05-يناير-2018

منير فاطمي/ المغرب

الشقيقة الأولى

ثمّة وابل قرمزي من الشقائق
ينهمرُ بسخاء 
في سماء سنبلية خضراء
فلا تُبالِي السماءُ السنبلية الصافية
مواصلة
سرد صحوها الغضير
في الهطول القرمزي للشقائق.
......................
......................
ثمة سماء سنبلية خضراء
تسترسل
في سرد صحوها الغضير
فلا تبالي الشقائق
المنهمرة بسخاء
مسترسلة
في سرد هطولها القرمزي
في غضارة صحو السماء اللامبالية
......................
......................
ليس ثمة صحو ولا مطر
ليس ثمة سوى اختبار الحقل
للسنبلة والشقيقة للمضي معًا 
جنبًا إلى جنب لقطع بروج القبرات
حتى آخر أفلاك النشيد.

 

الشقيقة الثانية

ثمّة مواء متصل
ينادي على قطة
تتجول في أروقة الخراب 
كي تعود إلى البيت
فلا تستمع القطة التائهة
مستمرة في المواء
والتجول في أبهة الخراب

......................
......................

ثمة قطة تنادي طول الليل
على مواءٍ
يتجوّل في أروقة الخراب
كي يعود إلى البيت
فلا يستمع المواء التائه
مستمرًا في النداء
والتجول في أبهة الخراب
......................
......................
ليس ثمة هرٌّ ولا هرير
ليس ثمة سوى أرق محمول
على محمل الغرق
في أنابيب منتصف الليل.

 

الشقيقة الثالثة

ثمة منملة صغيرة
مفتوحة بإزاء الشمس
لتخزين الحقل في الأقبية العميقة
لا تتوانى أحذية الجنود في تمهيد
مقاصيرها العالية القباب
في كل ذهاب إلى الميدان
فلا تتوانى المنملة
التي لا تملك وقتاً للألم
في العودة توًا
لبناء مقاصيرها بقباب عالية
وتخزين الحقل عميقًا في الأقبية
كلما ذهبت الأحذية إلى الميدان.
......................
......................
ثمة أحذية جنود لا تتوانى
في كل إياب إلى ثكناتها 
في تسوية منملة صغيرة
مفتوحة بإزاء الشمس
لتخزين الحقل في الأقبية العميقة
فلا تتوانى المنملة
التي لا تملك وقتًا للألم
في العودة توًا إلى رفع
قبابها العالية فوق المقاصير
وتخزين الحقل عميقًا في أقبيتها
كلما عادت الأحذية إلى الثكنات.
......................
......................
ليس ثمة ثكنة ولا منملة
ليس ثمة سوى تمهيد وتشييد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بين ذائقتين

عيد الأعياد