوينز"، يستطيع من خلالها الحصول على البطاقة التي يريدها. وهنا تظهر حنكة وذكاء الشركة في هذا المجال، فتحقق الشركة أرباحًا طائلة من بيع "نقاط فيفا - fifa points"، التي تمكن من يشتريها بأن يحصل على عدد معين من اللاعبين. ويلعب الحظ دورًا مهمًا هنا، فقد يحصل أحدهم على بطاقة رونالدو التي يبلغ سعرها ملايين الكوينز، بينما تبلغ حصيلة شخص آخر آلاف الكوينز فقط.

جدير بالذكر أن وجود مواقع وشركات أخرى مستقلة، تبيع أموال اللعبة الافتراضية بأسعار أقل بكثير من تلك التي تحددها الشركة، دفع الأخيرة لإصدار تحديث لفيفا 15 يضع قيودًا على نقل الكوينز من حساب إلى آخر ويحد من ذلك.

تتطور لعبة فيفا التميت تيم سنة بعد سنة، إن من حيث تسهيل عملية الدخول للحساب، كإصدار تطبيق التميت تيم على الهواتف الذكية عام 2012، أو من حيث إصدار أنواع جديدة من البطاقات، كبطاقات  الـ"chemistry style" في فيفا 14، وبطاقات الـ"heroes"، في فيفا 15. ماذا تخبئ لنا الشركة في إصدارها لنسخة فيفا 16 بعد أسابيع من الآن؟ هل سنشهد بعض التغييرات الجذرية على اللعبة؟ فلننتظر.