19-أبريل-2023
Getty

التقديرات تشير إلى أن فاغنر تدعم قوات الدعم السريع في المعارك (Getty)

نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرًا بعنوان "المعارك في السودان: اتهامات لمرتزقة روسيا بتأجيج الصراع"، وسلطت من خلاله الضوء على شكوك حول دور محتمل لمجموعة فاغنر الروسية، في المعارك الدائرة حاليًا.

ويتناول التقرير دور قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي بتوفر الحماية لشركة "Meroe Gold" للذهب، وهي إحدى شركات التعدين التي تعمل كواجهة لـ"فاغنر"، ويديرها مالك المجموعة يفغيني بريغوجين، والمتهم بتهريب الذهب من السودان إلى روسيا للمساهمة في دعم حرب الكرملين على أوكرانيا.

الولايات المتحدة تشك في وجود صفقة بين فاغنر وحميدتي، وهذا دفع واشنطن إلى الطلب من مصر مساندة ودعم القوات المسلحة السودانية

وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض في شباط/فبراير الماضي، عقوبات على شركة '"Meroe Gold"، لتسهيلها استغلال ثروة السودان من الذهب وتصديره لروسيا، وباعتبارها واحدة من كيانات مجموعة فاغنر المتهمة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء في العديد من البلدان بما في ذلك أوكرانيا والسودان.

https://t.me/ultrasudan

وأشار كاتب التقرير إلى أن مسؤولين أمنيين غربيين استشهدت بهم صحيفة "وول ستريت جورنال" يقولون إن الولايات المتحدة تشك في وجود صفقة بين فاغنر وحميدتي، وهذا دفع واشنطن إلى الطلب من مصر مساندة ودعم القوات المسلحة السودانية، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بهدف طرد فاغنر من البلاد.

ونقل التقرير عن كاميرون هادسون، وهو كبير الموظفين السابقين للمبعوث الأمريكي الخاص للسودان، وأحد كبار المساعدين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله إن "سيطرة فاغنر على السودان من شأنه أن يربط خطوطها من البحر الأحمر إلى أفريقيا الوسطى، وبالتالي ستصبح السودان جوهرة التاج الأفريقي". ويضيف هادسون لـ"التايمز"، أظن أن "فاغنر يدعمون قوات الدعم السريع بالفعل بما أن المعارك قد بدأت".

يشير تقرير "التايمز"، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسع من نفوذ بلاده في أفريقيا بشكل كبير من خلال مبيعات الأسلحة، وباستخدام مجموعة فاغنر، التي تتدخل لدعم الحكومات الضعيفة، مع حديث عن أن "مصر التي تدعم البرهان، في حالة تأزم خوفًا من انهيار السودان".

بالمقابل، تقول المحللة وزميلة معهد واشنطن، أنا بوشفسكايا، إن "الدور الروسي وموقف الكرملين مما يجري حاليًا في السودان غير واضح، ولا يبدو حتى الآن أن روسيا قد اختارت جانبًا في الصراع". وتضيف "الخرطوم مستورد كبير للأسلحة الروسية، وهناك مصالح مثل الميناء والذهب، ولهذا فإن أهم شيء بالنسبة لروسيا الآن هو ضمان مصالحها". مضيفةً: "ربما تضيف حالة عدم اليقين بشأن الطرف الذي قد يخرج منتصرًا من الصراع الحالي مزيدًا من التعقيد لموسكو لاختيار طرف للمراهنة عليه".

وتتحدث "التايمز" عن أن دخول فاغنر للسودان كان في عام 2007، بعد لقاء الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، حيث قيل أن البشير وعد بوتين بجعل بلاده مفتاح روسيا لأفريقيا.

ومنذ ذلك الحين، زودت فاغنر السودان بالأسلحة والمعدات العسكرية، ويُعتقد أنها ساعدت في تدريب قوات الدعم السريع بقيادة  حميدتي بعد سقوط عمر البشير.

يذكر أن تقارير عدة تحدثت عن أن  دور فاغنر في السودان، متعلق بالدرجة الأولى بحماية المصالح الروسية الاستراتيجية هناك. فقد دعمت مساعي الكرملين في شرق السودان، وتحديدًا على البحر الأحمر لإنشاء قاعدة بحرية. لكن، بحسب تقرير لمجلة "فورين بوليسي"، كشف عن فشل صفقة روسية لبناء ميناء عسكري على البحر الأحمر بسبب عدم تمكن حميدتي من تمرير الصفقة. 

ويشير التقرير إلى أن عبد الفتاح البرهان أحبط محاولة بناء الميناء لتجنب "استعداء الغرب وحلفائه الرئيسيين الآخرين في المنطقة، بما في ذلك مصر".

وفي حين ارتبط اسم المجموعة الروسية سيئة الصيت مؤخرًا بالمعارك الدائرة في أوكرانيا، لكن قبل الحرب كانت الأنباء تنقل بشكل متواتر عن عمليات غامضة لفاغنر في عدة دول أفريقية، من بينها السودان.

دور فاغنر في السودان، متعلق بالدرجة الأولى بحماية المصالح الروسية الاستراتيجية

وقد نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا قالت فيه إن شبكة فاغنر الروسية الغامضة حصلت على الكثير من الأموال والذهب من السودان، ورسخت أقدامها هناك، وأصبحت "مساهمة في سحق الحركة الديمقراطية في البلاد".