30-يناير-2016

في ورشفانة، لا يخلو يوم تقريبًا من حادثة سرقة سيارة أو خطف سائقها (محمود تركية/آ.ف.ب)

قُتل أكرم لطفي، 55 عامًا، على يد مسلحين أرادوا سرقة سيارته في منطقة قصر بن غشير، قرب العاصمة الليبية طرابلس، عندما خرج صحبة ابنه الصغير أحمد للتسوق، فأفسد عليه المسلحون فرحة عيد الأضحى وأطلقوا عليه النار.

في ورشفانة، لا يخلو يوم تقريبًا من حادثة سرقة سيارة أو خطف سائقها، كما أنه لا يوجد بها أي مظهر أمني يدل على أنها تابعة للدولة الليبية

ابنه أحمد، الذي اختبأ بناء على طلب والده حتى يتفادى الرصاص، يروي تفاصيل الحادثة لـ"الترا صوت": "كنا في سيارتنا حين هاجمنا مسلحون، اعترضوا طريقنا وأطلقوا الرصاص، أصابت والدي طلقتان في الكتف وأخرى في البطن، سمعته يصرخ بصوت عال قبل أن يفقد السيطرة على السيارة ونصطدم بسيارة كانت مركونة على جانب الطريق".

هذا هو واقع "ورشفانة"، الواقعة في جنوب غرب طرابلس، يقولون عنها إن "الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود". في ورشفانة، أين تتمركز عديد الجماعات المسلحة، لا يخلو يوم تقريبًا من حادثة سرقة سيارة أو خطف سائقها، كما أنه لا يوجد بها أي مظهر أمني يدل على أنها تابعة للدولة الليبية أو تحت سلطة حكومتها، فالسطو المسلح على السيارات، في وضح النهار، أصبح قصة يومية يتسلى بها الصغار قبل الكبار، كما حدث مع محمد المبروك، سائق تاكسي، وقع فريسة مسلحين اعترضوا طريقه مرتين.

يقول محمد: "هددوني بالسلاح طالبين أن أنزل من السيارة، لكن استجديتهم وكانت ترافقني امرأة كبيرة في السن حاولت بدورها استعطافهم فتركوني أمر لكن في مناسبة ثانية، تعرضت للإيقاف في إحدى البوابات الوهمية التي تقيمها الجماعات المسلحة فتهجموا وأرادوا الحصول على ساعتي وبعد التفاوض أخذوا مائة دينار ليبي وتركوني أمر".

باتت عمليات خطف الأشخاص ومساومة ذويهم لدفع الفدية مقابل إطلاق سراحهم إرهابًا من نوع آخر، وهو رائج بكثرة مؤخرًا، وفي كثير من الحالات وبعد دفع الفدية يتم قتل الضحية لاعتبارات سياسية أو لاعتبارات أخرى مختلفة، أو إذا تعرف المخطوف على أفراد العصابة.

في هذا السياق، يقول أحد الضباط بمديرية أمن طرابلس، لـ"الترا صوت": "بعد الثورة ارتفعت معدلات السطو والخطف وهذا منطقي في ظل ما نعيشه من انفلات أمني وانقسام في أجهزة الدولة مما ساهم في تمدد هذه الجماعات المسلحة". كما يختلف السكان المحليون في طرابلس وأحوازها على هوية مرتكبي هذه الجرائم وانتمائهم، لكنهم يتفقون على أن تصاعد نسبة الجريمة أو انخفاضها هو انعكاس للوضع الأمني العام في البلد.

اقرأ/ي أيضًا: 

كوارث تحت ركام بنغازي..

ليبيا ومخاض التأسيس..